انعكس أثرها الإيجابي على سكان قالمة
حركة تنموية بخطى ثابتة في عاصمة الحمامات المعدنية
- 188
وردة زرقين
شهدت ولاية قالمة خلال 2025، حركية تنموية مُرضية، ترجمتها مختلف المشاريع الاستثمارية المنجزة، والتي شملت قطاعات الموارد المائية، والنقل (السكة الحديدية)، والسياحة. ومن شأنها الدفع بعجلة التنمية على المستوى المحلي، وتحسين الإطار المعيشي لسكان الولاية. سُجّل تفاؤل كبير في التزوّد بالمياه الصالحة للشرب، وحتى السقي الفلاحي على مستوى ولاية قالمة في السنوات القليلة الأخيرة، بإحصاء استثمارات ضخمة في القطاع، من خلال إنجاز مشاريع الربط بمحطة تحلية المياه، واستغلال المياه المستعمَلة، والتطهير، وإنشاء سد جديد.
مشاريع استثمارية ضخمة في الموارد المائية
كشف والي قالمة سمير شيباني، في هذا الصدد، عن تسجيل مشروع إنشاء سد جديد، وتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوهمدان؛ لضمان الاستغلال الأمثل لمياه الأمطار بما ينسجم مع أهداف الولاية في تعزيز الأمن المائي، والغذائي؛ باعتبارها ولاية فلاحية بامتياز، وكذا مجابهة ندرة مياه السقي؛ لضمان استدامة الزراعات الاستراتيجية؛ كالحبوب، والطماطم الصناعية، وكذا بساتين الأشجار المثمرة.
ومن شأن هذا المشروع الذي سيتم إنشاؤه على مجرى وادي غانم شرقي قالمة، تخزين الموارد المائية، خاصة الموجّهة للسقي الفلاحي، ومواجهة ظاهرة الجفاف التي يعاني منها سد بوهمدان، الذي يُعد المصدر الرئيسي للشرب، والري الفلاحي على امتداد سهل سيبوس الكبير؛ إذ لم تعد الاحتياطات الحالية تكفي للشرب، وسقي المحاصيل الزراعية بمحيط قالمة بوشقوف. وتذهب كميات هائلة من مياه وادي غانم والشارف بولاية قالمة، إلى البحر دون الاستفادة منها في الشرب، والسقي.
وفي إطار تحسين عملية التزوّد بالمياه الصالحة للشرب، قال نفس المسؤول إن السلطات المحلية والمركزية تعمل على إيصال مياه الشرب إلى كل السكنات، حيث استفادت ولاية قالمة من مشروع أشغال الربط البعدي لمحطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش بولاية الطارف، من حصة تقدر بـ 40 ألف متر مكعب يوميا من المياه الصالحة للشرب؛ لتغطية احتياجات الجهة الشرقية والشمالية من الولاية، وحتى مدينة قالمة. وتجدر الإشارة إلى برمجة الولاية للاستفادة من المياه الصالحة للشرب انطلاقا من محطة تحلية مياه البحر بولاية سكيكدة. والدراسة التفصيلية في طور التطوير.
وفي إطار السعي الحثيث لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المائية لولاية قالمة، تَدعم قطاع الموارد المائية بالولاية، بغلاف مالي جديد قدره 460 مليار سنتيم، ضمن الميزانية القطاعية لسنة 2026، سيُخصّص لإنجاز 6 عمليات هامة. وسيكون لذلك الأثر الإيجابي على السكان خلال السنوات القادمة، بينها مشروع إنجاز محطة لمعالجة المياه المستعملة بمدينة وادي الزناتي، ومشروع تمديد أنابيب مياه البحر المحلاة نحو بلديات دائرة حمّام النبائل.
مشاريع استراتيجية في السكة الحديدية
حظي مشروع السكة الحديدية بقالمة خاصة الخط المنجمي الذي خُصص لنقل الفوسفاط والإنتاج المنجمي، في إطار استراتيجية السلطات العليا للبلاد لمد خطوط السكك الحديدية وتطوير شبكتها، لا سيما الخاصة بنقل البضائع؛ لما لها من مساهمة كبيرة في تحقيق الأمن الغذائي والإقلاع بالاقتصاد الوطني، بالاهتمام، والمتابعة من قبل رئيس الجمهورية في السنوات القليلة الأخيرة. وتمّت الدراسات، ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكة الحديدية لثلاثة مشاريع بولاية قالمة.
ويخص المشروع الأول خط السكة الحديدية المنجمية من أولاد حدبة على مسافة 411 كلم، منها 54 كلم معنية بها ولاية قالمة، تخص مقطع "بوشقوف – الدريعة" انطلاقا من قرية مقسمية على مستوى الطريق الولائي 111، مرورا بغابة بني صالح، ووصولا إلى بلدية المشروحة بولاية سوق أهراس. والمشروع الثاني خاص بخط السكة الحديدية “بوشقوف – قالمة – الخروب” بولاية قسنطينة. والمشروع الثالث يخص ربط صومعة الحبوب ببوشقوف، بالسكة الحديدية. وبالنسبة لمشروع خط السكة الحديدية بوشقوف – قالمة – الخروب قال والي قالمة، "سيصبح حقيقة في غضون سنوات قليلة قادمة "، كاشفا عن إعداد دراسة في القريب العاجل، لمشروع إعادة بعث خط السكة الحديدية "بوشقوف - قالمة - الخروب" بولاية قسنطينة، على مسافة 140كلم.
من جهة أخرى، يُعد الخط المنجمي للسكة الحديدية المزدوجة عنابة - تبسة - جبل العنق - بلاد الحدبة في شطره الرابط بين بوشقوف بولاية قالمة وولاية سوق أهراس على مسافة 54 كلم، من بين المشاريع الضخمة التي أطلقتها الجزائر ضمن خطة الانتقال إلى الاقتصاد البديل للنفط، والعمل على مصادر دخل جديدة، تغذي خزينة البلاد. وتفتح آفاقا واسعة للتصنيع، وتصدير الخامات إلى دول العالم. وفي إطار متابعة المشاريع ذات الطابع الاستراتيجي والبعد الوطني والتي تشمل مشروع إنجاز ازدواجية وعصرنة وتصحيح مسار خط السكك الحديدية المنجمي شرق (عنابة – بلاد الحدبة) في شطره المار عبر إقليم ولاية قالمة على طول 54 كلم.
وبخصوص الشطر الأول تحديدا بالمقطع الشمالي الرابط بين بوشقوف إلى غاية حدود بلدية شيحاني لولاية الطارف على طول 14 كلم، فإن الأشغال تعرف وتيرة متسارعة. كما يعرف الشطر الثاني تحديدا بالمقطع الأوسط الرابط بين بوشقوف إلى غاية حدود بلدية المشروحة لولاية سوق أهراس على طول 40 كلم، تقدّما معتبرا. ومن شأن هذا المشروع توفير أزيد من 1500 منصب عمل بالولاية.
دخول 9 وحدات جوارية لتخزين الحبوب حيّز الخدمة
استفادت ولاية قالمة في إطار الاستراتيجية الوطنية الرامية إلى تعزيز قدرات التخزين، من 9 وحدات جوارية لتخزين الحبوب بسعة 450 ألف قنطار، دخلت حيّز الخدمة هذا الموسم، موزّعة عبر بلديات بوشقوف، وعين بن بيضاء، ووادي الشحم، وهيليوبوليس، والنشماية، ورأس العقبة، وبرج الصباط، ووادي الزناتي، وعين مخلوف (50 ألف قنطار للمخزن).
كما استفادت من مشروع إنجاز صومعة تخزين استراتيجية جديدة بسعة 1 مليون قنطار، تجري بها الأشغال، إلى جانب وضع حيز الخدمة مشروع ربط مركّب تخزين القمح ببلدية بوشقوف بسعة 300 ألف قنطار، بشبكة السكة الحديدية على مسافة 460 متر؛ تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، الرّامي إلى الرفع من قدرات التخزين في شعبة الحبوب، وتحقيق الأمن الغذائي.
قفزة نوعية في المشاريع السياحية
تُعد ولاية قالمة قطبا سياحيا حمويا بامتياز في الشرق الجزائري؛ نظرا لتوفرها على المركّبات السياحية، والينابيع الحموية. كما تشتهر قالمة بالآثار والمعالم الأثرية، وكذا المواقع الطبيعية الخلابة التي تستقطب السياح من داخل وخارج الوطن، خاصة مع انطلاق المشاريع الاستثمارية في السنوات الأخيرة، ودخول حيّز الخدمة منشآت فندقية سياحية جديدة.
ويشهد مجال السياحة الحموية بقالمة، قفزة نوعية؛ ما أعطى دفعا قويّا للنشاط السياحي الحموي بالشرق الجزائري، وعلى المستوى الوطني؛ إذ ساهم في إنجاز مشاريع استثمارية واعدة، زادت من مكانته في خريطة الوجهات السياحية الأكثر جاذبية عبر مختلف فصول السنة. ومن أشهر الحمّامات المعدنية بولاية قالمة حمّام “الدباغ” الجوهرة السياحية الذي يمتاز بخصائص علاجية كبيرة؛ نظرا لنوعية المياه، وجوّه اللطيف. وقد تم تصنيفه رفقة حمّام “أولاد علي” بنفس الولاية، ضمن المحطات المعدنية التي تستقبل آلاف الزائرين من مختلف ربوع الوطن.
كما تشهد السياحة الحموية بقالمة في السنوات القليلة الأخيرة، قفزة نوعية في إنجاز توسيع وتهيئة المركّبات السياحية بالنظر إلى الإقبال الكبير للسيّاح على مدار السنة؛ حيث عادت الحركة السياحية، والنشاطات الثقافية من جديد إلى فندق "مرمورة" ذي 4 نجوم المملوك للدولة، والواقع وسط مدينة قالمة بعد إغلاق استمر عدة سنوات. وقد خضع للتطوير، والتوسيع بإضافة أقسام جديدة، بطاقة استيعاب تقدر بنحو 146 سرير، موزّعة على 78 غرفة فردية وثنائية، وأجنحة، إلى جانب غرف صُمّمت لذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى استحداث مرافق جديدة.
تأخر كبير في إنجاز ازدواجية الطرق الوطنية
وبخصوص قطاع النقل، فقد تحقق حلم القوالمية بدخول المحطة البرّية من صنف “أ”، حيّز الخدمة، في الصائفة الفارطة، بعد توقف المشروع لسنوات طويلة لعدة أسباب. وواجه المشروع تحدّيات كبيرة منذ انطلاقه سنة 2009؛ بسبب مشاكل تقنية متعلقة بموقع البناء، وتعثر الشركات المتعاقبة عليه، وكذا تعديل الدراسات والحسابات الهندسية، مع ارتفاع تكاليف الإنجاز. وتعرف الولاية تأخرا كبيرا في إنجاز مشاريع قطاع الأشغال العمومية إن لم نقل ركودا شبه تام، خاصة في ما تعلق بازدواجية الطرق الوطنية رقم 20 و21 و16 التي بقيت عالقة، باعتبارها طرقا وطنية قديمة بمسار واحد في الاتجاهين، حرمت الولاية من التطور الاقتصادي والاجتماعي والسياحي لسنوات طويلة.
فرغم حدود قالمة مع 6 ولايات مجاورة وامتيازها بموقع استراتيجي هام باعتبارها نقطة عبور لعدة ولايات على غرار عنابة وسكيكدة وقسنطينة، إلا أنها لا تتوفر على طريق وطني مزدوج مع إحدى الولايات المجاورة، فيما يُسجَّل تأخر كبير في إنجاز الطرقات المزدوجة في شقها الخاص بقالمة؛ فمشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 20 الرابط بين ولايتي قالمة وقسنطينة، يعرف تأخرا كبيرا في الإنجاز، حيث انطلقت أشغال هذا المشروع في 2018 على مسافة 30 كلم من بلدية مجاز عمار إلى غاية بلدية وادي الزناتي. وكان من المقرر أن تنتهي في غضون 6 أشهر.