يواجهون أزمة التسويق على مدار السنة

حرفيون تهددهم البطالة

حرفيون تهددهم البطالة
  • القراءات: 897
كريم. ب كريم. ب

 باتت البطالة تهدد الكثير من الحرفيين الناشطين على مستوى ولاية الجزائر، بعد أن أصبحت سلعهم ومنتجاتهم تُعرض فقط خلال المناسبات وموسم الاصطياف، وهي الأزمة التي بات يواجهها أغلب الحرفيين والمهنيين الذين يعانون الأمرّين من أجل الحفاظ على مهنة أحبوها.

يُجمع العديد من الحرفيين على مستوى ولاية الجزائر، في حديثهم مع "المساء"، على أن المهن التي سعوا لتعلّمها والحفاظ عليها أبا عن جد، بات يهددها الزوال بسبب غياب فرص عرضها، وبالتالي تسويقها، حيث تقول الحرفية في صنع الخزف سعاد فراح من بلدية براقي بالعاصمة، إن المصالح المحلية نائمة على مدار السنة، ولا تسعى لتنظيم تظاهرات خاصة بالحرفيين لتمكنهم من عرض سلعهم ومنتجاتهم الحرفية، كما أنها لا تجتهد لخلق فضاءات تفاعلية بين الحرفي والزبون، الأمر الذي جعل واقع الحرفي اليوم يندى له الجبين. وتسأل: "كيف للحرفي الذي يواجه عدة عراقيل في عرض منتجاته، أن يبيعها ويسوّقها أو حتى يتمكن من عرضها للزبون بدون إقامة المعارض التي يجب أن لا تكون مناسباتية أو أن ترتبط بفصل الصيف؟. وتجيب: "هذا ما نعيشه وما يؤدي إلى قتل الإبداع وحب التجديد لدى الحرفي أو المهني".

مناسبات لا تتعدى موسم الاصطياف

 من جهتها، الحرفية في صناعة الحلي التقليدية الفضية زينة عسوس، ترى أن الحرفي بات ينتظر بفارغ الصبر دعوته للمشاركة في صالونات أو معارض جهوية أو حتى خارج الولاية، غير أن الواقع مغاير تماما، وهو ما يجعل الحرفي أو المهني في دائرة ضيقة ولا ينشط فقط في بعض المناسبات على قلّتها". وتضيف: "على الجهات الوصية أن تخلق فضاءات دائمة للحرفيين على مدار السنة، حتى يكون في إمكان الحرفي أن يعرض منتجه، ويكون له زبائن، ويقدم دائما الجديد عندما يبدع، وهذا من المفترض أن تنطلق في تجسيده المجالس المحلية، لكن، للأسف، مثل هذه المعارض الخاصة بالحرفيين لا تقام إلا مرة في السنة!".

التسويق مشكل مطروح ...

أما الحرفي في الضغط على النحاس م.دراجي، فيرى أن الحرفي يحتاج للدعم المعنوي والمادي بشكل كبير؛ حتى يتمكن من المحافظة على الموروث التقليدي الذي يتوارثه الأبناء أبا عن جد، فالحرفي بحاجة ماسة إلى فضاءات للتعريف بإبداعاته وكذا حتى ينشط، وهو يحتاج إلى الزبون، "لكن، للأسف، هذه المناسبات بقيت حكرا على فترة زمنية معيّنة، وهي الصيف". ويضيف: "الدعم المالي ضروري؛ إذ ينبغي للجهات الوصية أن تفتح المجال من جديد لدعم الحرفي الذي سار بمشروعه خطوات إلى الأمام، عن طريق تدعيمه مرة ثانية من أجل توسيع مشروعه وكذا توظيف أكبر قدر ممكن من العمال، لكن قلة المعارض والصالونات تحد من نشاط الحرفي الذي يقتصر على بعض الزبائن، وكثيرا ما تكون القطع الحرفية المصنوعة تحت الطلب.

غلاء المادة الأولية والدعم مشكل آخر

أجمع أغلب الحرفيين على أن غلاء المادة الأولية كثيرا ما يقف حجر عثرة في وجه الحرفي، ورغم ذلك فأغلب الحرفيين يقاومون من أجل الحفاظ على الحرفة؛ ليس بدافع جني المال وتحقيق الربح السريع، لكن غياب الدعم المعنوي والمادي يجعل الحرفيين ينشطون في دائرة مغلقة مملوءة بالنقائص؛ من أجل الحفاظ على المهنة التي أحبوها رغم غياب الجهات الوصية، التي من واجبها الوقوف إلى جنب الحرفي، لتوفير له، على الأقل، مقر العمل بشكل مريح، وفضاءات لتشجيعه على توسيع نشاطه الذي بات رهين بعض المناسبات.