عرض مكتب الدراسات "ناكست روف"، على هامش الصالون الدولي للسياحة والأسفار الذي احتضنته قسنطينة الأسبوع الفارط، مشروع الحديقة العملاقة "بيغ بارك"، الذي بُرمج إنجازه على الطريق الوطني رقم 5، بين بلدية قسنطينة وعين السمارة بمحيط غابة بابا؛ قصد ترقية السياحة الإيكولوجية، وتلبية حاجيات سكان قسنطينة؛ من خلال توفير أماكن للراحة والاستجمام، بعيدا عن ضوضاء المدينة.

وحسب مديرة مكتب الدراسات المكلف بإنجاز المشروع، فإن هذا الاستثمار في مرحلة الدراسة، ويدخل في إطار السياحة الإيكولوجية. وتُستعمل فيه الطاقات المتجددة، مضيفة أن القائمين عليه يريدون الاستثمار في الطاقات المستدامة، والاعتماد على رسكلة المواد المستعملة، وإدخال مواد ملائمة للطبيعة، والذهاب إلى إنجاز وحدة لتصفية المياه على المدى المتوسط.

وأكدت المتحدثة في تصريح لـ"المساء"، أن هذا المشروع سيشمل عملية الفرز الانتقائي للنفايات؛ من خلال وضع صناديق لرمي مختلف النفايات، وفصلها عن بعضها البعض؛ حيث سيتم استغلال النفايات العضوية كأسمدة للنباتات الموجودة بالحديقة والنفايات الأخرى. ويتم توجيهها إلى وحدات الفرز المختلفة، وفق اتفاقيات سيتم إبرامها مع الشباب المختصين في جمع النفايات. وكشفت المتحدثة أن هذا المشروع يتوزع على 3 مراحل، يضم إنشاء حديقة مائية، وحديقة حيوانات، ومكان للراحة والاستجمام، والذي سيجسَّد على مساحة 14 هكتارا، وملكية خاصة، ويجاور غابة بابا الممتدة على مساحة 400 هكتار، مضيفة أنه سيتم بالتنسيق مع محافظة الغابات، العمل من أجل استغلال هذه الغابة في نشاطات التجوال، ورياضات الدراجات، مع وضع برنامج لتنظيفها والمحافظة عليها، والحرص على تفادي حرائق الغابات وتلويث الطبيعة.

وأوضحت مديرة مكتب الدراسات أن مدة إنجاز المشروع، ستكون في حدود سنتين؛ من أجل افتتاح المرافق الأولى، والخاصة بفئة الأطفال، والتي خُصص لها غلاف مالي أولي ما بين 350 و500 مليون دج، مضيفة أن تمويل المشروع سيكون خاصا من قبل صاحب قطعة الأرض، على أن يدخل في إطار الشراكة مع عدد من المستثمرين بدون إغفال التحفيزات التي تقدمها الدولة في إطار دعم السياحة والمشاريع التي تخدم سكان قسنطينة.   

كما سيسمح المشروع، حسب محدثة "المساء"، باستحداث حوالي 200 منصب شغل؛ كتقدير أولي؛ من أجل انطلاق الشطر الأول في العمل، حيث سيضم أعوان الأمن، والخدمات، ومختلف الموظفين، الذين سيسهرون على السير الحسن للحديقة. كما سيرتفع العدد مع دخول الشطر الثاني والثالث من المشروع حيز الخدمة. وأكد، من جهته، السيد ساحلي نزيم مسيّر المشروع، أن "البيغ بارك" سيضم العديد من المرافق، وسيكون موجها لمختلف الفئات العمرية، والذي سيكون مكسبا لولاية قسنطينة بشكل خاص، والجزائر بشكل عام، مضيفا أن العمل سيكون من أجل ترسيخ ثقافة الحفاظ على البيئة والطبيعة؛ حيث سيتم كمرحلة أولى، غرس بين 1000 و2000 شجرة.