طباعة هذه الصفحة

سكيكدة

جوهرة الشرق تعاني شح المشاريع السياحية

جوهرة الشرق تعاني شح المشاريع السياحية
  • القراءات: 3578
استطلاع- بوجمعة ذيب استطلاع- بوجمعة ذيب
تعد مدينة القل، الواقعة غرب سكيكدة، واحدة من بين أجمل مدن الشرق الجزائري، كونها تتميز بطابعها السياحي الذي قل نظيره، تجسده خلجانها الساحرة وشواطئها الجميلة التي تختلط فيها رمالها الذهبية بأشجار الغابـة وأحجارها وحشائشها الخضراء، ما يضفي عليها سحرا لا مثيل له.
ورغم كل هذه النعمة التي حاباها الله بها، إلا أنها تبقى تعاني من شح حقيقي فيما يخص الاستثمارات السياحية الكبرى، لاسيما تلك المتعلقة بإنجاز هياكل الاستقبال. وإذا كانت الظروف التي عاشتها القل خلال العشرية السوداء فعلت فعلتها في هذا الجانب، فإن أملها اليوم، وبعد أن استرجعت عافيتها، يبقى قائما في أن يعرف هذا القطاع حيوية أكثر، خاصة بعد أن قررت بلدية القل بالتنسيق مع الوكالة العقارية، إنجاز 20 «بنقالو» على امتداد كورنيش شاطئ أم القصب قصد تأجيرها للسياح الذين يتوافدون عليها بأعداد قياسية خلال موسم الصيف، ويأتي هذا القرار عقب الزيارة الأخيرة التي خص بها السيد فوزي بن حسين والي الولاية المنطقة، حيث أكد لمسؤولي البلدية على الأهمية الكبرى التي تشكلها عملية إنجاز «بنقالوهات» على هذا الكورنيش الذي بإمكانه، إلى جانب سد العجز الذي تعرفه القل فيما يخص هياكل الاستقبال، توفير موارد مالية إضافية للبلدية، حيث ستقع التركيبة المالية للمشروع على عاتق الهيئتين المعنيتين بعملية الإنجاز.
للتذكير، شهد كورنيش أم القصب بالقل عملية تهيئة كبيرة، تطلبت غلافا ماليا إجماليا يقدر بـ27.586.123.86 دج بالنسبة للأشغال المنتهية، ومبلغ 43.163.252.86 دج خصص للأشغال الجارية في إطار المخططات البلدية للتنمية والمخططات القطاعية للتنمية، ومبلغ 26.2 مليون دج لإنجاز باقي البرنامج.

موقع استراتيجي وشريط ساحلي أغلبه غير مستغل
لابد أن نشير هنا إلى أنه، على الرغم من الموقع الاستراتيجي الذي تتميز به عاصمة القل «شولو»، خاصة الطبيعي منه، سواء كان جبالا أو شريطا ساحليا أغلبه غير مستغل على الإطلاق، فإن مدينة القل تبقى المدينة التي لم تستفد أصلا من مشاريع سياحية حقيقية، بإمكانها المساهمة في تطوير السياحة بالمنطقة، حيث تشهد كل صيف توافدا قياسيا للمصطافين عليها، وأماكن الإيواء الموجودة، على قلتها لا تلبي الطلب، وأغلبها ليس في المستوى الذي يجب أن تكون عليه، فضلا عن رداءة الخدمات المقدمة. وتشير مديرية السياحة لولاية سكيكدة إلى تواجد 5 فنادق بمدينة القل الساحلية، بطاقة استيعاب تقدر بـ 348 سرير، ما يمثل نسبة 16.58 بالمائة من مجموع الأسرة على مستوى الولاية، منها 3 فنادق مصنفة بين نجمة و3 نجمات وفندقان غير مصنفين، كما تتوفر المنطقة على 3 مخيمات عائلية بمنطقة تلزة بطاقة استيعاب إجمالية تقدر بـ3080 مصطاف، موزعة على 3 أجزاء ومسيرة من قبل لجنة الخدمات الاجتماعية لـ«سوناطراك» و«نفطال» و«الضمان الاجتماعي»، ما يعني أنها ليست في متناول المواطنين، ناهيك عن كونها عبارة عن خيم تفتقد لكل ضروريات التخييم الحقيقي، ليبقى السؤال المطروح؛ متى يقرر المسؤولون تحويل هذه المخيمات العائلية إلى منتجعات سياحية بامتياز؟ وما سر عدم استفادة مدينة القل من مشاريع تخص إنجاز فنادق وإقامات سياحية، بما فيها مبيت الشباب؟ إذ يبقى الاستثمار الوحيد الذي استفادت منه مدينة القل؛ مشروع إنجاز إقامة سياحية ذات نجمة واحدة، الأشغال بها جارية في إطار الاستثمار الخاص.

منطقة التوسع السياحي لخليج القل تنتظر المستثمرين
تضم هذه الأخيرة، منطقة للتوسع السياحي بخليج القل، تمتد بين كركرة والقل على مساحة إجمالية تقدر بـ400 هكتار، وعلى الرغم من أنها استفادت مؤخرا من عملية تزويدها بالغاز والكهرباء، إلا أنها تبقى بحاجة ماسة إلى تثمين وتنمية القدرات السياحية الطبيعية والثقافية لهذه المنطقة التي من شأنها أن تساهم في توفير الخدمات السياحية والترفيهية الملائمة للمواطن، من خلال تحفيز الاستثمار النوعي والتكفل بالعجز الذي تعاني منه الولاية حاليا، فيما يخص طاقات الإيواء التي بإمكانها فك العزلة عن القل من جهة، وخلق حركية اقتصادية على مستوى بعض البلديات المعزولة عن طريق تهيئة مناطق التوسع السياحي من جهة أخرى، ومنه تحقيق موارد مالية جد معتبرة، حيث بإمكان منطقة التوسع السياحي لخليج القل عند تجسيد المشاريع الاستثمارية بها، بالخصوص إقامة المشاريع الفندقية والقرى السياحية؛ توفير 5630 سرير، ومنها خلق 2815 منصب شغل دائم سيستفيد منها شباب المنطقة الذي يعاني من البطالة.

الطريق الساحلي تمنارت- القل... هل هو الحل؟
وفي سياق متصل ولأجل إعطاء الاعتبار لعاصمة «شولو» سياحيا، فقد تقرر تسليم الطريق الساحلي الرابط بين تمنارت-بني سعيد، وبني سعيد-القل على مسافة تقدر بـ16 كلم خلال شهر جوان 2015، خاصة أن نسبة تقدم أشغال الطريق الذي رصد له غلاف مالي إجمالي يقدر بـ600 مليون دج، حسب مدير الأشغال العمومية للولاية، وصلت إلى حدود 30 بالمائة، لذا، فإن سكان المنطقة يأملون في أن تتدعم مدينة القل التي تتوفر على كل الإمكانات الطبيعية، إضافة إلى تراثها المتنوع الضارب في عمق التاريخ القديم والحديث على مشاريع سياحية بإمكانها المساهمة في تحقيق التنمية التي يتطلع إليها السكان.