بومرداس تخصص 240 مليون دينار لإنجاح موسم الاصطياف

إحياء المقومات السياحية لعاصمة الصخرة السوداء

إحياء المقومات السياحية لعاصمة الصخرة السوداء
  • القراءات: 793
حنان. س حنان. س

تستعد ولاية بومرداس لاستقبال الموسم الصيفي، حيث خصصت غلافا ماليا قدر بـ240 مليون دينار، من أجل تجسيد عدة عمليات تنموية بجل البلديات، تخص عموما تهيئة شبكة الطرقات والمسالك والإنارة العمومية، إضافة إلى تهيئة الشواطئ من حيث الحظائر والمرشات وغيرها من العمليات، في سبيل ضمان أحسن استقبال لزوار الولاية، خلال موسم يعد في حد ذاته حدثا اجتماعيا واقتصاديا هاما تتجند له مختلف القطاعات.

ورغم الأغلفة المالية الهامة المرصودة سنويا لاستقبال الموسم الصيفي، وملايين الزوار والمصطافين، في أحسن الظروف ببومرداس، ورغم تجنيد مختلف القطاعات لإنجاح هذا الموعد الاجتماعي والاقتصادي الهام، إلا أن الكثير من النقائص ما زالت تعرقل السير الحسن لهذا الحدث، بدليل الملاحظات التي رفعتها لجنة الري والغابات والصيد البحري والسياحة التابعة للمجلس الشعبي الولائي لبومرداس، ولعل أهمها استمرار تدفق الوديان والمصبات ببعض أهم الشواطئ، والتي اعتبرتها "ميزة في الولاية".

 وذكرت اللجنة في هذا الشأن، شواطئ الدلفين والصخرة السوداء، وكذا النورس والأصيل بعاصمة الولاية، والتي تصب فيما بشكل مباشر مياه وادي بومرداس ووادي طاطاريق، إضافة إلى شاطئي القرصان وحديقة النصر اللذان يصب فيهما وادي قورصو، وكذا شاطئي المويلحة والربوة الخضراء اللذان يصب فيهما وادي بودواو. وحسب معاينة نفس اللجنة، فإن مياه بعض هذه الوديان والمصبات الملوثة، وتشكل خطرا على صحة المصطافين، ما يستوجب الإسراع في إنجاز محطات التصفية المسجلة.

وفي المقابل، رصدت اللجنة المذكورة، وجود العديد من المفارغ العشوائية للنفايات، سواء ببعض شواطئ بلديات جنات، بومرداس، وبودواو البحري، ناهيك عن رفع ملاحظة الإسراع في استكمال عمليات التهيئة التي تخص المسالك المؤدية إلى الشواطئ، والإنارة العمومية، وكذا تهيئة المرشات والمراحيض والحظائر.

من جهة أخرى، وقصد الاستغلال الأمثل لموسم الاصطياف، فإن هذه اللجنة رفعت عدة اقتراحات، ومنها فتح كل من شاطئي الشويشة، وحاج أحمد ببلدية زموري، وشاطئ الزاوية ببلدية أعفير، نظرا لجمالها ورمالها ونقاوة مياهها، مع التأكيد على عدم وجود أي مانع أو تحفظ من قبل أي جهة في إعادة فتح هذه الشواطئ أمام المصطافين.

ما يعني في المقابل، رفع عدد الشواطئ المسموحة للسباحة إلى قرابة الخمسين، بالتالي الرفع من عدد المصطافين وزوار الولاية، مما يساهم في محافظتها على مكانتها ضمن أوائل الولايات من حيث عدد المصطافين للوافدين على شواطئها. كذلك رفع اقتراح بأهمية إعادة النظر في تسيير مركب ميدان سبق الخيل بزموري، لاسيما أنه يمتاز بمؤهلات سياحية هامة تمكنه من استقطاب هواة ركوب الخيل، كما يعتبر فضاء للترفيه والنزهة للعائلات من مختلف مناطق الوطن. علما أن اللجنة المذكورة، سبق وأن رفعت تقارير بخصوص وضعية المركب في مناسبات سابقة، في انتظار تدخل الجهات الوصية.

ومن الاقتراحات المرفوعة كذلك، إنجاز مرفأ صغير للنزهة بشاطئ القرصان ببلدية قورصو، حيث أنجز حاجز حجري بطول 800 متر، بعد انتهاء مشروع إنجاز محطة تحلية مياه البحر بالمنطقة، وعليه جاء اقتراح إنجاز المرفأ مع تخصيصه بالدرجة الأولى لقوارب النزهة، في انتظار تكملة الجزء المتبقي من ذات المرفأ، ومنه الاستفادة من هذا الصرح السياحي، في إطار الاستثمار، وكذا استغلاله كمرفأ للنقل البحري للأشخاص.

وغير بعيد عن بلدية قورصو، وبالضبط بحديقة النصر المتربعة على مساحة هامة تصل إلى حوالي 10 هكتارات، رفعت توصية بضرورة تهيئة الحديقة مع وضع المرافق الضرورية، حيث تعتبر الحديقة مقصدا هاما للزوار، خاصة أنها تطل على البحر وتعتبر امتدادا لواجهة المدينة البحرية نحو شاطئ القرصان. 

وخلص تقرير اللجنة، لكون عمليات التهيئة التي تمس سنويا شواطئ الولاية، لا تعكس تماما البعد السياحي لولاية بومرداس، بالرغم من رصد مبالغ مالية هامة من أجل استقبال المصطافين، غير أن ذلك يبقى محدودا، فقد سجلت اللجنة إثر معانتيها الميدانية أن أغلب الشواطئ لا تتوفر على الأنشطة التجارية الموسمية، مما يتيح الفرصة أمام التجار الفوضويين لبناء مطاعم للأكل الخفيف، وهي غالبا أكشاك فوضوية تشوه المنظر الجمالي للشواطئ، وتفوت فرصة الاستثمار الحقيقي في نفس الموسم بالنسبة للبلديات، من حيث العوائد المالية، كلها نقاط طالبت اللجنة الجهات المعنية، بضرورة الإسراع في إيجاد حلول لها ضمانا لتحسين الخدمات السياحية، واستقبال جيد لزوار الولاية خلال موسم صيف 2024.

 


 

مقارنة بالسنة الماضية.. ارتفاع محصول الزيتون بنحو 60 بالمائة

سجل محصول الزيتون بولاية بومرداس، ارتفاعا يقدر بنحو 60 بالمائة، برسم الموسم الفلاحي الجاري 2023 - 2024، مقارنة بمحصول السنة الماضية، حسب ما علم من المديرية المحلية للمصالح الفلاحية.

أكد رئيس مصلحة الإنتاج والدعم التقني بمديرية المصالح الفلاحية، عاشور ساخي، أن الكمية المنتجة من الزيتون برسم حملة الجني لهذا الموسم، تجاوزت 161 ألف قنطار، مقابل حوالي 68 ألف قنطار الموسم الفلاحي الماضي.

وأوضح، أن التحسن المحقق في محصول الزيتون في الفترة الممتدة ما بين شهر ديسمبر 2023، ونهاية شهر فيفري 2024، صاحبه ارتفاع مردود الهكتار الواحد الذي انتقل من 9 قناطير خلال الموسم الماضي، إلى 21 قنطار في الموسم الفلاحي الجاري.

عرف إنتاج مادة زيت الزيتون أيضا، ارتفاعا إذ بلغ أكثر من مليونين و200 ألف لتر برسم الموسم الجاري، مقابل نحو مليون و200 ألف لتر خلال الموسم الفلاحي الماضي، ما يعادل نسبة ارتفاع تتجاوز 50 بالمائة، حسب نفس المسؤول.

وترجع مديرية المصالح الفلاحية، وفرة إنتاج الزيتون وزيت الزيتون، إلى تحسن المردود الذي بلغ 18 لترا في القنطار الواحد خلال الموسم الفلاحي الحالي، مقابل 14 لترا في القنطار الواحد خلال السنة الماضية.

أرجع نفس المصدر، تحسن الإنتاج إلى أسباب مختلفة، أهمها تعاقب سنوات الإنتاج بين الإيجابية والسلبية، والتحكم في الحشرات المضرة بالاستعمال الجيد والعقلاني للمبيدات ومحاربتها في الوقت المناسب، بالإضافة إلى مرافقة الفلاحين في الإنتاج.

للإشارة، فإن المساحة الإجمالية المخصصة لإنتاج الزيتون وزيت الزيتون بالولاية، تقارب 8600 هكتار، وتضم أزيد من مليون و35 ألف شجرة زيتون، غالبيتها العظمى منتجة وعبارة عن حقول تضم مالا يقل عن 100 شجرة زيتون لكل واحد منها.

وتنتشر هذه الزراعة، بالمناطق الجبلية وعلى وجه الخصوص ببلديات أعفير وتاورقة وشعبة العامر وسوق الحد وبني عمران والخروبة والأربعطاش.

ويوجه مجمل المحصول من الزيتون، إلى 39 معصرة منتشرة عبر تراب الولاية، منها 15 معصرة حديثة، والباقي عبارة عن معاصر تعتمد على الطرق التقليدية في الإنتاج، وتمتاز بطابعها العائلي في التسيير.