تبرع به أطباء لمستشفى ”ابن باديس” بقسنطينة

جهاز يجري ألفي تحليل لـ"كوفيد 19” في اليوم

جهاز يجري ألفي تحليل لـ"كوفيد 19” في اليوم
  • القراءات: 1673
زبير.ز زبير.ز

بادرت مجموعة من الأطباء المختصين، بولاية قسنطينة، لاقتناء جهاز جدّ متطوّر، قادر على كشف فيروس كوفيد-19، في وقت جدّ قصير، حيث تم منح هذا الجهاز كهبة للمركز الاستشفائي الجامعي ”الحكيم لخضر بن باديس”، لاستغلاله خلال الأيام القليلة المقبلة ووضعه في خدمة المرضى.

الأطباء الذين أظهروا من خلال هذه المبادرة، روحا وطنية كبيرة، بالإضافة إلى وقوفهم في الصفوف الأولى لمجابهة المرض، أرادوا مساعدة المصالح الاستشفائية ومن ورائها بلدهم، من أجل الخروج بسلام من هذا الوباء الذي أصاب كل دول العالم، وحسب أحد الأطباء القائمين على هذه المبادرة، فإنّ عددا من المختصين في التخدير والإنعاش من العاملين بقسنطينة وحتى بمؤسّسات استشفائية خارج الجزائر، أرادوا المساهمة بشكل فعال في تحسين قدرات ولاية قسنطينة من خلال التحاليل المشخصة لفيروس كوفيد-19، في ظل الضغط الكبير الذي يعرفه معهد باستور بملحقاته الموجودة عبر الولايات.

وأكّد الدكتور خلاف داودي، في دردشة مع ”المساء”، أن هذه المبادرة التي جاءت بالتنسيق مع جمعية ”نجدة” بقسنطينة، مكنت خلال أيام قليلة وبعد عدة اتصالات، من جمع مبلغ في حدود  ملياري سنتيم لاقتناء جهاز من أوروبا، بمزايا جد متطورة، قادر على القيام بعدد كبير من التحاليل، لتشخيص البكتيريا والفيروسات وعلى رأسها فيروس كوفيد-19، أحد الأنواع الشرسة لفيروس كورونا.

الطبيب المختص في الإنعاش والتخدير، الذي يعمل في الوقت الحالي بالمملكة العربية السعودية، أكد أن الجهاز تم اقتناؤه من ألمانيا وهو يحمل مواصفات جد عالية في التحاليل، مضيفا أنّ ثمن الجهاز بلغ حدود 1.2 مليار سنتيم، يضاف له ثمن الكواشف المرافقة له والنقل، وصلت التكاليف إلى حوالي 2 مليار سنتيم، تم جمعها في وقت قياسي، لم يتجاوز 20 يوما بفضل خيرين ومحسنين.

وبخصوص مواصفات الجهاز، كشف الأستاذ الطبيب المختص، خلاف دوادي، أن هذه الآلة تضم جهازين اثنين منفصلين، وتعد من أحدث الآلات في الوقت الحالي، على المستوى العالمي، في تحليل وتشخيص الأمراض الفيروسية والبكتيرية، وتمتاز بخفة وزنها كما أنها محمولة ويمكن نقلها بسهولة من مكان إلى أخر.

ووفقا لحديث الطبيب، فإن هذا الجهاز يمكن أن يقوم بإجراء 92 تحليلا في 25 دقيقة، أي حوالي 200 تحليل في الساعة وهو معدل كبير وبعيدا جدا عن المعدل المعمول به حاليا بالجزائر والذي يصل إلى حوالي 100 تحليل في 8 ساعات، وبعملية حسابية بسيطة يمكن لهذا الجهاز الأوتوماتيكي، إجراء أكثر من 1000 تحليل في 8 ساعات كما أن له القدرة على إجراء 2000 تحليل في اليوم، إذا تم استغلاله عبر فرق مناوبة، ومن مزاياه أيضا، حسب محدثنا، أنه قادر على العمل بمختلف الكواشف ولا يشترط نوعية أو ماركة معينة من الكواشف للعمل.

وحسبما ذكره الأستاذ الطبيب المختص دوادي خلاف، فإنه وقبل الانطلاق في العمل بالجهاز، فقد تم القيام بحصص تكوينية لأطباء مختصين في الميكروبيولوجيا ومخبريين، من المركز الاستشفائي الجامعي ”الحكيم بن باديس”، قصد تمكينهم من التحكم الجيد في الجهاز، حيث استفاد حوالي 10 أطباء مختصين من هذا التكوين، ليتمكنوا من العمل ضمن فرق متناوبة، خاصة وأن الجهاز قادر على العمل 24 ساعة على 24 دون توقف.

وكشف محدثنا، عن أن هذا الجهاز تم وضعه مؤقتا، بمخبر البيوتكنولوجيا بجامعة قسنطينة 3 ”عبد الحميد بوبنيدر”، مع توفير كلّ الإجراءات اللازمة لبداية العمل في اليومين المقبلين، حيث ينتظر فقط الحصول على الضوء الأخضر من معهد باستور، في انتظار تخصيص مخبر بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن باديس، كما كشف الدكتور خلاف دوادي، عن أن الاتصالات مع مدير المستشفى الجامعي ”بن باديس”، أثمرت بوعد بتوفير مخبر داخل المستشفى لاستقبال هذا الجهاز المتطور. ووفقا لحديث الدكتور دوادي خلاف، فإن النتائج ستكون جد دقيقة بالنسبة للتحاليل التي سيتم إرسالها من المؤسسات الاستشفائية، بالنسبة للحالات المشكوك فيها، مضيفا أن الجهاز يعتمد على نفس التقنية المعمول بها من طرف معهد باستور من خلال تحليل الحمض النووي للفيروس أو ما يعرف بتحاليل ”بي سي أر”، حيث ترسل النتائج في وقت قياسي، خاصة وأن الجهاز يعمل بتقنية الاتصال عن طريق الانترنت في التعامل مع مختلف الجهات الصحية المرتبطة معه.

وكشف الدكتور دوادي، الذي يعمل مع فريق من الأطباء المختصين من قسنطينة، لإنجاح هذه المبادرة على غرار الدكتور فوغالي والدكتورة خديجة، عن وضع الجهاز الذي يمكنه القيام بتحاليل الالتهاب الفيروسي وفقدان المناعة وغيرها، في أيدي المختصين بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية الحكيم ”بن باديس”، التي ستستغل الجهاز وتتكفل باقتناء الكواشف، بعد نفاد الكميات الموجودة والتي تم اقتناؤها مع الجهاز عند شرائه.