احتضنت حديقة محند أولحاج بمدينة تيزي وزو مؤخرا، فعاليات الصالون الوطني للصناعات التقليدية في طبعته الثامنة، نظمها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية والحرف للولاية، من شأنها خلق جسور تبادل الخبرات بين الحرفيين وفرص تسويق منتجاتهم. وعرفت التظاهرة مشاركة 135 حرفيا ممثلين لـ32 ولاية. وحسب مدير غرفة الصناعات التقليدية والحرف لولاية تيزي وزو، السيد بركي عبد الكريم في حديثه لـ"المساء"، فإن الصالون يمتاز بجوانب مختلفة، أهمها الجانب الاقتصادي المتمثل في خلق فرصة للحرفيين من أجل تسويق منتجاتهم، والذي بفضله يمكن تحقيق جانب التراث والهوية والسماح للحرفيين بتبادل الخبرات والاطلاع على اقتراحاتهم ومعرفة انشغالاتهم، كما تعد التظاهرة فرصة لمواطني تيزي وزو من أجل اكتشاف مؤهلات الصناعة التقليدية لمختلف ولايات الوطن والتعريف بالمنتجات المحلية في مجال الصناعة التقليدية، إضافة إلى أنه دافع للتنافس بهدف ترقية الحرف.

من جهته الأمين العام للولاية، السيد زين الدين تيبورتين، قال؛ "إن تنوع المنتجات التي شارك بها الحرفيون دليل على الثراء الذي تمتاز به بلادنا، مؤكدا على أن هذه الحرف والصناعات المصنوعة باليد شيء يدعو للافتخار بإبداعات الحرفيين وأن الصناعة التقليدية مورد هام يمكن أن يساعد على  تطوير الاقتصاد، مشيرا إلى أن مصالح الولاية تشجع مثل هذه التظاهرات التي تتيح فرصة إبراز القدرات، داعيا إلى تجديد الموعد من أجل إتاحة الفرصة لولاية تيزي وزو عبر مشاركة حرفييها، للتعريف بمنتجاتها التقليدية. وأضاف رئيس المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، السيد كلالاش محمد، خلال إشرافه على افتتاح الصالون، أن المجلس يسهر على تنظيم هذه التظاهرة كل سنة بالتنسيق مع غرفة الصناعات التقليدية بغية تحقيق سلسلة أهداف، منها خلق جسر لتبادل الخبرات بين الحرفيين الممثلين لمختلف الولايات، والسماح لسكان تيزي وزو باكتشاف والاطلاع على المواد المتنوعة التي تحويها كل ولاية، مشيرا إلى "أن المجلس الشعبي الولائي يحرص على تدعيم مثل هذه المناسبات عبر إحياء أعياد، منها الحلي، الفخار وغيرها، منوها بضرورة دعم الدولة من خلال إنجاز مركز لتسويق منتجات الصناعة التقليدية مع متابعة ومرافقة الحرفيين بغية ترقية هذه الصناعات".

تيزي وزو تشارك بـ 65 حرفيا

عرف الصالون مشاركة 135 عارضا، منهم 65 حرفيا يمثلون تيزي وزو و70 مشاركا يمثلون 32 ولاية، منها وهران ، تلمسان، سكيكدة، جيجل سطيف، الوادي، تمنراست، إليزي وغيرها، حيث شاركوا بمختلف المنتجات الحرفية والتقليدية في صناعة الحلي، الفخار، اللباس التقليدي، الحلويات، السلال والزربية، إلى جانب حضور ممثلين عن وكالات التشغيل والتموين لشرح مختلف الإجراءات التي تقدمها كل وكالة لفائدة الشباب الراغبين في إنشاء مشاريع وغيرها، حيث لقي الصالون إقبالا كبيرا للمواطنين خاصة أن الجو جميل على خلاف الطبعات الماضية التي تزامنت وسقوط الأمطار. ينتظر أن يزداد عدد زوار الصالون الذي يسدل الستار عليه غدا، حتى يتمكنوا من اقتناء مختلف المنتجات التقليدية، تحسبا لقدوم شهر رمضان وكذا عيد الفطر المبارك، حيث حاول كل مشارك التعريف بتراث ولايته وإطلاع سكان تيزي وزو على ما تمتاز به من المنتجات والحرف اليدوية الجميلة التي يجلب جمالها ونوعيتها النظر. تضمن برنامج الصالون في طبعته الثامنة، تنظيم يوم دراسي في قاعة رابح عيسات بمقر المجلس الشعبي الولائي، يجمع حرفي الولاية بمسؤولي المجلس وغرفة الصناعة التقليدية، بغية مناقشة مختلف انشغالات الحرفيين والعمل على إيجاد حلول لها من خلال وضع مخطط نشاط، علما أن تيزي وزو تضم 11092 حرفيا في مختلف الصناعات التقليدية والحرف.