قدّم الكثير للثقافة والفن القبائلي

تيزي وزو تستذكر الفنان رشيد مزيان

تيزي وزو تستذكر الفنان رشيد مزيان
  • القراءات: 1468
 س. زميحي س. زميحي

سطّرت مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو، بالتنسيق مع المدرسة الجهوية للفنون الجميلة لاعزازقة، لجنة النشاطات الثقافية والفنية، برنامجا ثريا تكريما للفنان والمنشط الإذاعي الراحل مزيان رشيد، المعروف باسم أمحمد يالا، برنامج الذكرى التي تحتضنه اليوم السبت دار الثقافة "مولود معمري" بتيزي وزو، يستذكر مسيرة ومشوار الفنان الذي قدم الكثير للثقافة والفن القبائلي خاصة والجزائري عامة.

يتضمّن برنامج الذكرى معرضا بأزقة دار الثقافة "مولود معمري"، يضمّ صورا ومقالات صحفية تناولت مسيرة الراحل، تليه سلسلة من المحاضرات التي تحتضنها قاعة المسرح الصغير، منها محاضرة بعنوان "زيان رشيد، التراث غير المادي للثقافة الأمازيغية" التي يقدّمها الأستاذ الجامعي رشيد أولبصير المختص في التراث الثقافي، متبوعا بعرض شريط حول حياة والمشوار الفني للراحل من أرشيف التلفزيون الجزائري.

للتذكير، ولد الفنان مزيان رشيد المعروف باسم" محمد يالا" في وسط فني معروف بحناجر ذهبية في الطابع الشعبي، ترك الفنان مسقط رأسه أزفون قاصدا العاصمة بقرار من جدته، حيث كانت فترة انتقال حاسمة بالنسبة للفنان الذي غمرته جدته بأجواء الحب، الثقافة واللغة الأمازيغية، حيث نقلت له كنزا ثقافيا مليئا بالشعر القديم والأمثال، وفي سنة 1958 دخل الفنان الإذاعة "القناة الثانية"، حيث نشّط حصصا إذاعية رفقة الشيخ نور الدين، وفي عام 1962 شارك رفقة الراحل شريف خدام في تنشيط حصة "اشناين اوزاكا"، لينتقل فيما بعد إلى فرنسا، حيث اشتغل هناك في إذاعة باريس رفقة عمراوي ميسوم الذي شارك رفقة عدة فنانين من منطقة القبائل، أمثال علاوة زروقي، أولتاش أرزقي، محمد سعيد، سليمان عازم وغيرهم.

قام الفنان بدراسة المسرح بمدرسة المسرح في شارع رايمس "فرنسا"، ليستثمر في مجال المسرح الإذاعي، وعند عودته إلى أرض الوطن، عمل الفنان مع زعموم، مهني، لشروف إيدير ونوارة، ولم يكن الفقيد مزيان رشيد يريد الغناء بل كان يفضّل كتابة الأغاني للآخرين، حيث كتب تقريبا كلّ أغاني الفنان الراحل سامي الجزايري التي غناها بالقبائلية وحتى أغنية "الرحلة" التي قام بتعديلها فيما بعد باتي محبوباتي، وخلال سنوات السبعينات، كتب الراحل رشيد مزيان العديد من الأغاني للفنان يوسف ابجاوي، نوارة، إيدير، علجية وجمال علام وغيرهم.  

كان الفنان صديق كاتب ياسين، محمد إقربوشن، جون وطاوس عمروش، كما كان يكتب الأغاني بالفرنسية، مثلا "ماكاور" للفنان فانسو سبوتيل، وسنة 1976 قام بـ"تشمليت" أوّل تجميع للأغاني في تاريخ الجزائر، وخلال عامي 1988 و1989 عاد الفنان إلى حصة "أغربال" لمنشطي الغد، التي كان لها الفضل في تكوين أجيال من المنشطين الذين جددوا القناة الثانية.

وفي 9 أكتوبر 2015، رحل الفنان رشيد مزيان بعد صراع طويل مع المرض تارك وراءه نحو 300 نص، إضافة إلى مجموعة أرشيف تعتبر كنزا حافظ عليه الفنان لأعمال الفنان سليمان عازم التي كتبها معه بإذاعة باريس ونصوص للفنان زروق علاوة، كذلك أرشيف حول تاريخ إذاعة صومام والقناة الثانية، كما كتب نحو ألف أغنية ونحو 10 مسرحيات إذاعية، حصص تلفزيونية من بورتري للفنانين أمثال سليمان عازم وحصص ألعاب.