زراعة الفول السوداني بغرداية

توقُّع جني 7560 قنطارا في الموسم الحالي

توقُّع جني 7560 قنطارا في الموسم الحالي
  • القراءات: 2942

يُنتظر جني 7560 قنطارا من محصول الفول السوداني (الكاوكاو) خلال حملة الجني للموسم الفلاحي الحالي بولاية غرداية، التي انطلقت خلال أكتوبر الجاري، حسبما عُلم من مديرية المصالح الفلاحية، حيث تتركز هذه الزراعة بشكل رئيس، في مناطق سبسب والمنصورة ومتليلي بجنوب الولاية، وخُصصت لها مساحة إجمالية تقارب 420 هكتارا، حسب  المصدر.

دخلت الكميات الأولى من الفول السوادني التي تم جنيها في إطار هذه الحملة، إلى سوق غرداية نهاية الأسبوع المنقضي، وتباع بأسعار تتراوح بين 500 و550دج للكيلوغرام الواحد، حسب حجم الثمرة.

ومن بين أفضل المنتجات الفلاحية التي تقدَّم للسياح وغيرهم من زوار سوق غرداية والتي تجذب فضولهم، مختلف أنواع التمور، والفول السوداني ذو النوعية المعروفة بـ "كاوكاو سبسب’’،حيث إن إنتاج هذه المنطقة التي تشتهر بزراعة هذا المحصول الفلاحي، قد تجاوزت شهرته حدود ولاية غرداية.

ويعمد الكثير من التجار المهنيين إلى اقتناء بالجملة ، محصول الفول السوداني من منطقة سبسب قبل إخضاعه للقلي بأفران التحميص المنتشرة بكثرة بغرداية،، وتوزيعه فيما بعد بالتجزئة.

ويكثر الإقبال على هذا المنتوج الزراعي، لاسيما من قبل السياح وغيرهم من الزوار العابرين للمنطقة، مثلما أوضح الحاج بومدين صاحب دكان بحي ثنية المخزن الشعبي، مضيفا بنبرة من الفخر، ‘’إن الفول السوداني لمنطقة سبسب يعد أفضل هذا الصنف من المنتجات الزراعية في العالم’’،حيث يعتمد فلاحو منطقة سبسب جميعا، نفس الطريقة، وهي زراعة بيولوجية.

ويولي العديد من الفلاحين بمناطق سبسب والمنصورة ومتليلي، اهتماما بالغا بمسألة تكثيف زراعة الفول السوداني الذي يمثل شعبة مدرة للربح، توصف بـ "الذهب البني"،لاسيما مع وفرة المياه والمناخ المناسب المتميز بالجو المشمس وأرض رملية، كما شرحا لمهندس بمديرية المصالحا لفلاحية خالد جبريط .

وتم إدماج زراعة الفول السوداني من قبل أحد الفلاحين بسبسب (منطقة نائية تقع على بعد 50 كلم جنوب عاصمة الولاية)، وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، قبل أن يتم تعميمها عبر منطقتي المنصورة ومتليلي خلال السبعينيات، مع استيراد بذور من نوعين من مصر وإسبانيا، كما أوضح  التقني، مضيفا أن هذه الزراعة تظل في مستوى الممارسة التقليدية بهذه المناطق القاحلة.

وتجري حملة البذر يدويا من طرف نحو مائة مزارع، الذين يواجهون العديد من الصعوبات، لاسيما ما تعلق بعدم الإلمام بالمسار التقني لهذه الزراعة، وعدة آفات مدمرة لها، على غرار العصافير والقوارض وغيرها.

وفي رأي العديد من المختصين في التنمية المستدامة، فإن تكثيف هذه الزراعة ‘’الاستراتيجية" يكون مدعوما بتكوين تقني للفلاحين، يمكّنها من استحداث تنمية مستدامة بهذه المناطق المعزولة، من خلال إنشاء وحدات لحفظ الفول السوداني ومعصرات وغيرها.  كما يمكن صناعة زبدة الفول السوداني من خلال استغلال بذوره بعد إخضاعها لعملية القلي وطحنها.

ويُعتبر الفول السوداني الذي ينتمي لفصيلة البقوليات، مادة زراعية مغذية جدا ومن أهم المحاصيل الزيتية، حيث إن حباته تحتوي على نسبة تتراوح بين 40 و50 بالمائة من الزيت، وما بين 20 و30 بالمائة من البروتين، وتشكل مصدرا غنيا بالفيتامين "ب"، ويُنصح باستعماله لأغراض صحية، كما أن أوراقه يمكن استعمالها أعلافا حيوانية.

وقد تم خلال حملة الموسم الفلاحي الفارط تحقيق إنتاج قدره 6 آلاف قنطار من الفول السوداني، عبر مساحة مزروعة قوامها 400 هكتار بولاية غرداية، كما أشير إليه.