توقّف عن النشاط مند سنتين في غياب الحراسة

توقّف عن النشاط مند سنتين في غياب الحراسة

توقّف عن النشاط مند سنتين في غياب الحراسة
  • القراءات: 841
رضوان .ق رضوان .ق

تعيش المحطات الثلاث لمشروع تيليفيرك وهران أوضاعا سيئة، جراء الخراب الكلي الذي لحق بها منذ سنتين، بعد أن تمّ توقيف نشاط التليفيريك نهائيا، دون قيام المؤسّسة العمومية للنقل الحضري "ايطو" التي كلّفت باستغلال المشروع بتوفير الأمن بالمحطات التي جرّدت من كامل تجهيزاتها لتبقى عرضة للتخريب، خاصة بمحطة حي الصنوبر. 

لا يزال مشروع إعادة الاعتبار لمشروع العربات الهوائية "تيليفيرك وهران"، يشكّل أحد الملفات العالقة بالولاية، في وقت تسعى فيه السلطات لتنويع المداخيل وتشجيع الاستثمارات في ظلّ الأزمة الاقتصادية، حيث سبق وأن دعت الحكومة إلى ضرورة استغلال كلّ الموارد التي من شأنها تحقيق مداخيل إضافية للبلديات، والولايات غير أنّ ما تعيشه وهران لا يعكس الجهود المبذولة من طرف السلطات، بدليل وضعية مشروع العربات الهوائية "التيليفيرك" التي تحوّلت محطاته إلى حطام، بعد قيام مؤسسة "ايطو" بنزع كامل الواقيات الخاصة بالمحطات، وفي مقدّمتها محطة حي الصنوبر، التي زارتها "المساء" ووجدتها خرابا في غياب الحراسة التي تكفّلت بها المؤسّسة العمومية، التي فضّلت التخلي عنها، في انتظار تحرّك السلطات بسبب عدم تمكّن المؤسسة العمومية للنقل الحضري من توفير الغلاف المالي الخاص بإعادة تثبيت الكوابل، كما انتشرت بداخل المحطة الحشائش التي تجاوز ارتفاعها المتر، فيما يستغل بعض الشباب جزءا من المحطة المقابل لغابة المرجاجو، لتعاطي الخمور بعيدا عن الأنظار.

وكشف أحد الحراس السابقين بالمحطة، والقاطن بحي الصنوبر، بأنه ومنذ سنة ونصف تقريبا، قرّرت مديرية مؤسّسة النقل العمومي، وقف التعامل مع المؤسسة الخاصة المكلّفة بالحراسة ما أدى إلى تحوّل المحطة إلى خراب بالكامل.

كما تشهد محطة حي النصر الواقعة بمنطقة الدرب ببلدية وهران نفس المصير، لكن حالها يبقى أحسن من محطة حي الصنوبر، كونها لا تزال محصنة من التخريب، بسبب تواجد أبواب حديدية في وقت تحوّل مدخلها إلى موقع لبيع الأثاث ومنطقة لتصليح السيارات في مشهد أخرى، تؤكّد عدم وجود أيّ مسؤول من شأنه التدخّل لإعادة نشاط هذه الوسيلة العمومية، أما بمحطة جبل المرجاجو، فإنّ الأمور أحسن حالا، بسبب وجود المحطة أمام مفرزة للحرس البلدي فضلا عن التواجد الدائم لمصالح الدرك الوطني التي تمنع الاقتراب من هذه المنطقة الأمنية.

وكشف مصدر من بلدية وهران، من جهته، أنّ المشروع توقّف بسبب مشاكل تقنية في كوابل التوصيل الكهربائية، التي كان يفترض أن يتم تعويضها بأخرى بميزانية قدّرت وقتها بـ1.7 مليار سنتيم، حيث تمّ تقديم الملف أمام مصالح الولاية ليتم بعدها إعداد دراسة شاملة للمشروع، وتم خلالها الموافقة على إعادة تهيئة المحطات الثلاث، التي لم تكن تتماشى والمحطات العصرية، مع إعادة تثبيت عربات أخرى عصرية، وبموجب الدراسة تمّ نزع الكوابل الكهربائية، وواقيات المحطات الثلاث، مع رفع كل الآليات من المحطات، غير أنّ تأخّر المصادقة على المشروع دفع إلى إهمال المحطات وتركها عرضة للتخريب.

يذكر بأنّه لا توجد أيّة وسيلة نقل عمومية أو خاصة، تعمل نحو منطقة المرجاجو، ما عدا سيارات المواطنين من زوار المدينة أو أبناء وهران، الأمر الذي يحرم آلاف الزوار من الاستمتاع بمنطقة المرجاجو المطلة على كامل مدينة وهران والساحل الوهراني، التي تعدّ موقعا سياحيا بامتياز، يمكنه خلق حركية سياحية بالمنطقة التي تفتقد أيضا للمرافق الضرورية خاصة خلال موسم الصيف.

للإشارة، تمّ تدشين تيلفيريك وهران، سنوات الثمانيات، غير أنّه توقّف عن العمل لسنوات، بسبب الأوضاع الأمنية وقتها، ليعاد للنشاط سنة 2007، من خلال تخصيص غلاف مالي هام بلغ 24 مليار سنيتم، شاركت فيه الولاية بمبلغ 14 مليار سنيتم وبلدية وهران بـ10 ملايير سنتيم، حيث تمت إعادة تركيب الكوابل واستيراد عربات هوائية وتهيئة المحطات الثلاث، ووضع حيّز الخدمة، ولقي إقبالا كبيرا من المواطنين، غير أنّه وبعد أشهر تعرّض لأعمال تخريبية على خلفية احتجاج سكان البلانتير على عملية الترحيل، ما خلّف خسائر كبيرة بمنشأة محطة حي الصنوبر، حيت توقّف عن النشاط مرة أخرى لأشهر، ليتم بعدها تخصيص غلاف مالي هام لإعادته للنشاط، وهو ما تمّ فعلا لتنقل عملية تسييره من بلدية وهران لصالح المؤسسة العمومية للنقل الحضري "ايطو" التي تكفّلت بالتسيير مع تسجيل توقّف العربات الهوائية بسبب مشاكل تقنية، إلى غاية توقف نشاط التيلفيريك نهائيا.