نجحت بلدية سرايدي السياحية بعنابة، في تنظيم موسم الاصطياف الحالي، حيث حرص رئيس البلدية، على تنظيف الشواطئ، على غرار شاطئ وادي بقرات، وتزويده بمختلف المرافق الترفيهية. وهو ما ساعد على تحويل مدينة سرايدي السياحية إلى قبلة استقطبت الكثير من الزوار، لتوفرها على إمكانيات سياحية متنوعة، ناهيك عن وضع برنامج خاص بفصل الصيف، ترافقه مصالح بلدية سرايدي، من خلال متابعة نشاط المطاعم التقليدية، ونقاط بيع مختلف الأكلات السريعة، بالتنسيق مع مديرية السياحة، ومصالح الرقابة وقمع الغش.

حسب الإحصائيات المقدمة في هذا الإطار، فإن سرايدي السياحية، استقطبت خلال شهر جوان المنصرم، إلى غابة منتصف شهر جويلية الماضي، أكثر من مليون ونصف مليون مصطاف، في حين يبقى الرقم مرشحا للارتفاع، فكل العائلات والمغتربين فضلوا وجهة مدينة سرايدي، بعد تهيئتها وتعبيد الطرقات بها، بالإضافة إلى تخصيص مساحات شاطئية مجانية، وهي التعليمة التي طبقها رئيس البلدية في خرجاته الميدانية المختلفة، حيث وضع جملة من الإجراءات التنظيمية الخاصة بموسم الاصطياف الحالي، من خلال مواجهة الحيوانات الضالة والكلاب المتشردة، ناهيك عن عدم ترك الأبقار تجوب وتصول عبر الشواطئ والمناطق الغابية القريبة منها، وغيرها من الترتيبات التي اتخذت بالمناسبة، في إطار عمل مشترك مع المصالح الأمنية، التي نجحت في تجسيد مخطط "دلفين" وحماية المصطافين من مختلف الاعتداءات والسرقات.

من جهة أخرى، تميزت سرايدي هذه السنة، بتنظيم أول عرض سينمائى على مستوى شاطئ جنان الباي التابع لها، حيث توافدت العائلات من مختلف بلديات الولاية، وكذا من مختلف الولايات، لحضور أول تجربة من هذا النوع، بفضل مجهودات الشباب الهاوي والناشط في الميدان السياحي. وقد عبرت العائلات عن فرحتها بمثل هذه النشاطات، التي تقام في الهواء الطلق، وبمحاذاة الشاطئ، وهو ما يساعد على كسر الروتين والهروب من حرارة الطقس، كما لقيت هذه المبادرة التي سجلها شباب هواة بمنطقة سرايدي، ترحيبا كبيرا، حيث سيتم تنظيم قعدة سينمائية أخرى، وتنصيب شاشة عملاقة في شاطئ وادي بقراط، مع وضع أفرشة جميلة ومريحة للأطفال والأمهات، وحتى كبار السن.

كما تم وضع طاولات وكراس في الجهة المقابلة للشباب، بهدف متابعة الأفلام، حيث زادت هذه اللوحة الفنية الثقافية والسياحية في نفس الوقت، من بهاء سرايدي التي فازت بلقب أجمل مدينة سياحية في عنابة للسنة الجارية 2023، نظرا لجملها ونقائها، وهو ما شجع كل السياح على القدوم إلى بونة وأخذ صور تذكارية، خاصة عشاق الطبيعة، كما يزين موقد النار جلسة المولعين بطعم الذرة المشوية على الجمر.

فكل هذه التفاصيل، تعطي لأي فنان، وحتى الرسام، روحا جميلة، إذ يجد نفسه تائها بين هذه المكونات الفريدة من نوعها، ليرسم لوحة جمالية، تجمع بين الخيال والواقع، كما تتنوع الخرجات بين أحضان الغابة والبحر والشواطئ النظيفة، التي تغطي جوانبها أشجار السندياد والفلين، وتنتهي جلسة الزوار بتناول الأسماك واللحوم المطبوخة على الموقد التقليدي. وتمتد النزهات حتى بعد آذان العصر. وهنا يعود الزائرون إلى منازلهم، بعد قضاء وقت أكثر أريحية في أعالي جبال "الإيدوغ" الأشم.