تعزز قطاع التشغيل ببلدية حسين داي بالجزائر العاصمة، بتوظيف أكثر من 250 شابا متربصا زاولوا تكوينهم في مجال صيانة وترميم المباني القديمة في مختلف الورشات المفتوحة بالعاصمة، بموجب اتفاق مسبق تُوّج بإمضاء عقود رسمية بين مصالح البلدية والمؤسسات والمقاولات الناشطة في هذا المجال. وتندرج هذه الخطوة في إطار ترقية التشغيل ومحاربة البطالة، وتشجيع الشباب على التكوين في هذا التخصص الذي ازداد عليه الطلب خلال السنوات الأخيرة.

أوضحت مصالح البلدية في هذا الشأن، أن هذه العقود المبرمة، ستتيح للشباب الذين أنهوا تكوينهم وتربصهم في مجال الهندسة المدنية وترميم المباني العتيقة، إمكانية الحصول على منصب شغل ضمن المقاولات المشرفة على أشغال ترميم البنايات في المشروع الضخم الذي أطلقته ولاية الجزائر العاصمة منذ سنة 2014. وتأتي هذه المبادرة التي شاركت فيها وزارة التكوين والتعليم المهنيين ممثلة في مديرية التكوين بالعاصمة، تماشيا مع متطلبات سوق الشغل في مجال الترميم العمراني وإعادة ترميم العمارات القديمة من جهة، مع أخذ بعين الاعتبار النقص الكبير المسجل في هذا التخصص من جهة أخرى، علما أن العديد من الشباب غالبا ما يتوقفون عن العمل في مختلف الورشات، إلى جانب عزوف العديد منهم عن مزاولة هذه المهنة للعديد من الأسباب والاعتبارات، وهو الأمر الذي يجبر أصحاب المقاولات على الاستنجاد بالأفارقة والأجانب لسدّ العجز المسجل في التوظيف.

وفي السياق، سيوزَّع الشباب ضمن الورشات المفتوحة بالعاصمة خاصة على مستوى بلدية حسين داي باعتبارها تضمّ أكبر نسيج عمراني من البنايات القديمة الموروثة عن العهد الاستعماري، فيما يتم الانتقال لاحقا إلى بلدية الجزائر الوسطى وما جاورها، لاستكمال جميع أشغال الترميم المتبقية في هذا المجال.

يُذكر أن بلدية حسين داي استفادت في السابق، من غلاف مالي أولي من خزينة الولاية، لمتابعة أشغال ورشات ترميم البنايات العتيقة والقديمة بالمنطقة، على أن يضاف لهذا المبلغ أغلفة مالية أخرى تماشيا وعملية تقييم وتيرة تقدم الأشغال على مستوى كل ورشة على حدة، حيث تم تشكيل لجنة خاصة على مستوى البلدية، مكلفة بالتنسيق مع مصالح الولاية بمتابعة جميع الورشات المفتوحة في هذا المجال.