تعمل مختلف مؤسسات النقل على توسيع خطوطها وتحسين خدماتها من أجل استيعاب أعداد متزايدة من المسافرين، خاصة في العاصمة وأكبر ولايات الوطن، حيث سيشهد قطاع النقل إطلاق العديد من المشاريع الإستراتيجية التي تهدف أساسا إلى تحسين نوعية النقل تسهيلا لتنقل المواطنين، حسبما كشف عنه بعض المسؤولين لـ"المساء" على هامش الصالون الدولي للنقل المنتظم مؤخرا في العاصمة. تتوقع مؤسسة مترو الجزائر أن يتضاعف عدد مستعملي المترو بحلول عام 2019 بدخول الخطوط الجديدة حيز الخدمة، حيث قال السيد إسحاق بوسعدية المكلف بالاتصال على مستوى مؤسسة ‘ار، أ، تي، بي’ لتسيير وصيانة مترو الجزائر، أن هذا الأخير سيشهد في السنوات القليلة القادمة انتهاء أشغال توسعة خطوطه بما سيسمح بتحسين خدماته أكثر فأكثر، بالتالي استقطاب أعداد متزايدة من مستعملي وسيلة النقل هذه التي باتت حيوية، رغم أن فترة دخولها حيز الخدمة حديثة.

21 مليون مسافر استعملوا المترو خلال 2015

ويوضح المتحدث أنه من المنتظر أن تتم أشغال الخط الرابط بين محطتي حي البدر وعين النعجة 2 في غضون العام المقبل، تماما مثل الخط الرابط بين محطتي تافورة وساحة الشهداء، بينما ستنتهي أشغال الخط الرابط بين عين النعجة وبراقي عام 2019، وكذلك الخط الممتد بين الحراش وسط ومطار هواري بومدين الدولي، لتدخل بذلك خطوط مترو الجزائر حيز الخدمة نهائيا، بالتالي استقطاب أعداد متزايدة من المسافرين في العاصمة بزيادة حوالي 30 %، علما أن 21 مليون مسافر استعملوا المترو خلال عام 2015. من جهة أخرى، أوضح نفس المتحدث أن خدمات جديدة تواكب تحسين خدمات النقل عبر المترو، منها بطاقة الاشتراك الموحدة بين المترو والترامواي والمصعهد الهوائي وحافلات ‘اتوزا’ التي انطلقت في منتصف فيفري الجاري وهدفها تسهيل حركة النقل والتنقل في العاصمة، وقد اختير لها شعار "معا من أجل حركية مستدامة"، علما أن تسعيرتها حددت بـ2500 دينار.

كذلك يعرف قطار المدينة أشغالا كثيرة سواء في العاصمة أو في ولايات أخرى، هدفها تحسين خدمات النقل، ومنها أشغال ترامواي مستغانم المرتقب أن ينقل 3300 مسافر في الساعة على طول 14.2 كلم، فيما ينتظر أن ينقل ترامواي سيدي بلعباس 5000 مسافر في الساعة الواحدة على طول خط 17.8كلم، وترامواي ورقلة الذي تجاوزت نسبة الأشغال به الـ70 %. ويعرف النقل عبر السكك الحديدية من جهته، الكثير من المشاريع التي ينتظر منها أن تدعم ترقية خدمات النقل سواء للمسافرين أو البضائع والسلع، حسب ما أوضحه لنا السيد كمال أڤني، مدير العتاد والصيانة بالمؤسسة العمومية الاقتصادية لإنجاز الهياكل الأساسية للسكك الحديدية "انفرافير"، مشيرا إلى أن المؤسسة منذ نشأتها في بداية ثمانينيات القرن الماضي، أنجزت أكثر من 3000 كلم، في انتظار انتهاء أشغال إنجاز خطوط السكة الجارية في العديد من الولايات، لاسيما في الهضاب العليا والجنوب، ينتظر منها فك العزلة على هذه المناطق وبعث حركة اقتصادية.

وأوضح المسؤول أن الشركة تقوم حاليا بإنجاز مشاريع لتجديد شبكة السكة الحديدية على طول 2000 كلم، إضافة إلى كهربة السكة وإنجاز خطوط الاتصالات السككية وتحسين نظام الإشارات. الجدير بالذكر أن هذه المشاريع وغيرها والتي تراهن عليها الوصاية، ينتظر منها ليس فقط تحسين خدمات النقل فحسب، وإنما رفع الضغط على النقل والتنقل في النقاط السوداء المسجلة على مستوى الطرق، خاصة بضواحي العاصمة التي تشهد تدفقا هائلا للمواطنين يوميا لأغراض مختلفة.