جمعيات ومحسنون يواصلون العمل التضامني

توزيع 3 آلاف وجبة إفطار محمولة يوميا بأدرار

توزيع 3 آلاف وجبة إفطار محمولة يوميا بأدرار
  • القراءات: 1037
بوشريفي بلقاسم بوشريفي بلقاسم

تشهد ولاية أدرار منذ بداية رمضان، عمليات تضامنية واسعة نشطتها عدة جمعيات فاعلة في المجتمع، من خلال مد جسور التضامن والتعاون في ظل تفشي فيروس "كورونا"، سعيا منها إلى التقليل من المعاناة اليومية التي تتكبدها الفئات الهشة، حيث بادرت تلك الجمعيات بالتعاون مع المحسنين والتجار، إلى المساهمة في توزيع مئات الطرود الغذائية على العائلات الفقيرة بالأحياء والقصور، إلى جانب إعداد وتوزيع العشرات من الوجبات الساخنة على العائلات المعوزة، وعابري السبيل، وحراس المؤسسات العمومية والخاصة.

في هذا الشأن، وزعت جمعية "شباب الخير" بأدرار، بالتنسيق مع جمعية "جزائر الخير"، 1234 وجبة ساخنة في ظرف خمسة أيام، في إطار مبادرة مدرسة "الأمير عبد القادر" لإفطار الصائمين، حيث يتم تجنيد 20 متطوعا للقيام بعمليات الطهي،  وتوصيل مئات الوجبات المحمولة يوميا بأدرار. 

أما جمعية "ناس الخير"، فقامت هي الأخرى بتوزيع منذ ثاني يوم من شهر رمضان، 2061 وجبة ساخنة على بعض عابري السبيل من سائقي الشاحنات وعمال كل المؤسسات الصحية، وحراس بعض المؤسسات العمومية والخاصة والعائلات المعوزة، بمعدل 200 وجبة يوميا، حيث تم إلى حد الآن، توزيع قرابة 124 مليون سنتيم من الوجبات، حسب رئيس الجمعية، تبرع بها محسنون. كما جندت الجمعية لإنجاح العملية، 20 متطوعا موزعين على فوجين، مهمتهما الطهي وإيصال الوجبات إلى الاتجاهات والمواقع المعنية.

للإشارة، لم تتمكن كل الجمعيات الخيرية والبلديات والهلال الأحمر الجزائري، من افتتاح مطاعم الإفطار بعدة بلديات كأولف وتينركوك وتيميمون وأوقروت وزاوية كنتة، وانزجمير وبرج باجي مختار، فضلا عن مدينة أدرار التي كانت تقدم يوميا خلال الشهر الفضيل، أكثر من ألف وجبة ساخنة، منها محمولة، وأخرى تقدم بمطاعم الإفطار.

فيما يسهر فندق "توات" أيضا على تحضير 450 وجبة إفطار محمولة، ساهمت فيها عدة قطاعات، توزع بواسطة متطوعين على عابري السبيل والعائلات المعوزة، حيث قام والي أدرار العربي بهلول بالوقوف على سيرورة هذه العملية التضامنية، مقدما لهم التشجيع قائلا "نحن في هذا الظرف الصحي، نعمل على جبهتين، محاربة الوباء بالوقاية، وفي نفس الوقت نسهر على تثمين التضامن نحو الفئات الهشة، خصوصا في مناطق الظل، بانخراط الجمعيات والمحسنين التي أعطت لنا جميعا بوادر نموذجية في بناء جسور التضامن بين الإخوة الجزائريين"، فيما تتواصل هذه المبادرات التضامنية بولاية أدرار إلى غاية نهاية الشهر الفضيل".

لتمكين المواطنين من سحب أموالهم: فتح 33 ملحقة للبريد عبر القصور

أعطى والي أدرار العربي بهلول، تعليمات لمصالح "بريد الجزائر" من أجل الإسراع في فتح 33 ملحقة بريد في مختلف القصور والتجمعات السكنية المعزولة، في ظل الأزمة الحالية والتدابير الوقائية والاحترازية للحد من تفشي وباء "كورونا"، بالإضافة إلى توقف وسائل النقل العمومي والحد من الطوابير والاكتظاظ داخل المكاتب البريدية الموزعة عبر تراب الولاية.

أعطى الوالي بالمناسبة، تعليماته للسلطات المحلية ورؤساء الدوائر والمجالس الشعبية البلدية، بوضع تحت التصرّف، الهياكل والقاعات والفروع الإدارية والملحقات لاستغلالها مؤقتا من طرف مصالح البريد، وتقريب الخدمات المالية والبريدية وصرف الأجور والإعانات والمنح الموجهة للفئات المعوزة، ومنح الشبكة الاجتماعية والتضامن، والتقليل من عناء تنقل كبار السن إلى مكاتب البريد.

كما شدد المسؤول على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الوقائية، وتعقيم أماكن استقبال المواطنين وقاعات الزبائن، وتقيّد العمال والمستخدمين، خاصة عمال الشبابيك، بارتداء الكمامات واستعمال السائل الكحولي واحترام مسافات التباعد الصحي. وكانت البداية بتجسيد هذه العملية ميدانيا، بفتح شبابيك جديدة ببلدية زاوية كنتة إلى غاية تعميمها في أقرب وقت، عبر جل المناطق، بالتنسيق مع المجالس المنتخبة. فيما أشار مدير "بريد الجزائر" بالشيخ أحمد، من جهته، إلى أن هذه العملية سوف تنجز بسرعة، حتى يتمكن الزبائن من التعاطي مع هذه الشبابيك الجديدة المستحدثة لمواكبة الظرف الصحي الحالي.

في تشخيص لواقع الصحة: تأكيد على الالتزام بتدابير الحجر والوقاية

أكد مدير الصحة والسكان لولاية أدرار، عبد القادر عميري، أن الوضعية الوبائية في ظل تفشي فيروس "كورونا"، هي اليوم مسؤولية الجميع، من حيث الالتزام وتطبيق التدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية، بهدف الحد من انتشار الفيروس.

أوضح المسؤول، أن أسباب انتشار "كورونا" في أدرار، يعود إلى وجود عمال من مختلف الجنسيات والولايات في شركات بترولية، بالإضافة إلى العادات والتقاليد والسلوكيات الاجتماعية، كالأعراس والوعدات السنوية ومناسبات اجتماعية أخرى، لا يستبعد في أن تكون سببا في انتشار الوباء، خاصة في أواخر شهر مارس، حيث عرفت الولاية عدة أنشطة، فضلا عن لامبالاة واستهتار المواطنين الذين اعتقدوا أن المرض انتشر في الصين ولا يمكنه الوصول للجزائر، مما أدى بالسلطات إلى دعوة جماعات القصور والجمعيات ولجان الأحياء إلى إلغاء الأعراس الجماعية والوعدات السنوية والالتزام بقواعد وتدابير الواقية ضد انتشار الوباء.

مشيرا إلى أنه، بهدف تطويق المرض والحد من تفشيه، ومن أجل التكفل بالمصابين، تم تخصيص مستشفى 240 سريرا لإجراء الفحوص بالسكانير، كما تم تزويد مستشفيات الولاية بوسائل وأجهزة الفحص، فيما جندت مراكز التكوين وعدة جمعيات من أجل إنتاج وسائل الوقاية، كالكمامات والألبسة والأقنعة الواقية وممرات معقمة، بالموازاة مع القيام بحملات التحسيس والتوعية وعمليات التطهير والتعقيم التي انخرط فيها جل القطاعات وجمعيات مدنية، ناهيك عن التحسيس اليومي من قبل الأطباء عبر عدة منصات إعلامية. كما دعا مدير الصحة السكان إلى الالتزام بالحجر الصحي، واتباع خطوات الوقاية بمسؤولية جماعية وفردية حتى نتمكن من حصر انتشار هذا الوباء.