احتضنت قاعة المداولات للمجلس الشعبي الولائي لتلمسان، خلال الأسبوع الجاري، مراسم تسليم مفاتيح ومقرّرات الاستفادة من 1325 وحدة سكنية بمختلف أنماطها وصيغها على المستفيدين منها 667 سكن عـمومي إيجاري، و155 سكن ترقوي مدعم، و503 مقرّر إعانة مالية مخصصة للسكن الريفي موزعة عبر بلديات الولاية، وهذا في إطار الاحتفالات بالذكرى الستين لاسترجاع السيادة الوطنية.

وأكد والي تلمسان في شأن هذه العملية أن برنامج الولاية من السكن لازال متواصلا، إذ من المرتقب أن يتم توزيع نحو 4335 وحدة سكنية في مختلف الأنماط والصيغ مع نهاية السنة الجارية، مطمئنا في ذات السياق باقي المواطنين ممن لم يحالفه الحظ خلال هذه المناسبة، أن العملية لا تزال مستمرة وسيتم توزيع حصص معتبرة مستقبلا، فيما لاقت العملية استحسان الفئات المستفيدة، مثمنين طريقة الانجاز، والنمط العـمراني المميز لها. 

إعادة دفن 10 رفات الشهداء بمقبرة الحناية

وتم بالمقـبرة الولائية للشهداء ببلدية الحناية في إطار إحياء نفس الذكرى وعرفانا بتضحيات شهدائنا الأبرار الذين كتبوا تاريخ الجزائر من ذهب، إعادة دفن رفات 10 شهداء الثورة التحريرية المجيدة.

العملية تدخل في إطار التعريف بالشهداء وفق القوانين والتنظيمات المعمول بها في مثل هذه الحالات، وكذا إعادة الاعتبار لهم ودفنهم بما يليق بتضحياتهم الجسام. وقد تم جمع رفات الشهداء العشرة من طرف الفرق المكلفة بعمليات استظهار الرفات، وذلك ببلدية تيرني بني هديل التابعة إقليميا لدائرة منصورة، منهم تسعة تم استظهارهم من منطقة جبل الناظور (غار دار حمو لحمر) وهم قدوس محمد وابنه الشهيد قدوس محمد، العرابي الخير، بوعبد السلام بومدين، قاسوم بليفة، بن عزة قدور، شافع بلعيد محمد، حموم محمد ابن بومدين، ورفات الشهـيد بن بختي عبد القادر رحمه الله بمنطقة بني وحيان.

 العملية التي جنّد لها كافة الإمكانيات، والعـتاد المستعمل لاستخرج الرفات من هاته المغارة التي تحتوي على عدة غرف تتربع على مساحة حوالي 17م2 على عمق يناهز حوالي 3 إلى 4 أمتار، وحسب شهادات حية أدلوا بها مجاهدي المنطقة، أن الشهداء كانوا ينشطون في جماعات متفرقة، حين اكتشف أمرهم من طرف العدو اجتمعوا في مغارة "دار حمو لحمر" جبل الناظور وبعد الحصار من طرف قوات العـدو الفرنسي تم تبادل طلقات نارية، إلا أنهم لم يستسلموا، وما كان على القوات الفرنسية إلا إطلاق الغاز عليهم لخنقهم، فاستشهدوا أواخر سنة 1957.

 نشاطات متنوعة في قلب الحدث

فيما استحضرت مختلف بلديات ولاية تلمسان الاحتفالات المخلدة للذكرى الستون لعيد الاستقلال المصادف لــ05 جويلية 2022، من خلال برنامج ثري، باعـتبار عـيد الاستقلال محطة هامة في تاريخ الجزائر عامة وتلمسان خاصة، حيث سطرت مختلف الهياكل والمديريات الثقافية في هذا الشأن نشاطات وبرنامجا ثريا بهذا الحدث العظيم الذي انطلقت فعالياته مع الفاتح جويلية 2022، وفي مقدمتهم مديرية الثقافة والفنون بتلمسان بالتعاون مع مديرية الشباب والرياضة، من خلال برنامج للأنشطة الثقافية تشمل مسابقات شعرية مكتوبة وشفوية وأغاني وطنية، وعروض لأفلام تتعلق بالثورة، وعروض مسرحية، وقراءات شعرية، ومعارض للصور احتفالا بهذا التاريخ المهم في تاريخ الجزائر، كما تنظم الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي بالتنسيق مع متحف الفن الحديث والمعاصر لوهران (مامو)، ومدارس الفنون الجميلة بكل من ولايات وهران، تلمسان، سيدي بلعباس، مستغانم، دار الثقافة تلمسان "عبد القادر علولة"، رواق الفن لمدينة مغنية، معرضا جماعيا للفنون التشكيلية موسـوم بعـنوان "الرياضة والفن والفنانون في ألعاب البحر الأبيض المتوسط"، حيث يضم المعرض 60 لوحة فنية لـ30 فنانا من ألمع ما أنجبت الساحة الفنية الجزائرية.

بالموازاة مع ذلك سيعرف قصر الثقافة عبد الكريم دالي بإمامة بدوره أنشطة ثــقـافـية تجمع بين العروض المسرحية ومعارض التصوير الفوتوغرافي ومسابقات الرسم للأطفال، بالإضافة إلى مجموعة مختارة من الحكايات المروية، فيما يتولى مكتب ديوان المؤسسات الشباب بولاية تلمسان تقديم جوائز لمسابقة الشعر الشعبي، كما تشرف وزارة الثقافة برنامج الاحتفالات من 4 إلى 6 جويلية على عروض الأفلام، والقراءات الشعرية، ومسابقات الرسم، بالإضافة إلى لقاء عبر الإنترنت في يوم الاستقلال، وبرمجت خلال هذه الاحتفالات عـروض رياضية مختلفة في الكاراتيه، الجـيدو، ودورات في مباراة كرة قـدم تنظمها عديد الجمعيات الرياضية بمختلف بلديات الولاية بالتنسيق مع مديرية الشباب والرياضة لولاية تلمسان، بالإضافة إلى عروض أخرى تبرز أشكالا مختلفة.

وتحت شعار "رحلة في عمق تلمسان" يحتضن مركز الدراسات الأندلسية إمامة بالتنسيق مع مركز الفنون والمعارض معرضا يبرز أهم المواقع والمعالم الأثرية البارزة لولاية تلمسان تعـود إلى حقب تاريخية مختلفة، باعتبار أن ولاية تلمسان تتوفر على مواقع ومعالم أثرية وتاريخية هامة نتيجة تعاقب الحضارات عليها يتجلى هذا من خلال السياحة الأثرية، ما تتميز به مدنها التاريخية كمدينة تلمسان، ندرومة، هنين...وغـيرهم، فضلا عن ذلك ينظم المركز أيضا وتحت إشراف مديرية الثقافة والفنون، وبالتنسيق مع دار الثقافة عبد القادر علولة، ومتحف الخط الإسلامي لمدينة تلمسان، تحت شعار "وطننا تاريخ وفـن" الصالون الوطني للفن التشكيلي، يـتم من خلالـه إنجاز جداريات خلال ورشة الصالون الوطني للفن التشكيلي تخلد هذه الذكرى العظيمة، بالموازاة مع ذلك وبـذات المناسبة سطرت الجمعية الموحدية المحافظة على التراث التاريخي، الثقافي والسياحي لمدينة ندرومة حسبها رئيسها الأستاذ عز الدين ميدون برنامجا يتمثل في إقامة معارض متنوعـة للصور الفتوغرافية ومعارض رقمية ومعارض للكتب خاصة بمطبوعات الجمعية للتعريف بتاريخ وشهداء ومعارك المنطقة، ومعرض خاص بالأرشيف الوطني يضم 30 لوحة مطبوعة بمكتبة البلدية، إلى جانب عرض أفلام ثورية خاصة بحرب التحرير، وهذا بحضور العائلات الندرمية على مستوى دار التراث للجمعية الموحدية.  

  صالون اقتصادي بالمناسبة

وتزامنا والاحتفالات بالستينية الوطنية لاستقلال، يحتضن قصر الفنون والمعارض بهذه المناسبة وتحت شعار "نـحو تحقـيق استـقلال اقتـصادي" صالون الإنتاج المحلي المنظم من قـبل مديرية الصناعة لولاية تلمسان بالتنسيق مع مديرية التجارة وترقية الصادرات، غرفة التجارة والصناعة "التافنة" تلمسان، ومشاركة 60 متعاملا اقتصاديا ومختلف هيئات الـدعم، حيث يـضم الصالون مختلف المنتجات المصنّعة محـليا من طرف المؤسسات العمومية والخـاصـة والموّجه بعضها لعملية التصدير، كما يبرز قدرات الولاية في مجال التصنيع في مختلف قطاعات النشاط، لاسيما الصناعات الغــذائية بصفة خاصة، وهو الهدف الذي تسعى إليه السلطات العمومية في سبيل تحقـيق استقلال اقتصادي وأمن غذائي.