لتجنّب تكرار كارثة فيضانات باب الوادي

تهيئة وادي الحميز والرغاية وتوسيع الأودية الخطيرة بالعاصمة

تهيئة وادي الحميز والرغاية وتوسيع الأودية الخطيرة بالعاصمة
  • القراءات: 3469
زهية. ش زهية. ش
أكد مدير الموارد المائية والري بولاية الجزائر السيد إسماعيل عميروش، أن السلطات المعنية تقوم بتهيئة مختلف الأودية الخطيرة بالعاصمة، حيث انطلقت الأشغال بالنسبة لبعض الأودية، بينما انتهت الدراسة الخاصة بأودية أخرى لتجنّب خطر الفيضانات والخسائر التي تُحدثها هذه الأخيرة كل سنة، مضيفا أن حظيرة وادي الحراش الذي يخضع حاليا للتهيئة، ستسيَّر من قبل مؤسسة ولائية، سيتم استحداثها، وتكون جاهزة قبل صائفة 2015.
وفي هذا الصدد طمأن مدير الموارد المائية لولاية الجزائر في تصريح لـ «المساء»، سكان العاصمة بخصوص احتمال فيضان الوديان القريبة من الأحياء السكنية، مؤكدا أن «كارثة باب الوادي لن تتكرر»؛ لأنها كانت درسا بالنسبة للسلطات». وبدّد الأخير مخاوف المواطنين من احتمال فيضان وديان تُعرف بالنائمة، والتي يتجاوز عددها المائة، حسب تصريح لرئيس نادي المخاطر الكبرى، «وذلك بفضل الإجراءات المتخَذة، التي انطلقت في الميدان، وتسير بوتيرة معتبرة». 
وأوضح السيد عميروش أن العاصمة تضم أكثر من مائة واد، يتجاوز طولها في حالة جمعها  أكثر من ألف كلم، من بينها الأودية الخطيرة المعروفة، وهي وادي الحراش الذي انطلقت تهيئته،  واد الحميز الذي انتهت الدراسة الخاصة به من أجل إخضاعه للتهيئة، واد الرغاية الذي انتهت الدراسة الخاصة به هو الآخر، كما انطلقت أشغال تهيئة جزء من وادي بني مسوس، من تمويل المجلس الشعبي لولاية الجزائر، والذي تمر عبره قنوات صرف المياه، تُنجز فوقها طريق تفك العزلة عن بلديتي بني مسوس وبوزريعة.
من جهة أخرى، أشار المتحدث إلى أن وادي أوشايح المعروف - حسبه - بالفيضانات والخسائر كل سنة، انطلقت الأشغال به في بداية ديسمبر الحالي من خلال وضع قناة قطرها أربعة أمتار من قبل مؤسسة كوسيدار وشركة بلجيكية، فضلا عن انطلاق عملية تغطية هذا الوادي مع شركة جزائرية خاصة.
وفي سياق متصل، أكد مدير الموارد المائية والري أن مصالحه أعدت دراسة تخص كل الأودية الأخرى التي يمكن أن تعرف فيضانات بمعظم البلديات المعرضة لهذا الخطر، كبئر توتة، تسالة المرجة، سيدي موسى، براقي والكاليتوس، حيث انتهت الدراسة في انتظار انطلاق عملية توسيع كل الأودية؛ «لأننا لم نهتم بها منذ 30 سنة»، قال محدثنا مشيرا إلى أن هناك بعض المقاطع من الأودية تم تغطيتها في الماضي البعيد؛ أي في الخمسينيات والستينيات، مما أدى إلى حدوث كارثة باب الوادي.
وحسب السيد عميروش، فإن مصالحه بحوزتها خريطة مدققة حول مشكل الأودية والمناطق السوداء التي تقلصت في السنوات الأخيرة، حيث تم إحصاء 62 نقطة سوداء منذ خمس سنوات، والتي يتم القضاء عليها تدريجيا كل سنة، على غرار زرالدة، التي كانت نقطة سوداء بسبب وادي المعالمة الذي كلما يفيض يسبب خسائر، وتمت تهيئته ووضع قنوات خاصة لصرف المياه. كما سيتم ترحيل كل السكان الذين يقطنون على حواف الوديان، منها واد الحميز، واد الرغاية وواد بني مسوس، حتى لا يتعرضوا لخطر الفيضانات التي تبحث السلطات المعنية عن حلها نهائيا، مثلما هو الأمر بالنسبة لوادي الحراش، الذي يتم توسيعه من 30 مترا إلى 400 متر، للسماح بجريان مياه الأمطار التي تتهاطل بغزارة، وقد تشكل خطرا مرة كل مائة سنة.
وبخصوص نوعية المياه الملوّثة والنفايات الصناعية التي تصب في وادي الحراش، كشف السيد عميروش عن إنجاز محطتين للتطهير بأمر من الوزير الأول عبد المالك سلال، واحدة بالمنطقة الصناعية لوادي السمار، وأخرى ببابا علي، حيث انتهت الدراسات الخاصة بهذا المشروع الذي كُلّف به الديوان الوطني للتطهير. وسيتم الإعلان عن المناقصة في الأيام المقبلة لتجسيد المحطتين اللتين اختيرت الأرضية لتجسيدهما.
وفي سياق متصل، ذكر المتحدث أن الوزير الأول أعطى تعليمات صارمة لإنجاز مؤسسة ولائية لتسيير حظيرة وادي الحراش الذي يخضع للتهيئة على مساحة 500 هكتار ويمتد على طول 18كلم، ويضم عدة مرافق وفضاءات للترفيه والتسلية ومسابح، وأجهزة ترقّب الفيضانات وأجهزة بيئية لتفادي التلوث وأشياء تقنية وأخرى عملية، حيث انطلقت على مستوى ولاية الجزائر الإجراءات الأولية لإنشاء هذه المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري، والتي تسيّر كل هذه الحظيرة، التي ستكون جاهزة قبل صائفة 2015، حيث ستخضع الإطارات الذين ستسيّر مختلف المنشآت، لتكوين من قبل الكوريين في إطار العقد المبرم مع الشركة.