الحراش وجهة مفضلة للمتسوقين رغم انكماش نشاطها التجاري
تهيئة الوادي ومشروع المترو يغيّران وجهة المدينة

- 844

مازالت مدينة الحراش تستقطب أعدادا كبيرة من المتسوقين من العديد من بلديات العاصمة وما جاورها رغم أن الحركة التجارية لم تتوسع أو ترتق إلى المستوى المطلوب، مثلما هي الحال ببلديات باش جراح، وبراقي وغيرهما، التي توسع فيها النشاط التجاري؛ حيث فتحت العديد من المساحات والمراكز التجارية الكبرى، لكن المسؤولين المحليين بالحراش يتوقعون أن تتغير هذه الوجهة بالنظر إلى المشاريع الكبرى، التي استفادت منها المنطقة في إطار مخطط تزيين وتهيئة العاصمة.
ويُرجع بعضهم السبب إلى كون الحراش، منذ عقود طويلة، منطقة تجارية بامتياز، وبقي أهلها الذين تم ترحيلهم إلى بلديات أخرى أوفياء لها؛ حيث يشدهم الحنين دائما لأول منزل ومستقر لهم، حسب ما أكد لنا "ابراهيم. غ" البالغ من العمر 70 سنة، الذي وُلد وترعرع بالحراش. ورغم أنه حوّل مقر سكناه إلى باب الزوار ثم إلى الكاليتوس، إلا أنه لا يصبر على زيارة منطقة التسوق بالحراش، والتنقل بين أروقة "الدلالة" والسوق الشعبي وسوق الخردة وغيرها؛ حيث يلتقي بعض أصحابه وأنداده الذين أمضى معهم طفولته، ويسترجع معهم ذكريات الماضي الجميل.
من قِبلة تجارية إلى وجهة سياحية بامتياز
أوضح رئيس البلدية مراد مزيود لـ "المساء "، أن الحراش التي كانت وجهة تجارية بامتياز ستتغير مستقبلا، إلى وجهة سياحية بالنظر إلى المشاريع الكبرى التي استفادت منها، وعلى رأسها مشروع تهيئة وادي الحراش الذي يمتد على مسافة 18 كلم من الواجهة البحرية ومسجد الجزائر، إلى غاية بلدية سيدي موسى جنوبا، فضلا عن مشروع المترو الذي يضفي لمسة حضرية وسياحية ملموسة، لا سيما أنه يربط مطار الجزائر الدولي بقلب العاصمة مرورا بالحراش، مفيدا بأن هناك مشاريع أخرى ستنجَز مستقبلا، مما سيجعل الحراش مدينة ذكية. وينتظر سكان المنطقة، بفارغ الصبر، الانتهاء من مشروع مترو الجزائر، الذي سيحسن خدمات النقل، ويقضي على العديد من التجاوزات والمتاعب التي يتسبب فيها أصحاب حافلات النقل الحضري وشبه الحضري.
وحسب بعض سكان المنطقة، فرغم هذه المشاريع التي تدخل في إطار مخطط تزيين العاصمة وإعادة تهيئتها، إلا أنها لن تغير الطابع العام لقلب مدينة الحراش، مؤكدين أن معالم المدينة القديمة كساحة البلدية وسوق بومعطي وسوق الخردة وحديقة ابن باديس، وأن التغيير اقتصر على ضفاف وادي الحراش، الذي سيعرف مشاريع تعمير حديثة، تستجيب لمتطلبات الوجهة الجديدة.
ومعروف أن نسبة الأشغال بمشروع تهيئة واد الحراش، بلغت حدود 96 ٪؛ حيث انطلقت أشغاله في 13 جوان 2012، بتكلفة تتعدى 37.98 مليار دينار، حسب ما عرضه سابقا مكتب الدراسات "الهيئة الوطنية للمراقبة التقنية لبناء الري" من خلال بطاقة فنية؛ إذ إن حجم الأشغال الكبرى انتهى منه مجمع الإنجاز الذي يضم "دايو للهندسة والبناء "، و " كوسيدار للأشغال العمومية".
وتذكر البطاقة التقنية أن مشروع تهيئة وداي الحراش الذي حُددت آجال إنجازه بـ 82 شهرا، يصل طول مساره المهيأ إلى 18,2 كلم. وتصل كمية التدفق به من المياه المستعملة إلى 2500 متر مكعب في الثانية، حيث انتهى مجمع الإنجاز من إنهاء أشغال الردم، وتغطية الحواف، وتوسعة مجرى الواد وقرب الانتهاء من أشغال الجرف لتعميق مجرى الواد، وإزالة ما به من طمي ونفايات جرفها الواد، وترسبت في العمق.
إنشاء مليوني متر مربع من المساحات الخضراء
أما بالنسبة للمنشآت والهياكل المنجزة التابعة لمشروع تهيئة الوادي، فتضم محطة ضخ بتدفق 90 مترا مكعبا يوميا على طول 10.2 كلم؛ لدعم منسوب الوادي صيفا حينما يصل وقت الجفاف، فيما أنهت أشغال إنجاز 12 جسرا للمشاة، حديقتي ترشيح، و4 محطات لتحليل نوعية مياه الوادي، و3 أبراج للإنذار ضد الفيضانات، وتوفير مسار للدراجات على مسافة 36.4 كلم.
ويوجد على ضفاف الوادي عدة منشآت رياضية، مثلما هو في حي بن طلحة ببراقي، منها 7 ملاعب كرة قدم، و5 ملاعب كرة اليد، و3 ملاعب كرة السلة، وملعبان للتنس، إلى جانب 3 مسابح، و3 مسارح كلها على الهواء الطلق.
النشاط التجاري تَقلّص والسوق الجواري سيسلَّم قريبا
ويعترف رئيس البلدية بأن النشاط التجاري بالحراش تقلص بشكل محسوس، خاصة بعد إزالة سوق بومعطي الذي ذاع صيته، وأصبح وجهة المتسوقين لعدة عقود.
أما بشأن السوق الجواري الذي أنجزته مؤسسة "باتميتال "، فقد أوضح رئيس البلدية أن القائمة الأولية تم ضبطها وغربلتها من طرف المصالح المختصة، وإزالة بعض الأسماء التي تحصل أصحابها على عمل أو غيّروا مقر إقامتهم، مؤكدا أن مصالح البلدية على استعداد لتوزيع هذه المحلات على أصحابها، والقضاء على السوق الفوضوي الذي لايزال يشوه منظر المدينة، مطالبا الوالي بتسهيل العملية في أقرب الآجال، لتمكين الشباب من مزاولة نشاطهم والاسترزاق بطرق قانونية عوض عرض السلع على الأرصفة، وفي الأماكن العمومية.