تطوير التكامل الإقتصادي بين الدول الإفريقية

تمنراست تبرز دور الإعلام الاقتصادي

تمنراست تبرز دور الإعلام الاقتصادي
  • القراءات: 467
ق.م ق.م

أبرز مشاركون في ندوة نظّمت ضمن فعاليات تظاهرة ”أسيهار” الدولية التي تتواصل بتمنراست، أهمية دور الإعلام الاقتصادي في ترقية فرص التكامل الاقتصادي بين الدول الإفريقية، وفي هذا الصدد، تطرّق الأستاذ سالم أقاري من المركز الجامعي بتمنراست، في مداخلته بعنوان ”دور الإعلام في تحقيق التكامل الاقتصادي’’، إلى مسألة توظيف وسائل الإعلام الاقتصادي بين الدول الإفريقية وتأثيره على العملية التكاملية، مبرزا في السياق أهداف هذا التكامل التي من بينها توحيد السياسات الاقتصادية من خلال إلغاء جزئي أو كامل للقيود الجمركية وغير الجمركية.

يرى المتدخل أنه يتعين على هذا النوع من الإعلام أن يتناول بإسهاب التكتلات الإقليمية التي شهدتها القارة الإفريقية منذ تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية وما تلاها من تكتلات على غرار ”الجماعة الاقتصادية لغرب إفريقيا (الإيكواس) والجماعة الاقتصادية لوسط إفريقيا (الإيكاس)، والسوق المشتركة لشرق إفريقيا وجنوبها.. وغيرها، وتثمين دورها في التعاون الإفريقي وأيضا تسليط الضوء على النقائص التي تعتريها قصد تداركها”.

وضمن هذا المنظور، أكّد على ضرورة توسيع جهود المؤسسات الإعلامية وجعلها في خدمة إستراتيجية التكامل الاقتصادي في إفريقيا، وتوفير المعلومات الصحيحة للمستثمرين ورجال الأعمال والتعريف بفرص الاستثمار والتجارة المتاحة وتوظيف الإعلام الاقتصادي كعنصر لدعم شروط التكامل الاقتصادي، واستغلال التكنولوجيات الحديثة في الإعلام والاتصال في هذا الاتجاه.

ومن جهته، تحدّث الأستاذ سعيد قاسمي من نفس المؤسسة الجامعية في مساهمته الأكاديمية بعنوان ”منظور جديد للإعلام الاقتصادي في عصر الفرص والمنافسة”، عن دور الإعلام الجزائري الاقتصادي نحو منطقة الساحل الإفريقي، وما ينتظر منه في إبراز فرص الاستثمار والتبادل التجاري الاقتصادي بين الجزائر ودول تلك المنطقة.

وأوضح السيد قاسمي أنّه يتعين على هذا الإعلام الموجه لفئة المستثمرين ورجال الأعمال والمصدرين أن يقدّم المعلومة ”الحقيقية” و«الدقيقة” بما يسمح لهم باتّخاذ القرارات الصائبة بخصوص تعاملاتهم الاقتصادية مع دول الساحل الإفريقي، والتعريف أيضا بالفرص والأسواق والفضاءات الاقتصادية المتوفرة بها، وعدم التركيز فقط على المعلومة الأمنية التي تعطي - حسبه - صورة نمطية عن الأوضاع بهذه الدول، وهي المعلومة التي ”لا تشجع على استغلال تلك الفرص”.

وتحدّث أيضا في تدخّله عن ضرورة أن يساهم الإعلام الجزائري الاقتصادي في دعم المشاريع والصفقات المفيدة والمربحة والترويج لها بأسلوب مدروس وهو ما يؤدي - كما أضاف - إلى بروز منافسة جادة بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين ونظرائهم من دول الساحل الإفريقي، وأيضا التعريف بالمجالات والفضاءات الاقتصادية المستهدفة للمنافسة والتصدير التي يمكن أن يقتحمها رجال الأعمال الجزائريين بتلك الدول، والتي ستساعد على تحقيق شراكات في عدة مجالات.

ومن جهته، تطرّق الأستاذ عبد الباسط عزاوي من نفس المركز الجامعي كذلك في مداخلته التي تحمل عنوان ”دور التسويق الرقمي في تحسين التبادل التجاري بين دول الساحل الإفريقي”، إلى الإستراتيجيات الاقتصادية التي تتبناها تلك الدول بغرض تحسين أداء مؤسساتها واقتصادياتها، والتي تعتمد على إنشاء موانئ جافة تساعدها على تحقيق عوائد جمركية وجبائية، وتساهم في تحقيق التكامل الاقتصادي.

وتتواصل فعاليات تظاهرة ”أسهيار” الدولية (10-20 مارس) بمشاركة أكثر من 85 مؤسّسة وطنية تنشط في نحو 13 قطاعا من بينها الصناعات الثقيلة والصناعات التحويلية وغيرها.

ويعدّ هذا الحدث الاقتصادي والتجاري الذي أعيد بعثه بعد غياب لأكثر من 10 سنوات، مناسبة للشركات الاقتصادية الوطنية لبحث فرص الاستثمار بالدول المجاورة، واستكشاف فرص الشراكة في عدة مجالات اقتصادية، فضلا عن أنّها أيضا فرصة أيضا لبحث سبل ترقية تجارة المقايضة.      

وبرمجت على هامش ”أسيهار” عديد الأنشطة الثقافية والرياضية والفولكلورية لتنشيط المحيط طيلة فعاليات هذا الحدث التجاري والاقتصادي الدولي.