وجهت شبكة المواطنة البيئية بولاية وهران، نداء تدخل عاجل لوالي وهران السيد مولود شريفي، من أجل الوقوف على وضعية المدارس والمؤسسات التعليمة بمنطقة شطيبو، ببلدية سيدي الشحمي، التي يبقى التلاميذ فيها عرضة لمختلف الأمراض والأوبئة الخطيرة، جراء انعدام شروط الدراسة وتلوث المحيط بكل أنواع المخلفات، من نفايات ومياه ملوثة وبقايا حيوانات نافقة.

رفعت شبكة المواطنة البيئية لولاية وهران، التي تضم 23 جمعية محلية في مختلف التخصصات بولاية وهران، رسالة تدخل عاجلة لوالي وهران، قصد اتخاذ جميع الإجراءات لإنقاذ منطقة شطيبو وسكانها من كوارث بيئية وصحية، قد تنجم عنها أمراض خطيرة، بالنظر إلى تردي الأوضاع البيئة في المنطقة، خاصة بجوار المؤسسات التعليمية. حسب السيد هواري يحياوي، فإن تدخل الوالي أصبح استعجاليا، من أجل وضع حد للتسيب وعدم تحمل المسؤوليات، في ظل دعوات الحكومة إلى التكفل بالمؤسسات التعليمية والمحيط والحفاظ على الصحة العمومية.

قدمت شبكة المواطنة البيئية شريط فيديو وصورا عن الوضعية الكارثية غير المسبوقة بالمنطقة، كشفت حجم الإهمال وغياب السلطات المحلية ببلدية سيدي الشحمي ودائرة السانيا، إلى جانب الانعدام التام لعمليات جمع النفايات وتنظيف المحيط ومعالجة مشكل تسرب المياه الملوثة. كما أكدت الصور التي تحوز "المساء" نسخا منها، وجود بركة من مياه الصرف الصحي بجوار متوسطة، مشكلة مستنقعا يهدد صحة التلاميذ، في وقت يرمي بعض الأشخاص المخلفات داخله، فيما تنتشر الأوساخ على طول جدران المؤسسات التعليمية التي تم إنجازها في مناطق شبه معزولة، بعيدة عن النسيج العمراني للمنطقة.

لم تسلم المؤسسات التعليمية من الانتشار الفادح للنفايات، وعبوات المشروبات الكحولية التي تعكس ديكورا غير مناسب للمؤسسات التعليمية، فضلا عن تحول السوق الجواري إلى شبه مفرغة عشوائية ترمى فيها كل أنواع النفايات.

أشار عدد من المواطنين في اتصال مع "المساء"، إلى أن شبكة المجتمع المدني بسيدي الشحمي، سبق لها هي الأخرى أن رفعت نفس الانشغالات منذ سنوات ولم تتوقف، حيث راسلت كل مسؤولي البلدية والولاية ووزارة الداخلية والوزارة الأولى ورئاسة الجمهورية، وهي الرسائل التي سبق لـ«المساء" أن تطرقت إليها، وتمت متابعة هذه الشكوى من أعلى مستوى، بمطالبة السلطات المحلية للبلدية بالتدخل، غير أن لا شيء تم، حسبما تظهره الصور، وطلب المواطنون من والي وهران، زيارة المنطقة أو إيفاد لجنة تحقيق للوقوف على الوضعية، واتخاذ الإجراءات قبل وقوع مشاكل، علما أن منطقة شطيبو ببلدية سيدي الشحمي لا زالت تنتظر استكمال مشروع الربط بشبكات الصرف الصحي، حيث كشفت أرقام سابقة عن وجود ثلاثة آلاف حفرة تعفنية خاصة بجمع مياه الصرف والنفايات البيولوجية، وتم الشروع في تنفيذ المشروع، غير أنه لم يستكمل، حسب السكان.