قصر الثقافة "آل خليفة"

تكليف مديرية التجهيزات بالتهيئة

تكليف مديرية التجهيزات بالتهيئة
  • القراءات: 469
زبير. ز زبير. ز

كلّف والي قسنطينة مدير التجهيزات العمومية، بالانطلاق في عملية تهيئة قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، ومعالجة مختلف الأماكن المتضررة من تسرب المياه، والتأكد من مصدرها؛ ما أدى إلى تدهور وضعيته، خاصة في الطابق العلوي حيث المكتبة. وألح عبد الخالق صيودة على إعادة فتح هذه المنشأة الثقافية أمام الجمهور، خلال شهر أفريل المقبل.

وكان والي قسنطينة خلال خرجة ميدانية إلى قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" في ديسمبر الفارط، أمر بعدما اطلع على الوضعية المتدهورة لهذا الصرح الثقافي، بإسناد تسييره لإدارة دار الثقافة "مالك حداد". كما طلب وقتها من مدير التجهيزات العمومية، إعداد تقرير عن الوضعية المالية، وتنظيم عملية تنظيف لهذا المرفق الذي يقع بقلب مدينة قسنطينة وكان في ما سبق، دار ثقافة، قبل أن يحوَّل إلى قصر للثقافة.

وسبق أن وجَّه ولاة سابقون العديد من الإنذارات إلى مديرية الثقافة، لمعالجة الاختلالات الموجودة بقصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، خاصة أن هذا المرفق استفاد من عملية تهيئة كبيرة في إطار مشاريع "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، خُصص له مبلغ 190 مليار سنتيم، أوكلت أشغاله لمجمع جزائري بلجيكي، حيث استُعملت مواد ذات نوعية عالية على غرار الرخام، ساهمت في تغيير وجهه الخارجي والداخلي بشكل كبير؛ ما زاد من جمال وسط المدينة، لكن القصر لم يفتح أبوابه بشكل كلي، حيث فُتحت قاعة المحاضرات الكبرى والصغرى، والبهو الذي كان مخصصا لتنظيم المعارض المحلية والوطنية، في حين بقي الطابق العلوي مغلقا.

وعرفت هذه المنشأة مشكلا كبيرا في الطابق العلوي، بسبب تسرب المياه، الذي أثر على استغلال المكتبة. كما أثرت المياه المتسربة على أجزاء أخرى من هذا المرفق، أمام عدم تدخّل أي جهة من أجل استدراك ما يمكن استدراكه منذ 2015. كما كان غياب المناصب المالية سببا في عدم توظيف عمال يقومون بصيانة ونظافة هذه المؤسسة الثقافية، التي تضم، في نفس الوقت، مقر مديرية الثقافة.

وكانت حال قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة" محل انتقاد من قبل أعضاء المجلس الشعبي الولائي، في دورات سابقة، الذين أبدوا استياء كبيرا من الوضعية التي وصلت إليها هذه البناية، التي كانت تعرف نشاطا كبيرا سواء في المجال الثقافي، أو في المجال الفني، والسياحي، والحرفي، وحتى في المجال السياسي، وقِبلة لمختلف الأحزاب لتنشيط لقاءاتهم الجهوية أو الوطنية، ليبقى الطلب على مستوى وزارة المالية، قائما لاستحداث مؤسسة تُعنى بتسيير هذا الصرح الثقافي، تكون مستقلة بميزانيتها عن مديرية الثقافة.

للإشارة، تم الانطلاق في تشييد البناية التي تضم قصر الثقافة "محمد العيد آل خليفة"، في عام 1929، من قبل المهندس الفرنسي موريس جاك رافازي، الذي كان يشغل منصب رئيس قسم "الهندسة المعمارية" في مصنع سيتروان للسيارات، وتم تدشينه سنة 1933؛ حيث كانت البناية عبارة عن مرآب كبير للمصنع، قبل أن تتحول، في وقت الاستقلال، إلى مقر لمؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية، ليحوَّل في الثمانينيات، إلى صرح ثقافي.