تنامي الوعي لدى أهل النعامة

تكثيف الرقابة من أجل التصدي للمضاربة في الأسعار

تكثيف الرقابة من أجل التصدي للمضاربة في الأسعار
  • القراءات: 882
  ❊ ن.ج ❊ ن.ج

كثفت فرق الرقابة وقمع الغش التابعة لمديرية التجارية لولاية النعامة من خرجاتها الميدانية، بهدف التصدي للمضاربة، بعد تسجيل ارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية، نتيجة الخوف من تداعيات تفشي فيروس كورونا، حسبما أفادت به المديرية.

جندت مديرية التجارة لهذه العملية 36 عونا، وتشمل مختلف نقاط البيع بالجملة ومحلات تجارة التجزئة للمواد الغذائية واسعة الاستهلاك، مع توفير كافة الإمكانات المادية من أجل مراقبة الأسعار، وكذا السلع المعروضة من حيث الجودة وقابليتها للاستهلاك، حماية لصحة المواطنين، كما أوضح المصدر. تقوم هذه الفرق بمراقبة فواتير الشراء بسعر الجملة والتجزئة، وتحسيس المستهلك بحقوقه، خاصة في إعلان أسعار السلع، فضلا عن توجيه إعذارات متبوعة بإجراءات ردعية وتحرير محاضر في حق كل تاجر مخالف للقضاء على ارتفاع الأسعار التي تشهدها بعض المواد الاستهلاكية. أكدت المديرية على وفرة المواد ذات الاستهلاك الواسع، على غرار المواد الغذائية، مضيفة "أن مخزون المواد الاستهلاكية على مستوى الولاية كاف لعدة أشهر مقبلة"، ودعت مديرية التجارة أيضا، إلى عدم الانسياق وراء الإشاعات وتفادي التهافت على اقتناء هذه المواد، بسبب الخوف من تداعيات تفشي فيروس كورونا، حيث أن هذه التصرفات تشجع على المضاربة، لهذا على المواطنين عدم تغيير نمط استهلاكهم لتفادي حدوث اختلال في ميزان العرض والطلب.

6 مواقع مجهزة للحجر الصحي

في سياق آخر، تم تخصيص "احتياطيا"، ستة مواقع للحجر الصحي مجهزة بمختلف اللوازم، في إطار التدابير الوقائية للتكفل الصحي بالحالات المحتمل اشتباه إصابتها بفيروس "كورونا"، حسب ما علم من مدير الصحة والسكان، أوضح الطاهر شنة أنه تم "احتياطيا"، تخصيص هذه المواقع بكل من مستشفى الأمراض العقلية بعين الصفراء، من خلال توفير 200 سرير بمدرسة التكوين شبه طبي في النعامة، حيث تم تسخير 120 سريرا، إلى جانب 150 سريرا بالإقامة الداخلية للمعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، و20 سريرا تم تخصيصهما للحجر الصحي بكل من المؤسستين الاستشفائيتين العموميتين لمشرية وعين الصفراء، و15 سريرا مجهز بمستشفى النعامة.

أضاف المصدر أن هذه التدابير الاحتياطية، تندرج في إطار الإجراءات المتخذة لعزل حالات محتملة للمشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا "كوفيد 19"، وتوفير الظروف المناسبة للتكفل بها، وفقا للقواعد الصحية المتبعة أثناء إجراء عمليات الحجر الصحي.

خصصت المديرية مصلحة مرجعية مجهزة بأسرة للإنعاش ووسائل التنفس الاصطناعي، يشرف عليها فريق طبي متخصص على مستوى المؤسسة العمومية الاستشفائية بمشرية، لاحتواء أية حالات محتملة قد تستقبلها المرافق الصحية بالولاية، كما أضاف المسؤول.

تم أيضا تسخير كافة المعدات واللوازم الضرورية للوقاية من الإصابة وانتشار هذا الفيروس، من بينها 3 آلاف كمامة جراحية و50 ألف قفاز، وأزيد من 500 نظارة وقائية، إلى جانب كميات هامة من محاليل التعقيم والتنظيف، وسيارة إسعاف مجهزة، استنادا إلى نفس المصدر.

يجري التركيز على العمل التحسيسي الرامي إلى ترسيخ ثقافة وقائية لدى المواطنين، للمساهمة في مكافحة هذا الوباء، علما أن ولاية النعامة لم تسجل إلى غاية الآن، أية حالة إصابة مؤكدة أو مشتبه فيها بهذا الفيروس، كما ذكر نفس المصدر.

تغير تدريجي في السلوك وتنامي الوعي

يلاحظ المتجول في شوارع عدة مناطق من ولاية نعامة، تغيرا في سلوكات المواطنين الذين أخذوا يتفادون الاحتكاك والتوافد على أماكن التجمعات، كالمقاهي والفضاءات العمومية، التزاما بالاحتياطات الوقائية لمجابهة انتشار فيروس كورونا، حسبما لوحظ.

أصبح مشهد ارتداء المواطنين للكمامات والأقنعة، واستعمال التجار وأعوان الإدارات والمؤسسات العمومية والخاصة للقفازات والمحاليل المعقمة مألوفا وعاديا، وهو ما يؤكد التفاعل الإيجابي للمواطن مع هذه الاحتياطات الوقائية، وأكدته الأصداء التي جمعتها "وأج" عبر عدة جهات من الولاية. من خلال الأحاديث المتكررة بين المواطنين، نلمس أيضا تنامي الوعي لديهم وإدراكهم بخطر هذا الفيروس المستجد، وضرورة تغيير العادات والتعامل بينهم من أجل منع انتشاره، كما أن هذا التغير في التصرفات يؤكد "إدراك الجميع بالمسؤولية الفردية والجماعية الملقاة عليهم، من أجل التحلي باليقظة لمجابهة هذا الفيروس"، كما أبرزت الأخصائية النفسانية بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية لمشرية، ليلى ربحاوي.

تقول رئيسة مصلحة الطب الوقائي بالمؤسسة العمومية للصحة الجوارية الطبيبة نصيرة قمرة، "إن الوعي بين المواطنين يساعد على اتباع سلوكيات تمنع تفشي الفيروس، ويجب التعامل مع الموضوع بجدية والالتزام بالقرارات والإجراءات المتخذة المتعلقة بفيروس كورونا بوعي وفي هدوء وسكينة". من جهتها، أخذت جمعيات محلية ومتطوعين في التجاوب مع الإجراءات المتخذة، لتفادي انتشار ومكافحة الفيروس والمشاركة في مبادرات لتنسيق الجهود مع المصالح العمومية، لاسيما في مجال التطهير والتعقيم عبر مختلف الفضاءات والشوارع والأماكن العمومية، والمساهمة في نشر الوعي وتوفير المعلومات المتعلقة بجهود التوعية. اعتبر مرين مصطفى، ناشط متطوع من جمعية "سواعد الأمل" بمشرية، أن هذه المبادرات تعكس مستوى الوعي الذي يتحلى به المواطن، مع ضرورة وأهمية تضافر الجهود لمواجهة الوباء، وقد أثبت الجميع وعيه وضرورة مساهمته في مواجهة كورونا.

أشارت الخلية الولائية لليقظة والوقاية من انتشار هذا الفيروس، إلى أن الجهود ترتكز حاليا على تكثيف العمل التوعوي الموجه لفائدة المواطنين، بضرورة تجاوبهم والتزامهم بالإجراءات والتدابير المتخذة لحماية صحتهم وسلامتهم.

أوضح بيان للخلية التي تضم العديد من القطاعات العمومية والمؤسسات والهيئات، أن "الوعي الكافي بين المواطنين هذه الأيام وبشكل كبير "هو السبيل الوحيد والأمثل الذي يمكن بواسطته أن نصل إلى محاربة فيروس كوفيد 19"، وأشار إلى أنه في مقدمة التدابير التي اتخذت في الولاية، وبقرار ولائي، هي غلق كافة الفضاءات المستقطبة للنشاطات ذات الطابع الجماهيري إلى "غاية إشعار لاحق"، لا سيما الأسواق الأسبوعية والمعارض التجارية وقاعات الحفلات والسينما وقاعات الأنترنت وقاعات اللعب الخاصة بالأطفال، والحمامات والحمامات المعدنية ووقف كافة التظاهرات الرياضية والثقافية والملتقيات العلمية بمختلف بلديات الولاية.

تسهر الخلية على ضمان توفير المستلزمات الطبية الوقائية الضرورية على مستوى المؤسسات الصحية للولاية، علاوة على جاهزية الهياكل الصحية للتعامل مع تطور وضعية هذا الوباء، وكذا اتخاذ كافة التدابير الاستعجالية للتكفل بالمصابين المحتملين، وفق نفس البيان.

مصالح الشرطة بغرداية ... تواصل الحملة الوقائية

تواصل مصالح الشرطة بأمن ولاية غرداية، حملتها التوعوية الواسعة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، إذ تأتي تزامنا وحملة وطنية سطرتها المديرية العامة للأمن الوطني، تحت شعار "الوقاية هي الحل الأمثل لمواجهة كورونا"، جندت لها مختلف الوسائل وكافة مصالح الشرطة.

في هذا الشأن، تم تشكيل لجان من عناصر الشرطة مدعمة بأخصائيين وأطباء الأمن الوطني، بإشراك مختلف فعاليات المجتمع المدني، شملت العملية تدخلات ميدانية من قبل الأطباء المشرفين، لفائدة المواطنين والمسافرين، في الساحات والأماكن العمومية، المحطات البرية لنقل المسافرين، محطات الحافلات ومركبات النقل الحضري، كونها النقاط التي تشهد حركة كبيرة للمواطنين، تم خلالها تقديم الإرشادات والنصائح الطبية الضرورية والإجراءات التي وجب على المواطن، أن يتحلى بها لمواجهة عدوى انتقال هذا الفيروس، من جهة أخرى، جندت المصالح عناصرها المتمركزين على مستوى النقاط وحواجز المراقبة، بغية توزيع مطويات توعوية خاصة بهذا الفيروس.