انطلقت منذ أسبوعين حملة جني محصول المشمش في ولاية باتنة عبر بلديات دوائر نقاوس، أولاد سي سليمان، رأس العيون ومنعة  بشكل محتشم نوعا ما، رغم انتشار مساحات هائلة للبساتين المنتشرة تصل إلى 4411 هكتارا، تمثل المنتجة منها 4327 هكتارا، نظرا لقلة المنتوج هذا العام والذي بلغ حوالي 46829 طنا فقط، مقارنة بالموسم الماضي الذي شهدت فيه الغلة ارتفاعا قياسيا وصل إلى 55000 طن، حسب مصالح مديرية الفلاحة لولاية باتنة، مما جعل سعر الكيلوغرام يسجل مستوى قياسيا في سوق الجملة بلغ 100 دج و250 دج في سوق التجزئة.

وحسب مدير التعاونية الفلاحية للخدمات والتموين بنقاوس، السيد عمر بلحسن، فرغم تقلص المساحات في بعض المناطق خلال السنوات الأخيرة، فإن العديد من الفلاحين توجهوا إلى غراسة الخضر لمردوديتها العالية وكذا الزيتون في مساحات كبيرة لأنه يعود بفائدة كبيرة على المنتجين.

ورغم العوائق والتحديات فإن نقاوس التي تشتهر بهذه الفاكهة بدون منازع، أصبحت قبلة الصناعات الغذائية في مجال العصائر والمشروبات، من خلال إقامة العديد من الوحدات الصناعية بالجهة خلال السنوات الأخيرة بشكل يبعث على الارتياح، الشيء الذي يدفع سنويا أصحاب الوحدات التحويلية في مجال المصبرات والعصائر والمشروبات إلى تكثيف تواجدهم بالمنطقة مع مطلع انطلاق كل حملة،  خاصة مصنع "نقاوس للمصبرات"، إضافة إلى الوحدات الأخرى بنقاوس أو تلك المتواجدة على المستوى الوطني، لاستقطاب أكبر الكميات وتحويلها كمادة أولية واستغلالها في مختلف منتجاتها، الشيء نتج عنه انتعاش وتطور ملحوظ في هذا المجال، مما جعل أسعار النوعية الموجهة للتحويل تقفز في هذا الموسم لتصل إلى حدود 43 دج، ومنه تثمين للبعد الاقتصادي وازدهار في التنمية بالجهة وتحسين الواقع الاجتماعي للمواطن بشكل إيجابي.

،حسب رئيس جمعية منتجي المشمش لدائرة أولاد سي سليمان، السيد الحاج بن المربي وكذا الفلاحين، يبقى منتجو المشمش في هذه الولاية يتطلعون إلى اهتمام أكبر من طرف السياسة الوطنية للدولة في مجال الفلاحة بتشجيع الفلاحين على التصدير والاستمرار في الاستثمار في هذا المجال، من خلال دعم وتصنيف مادة المشمش ضمن المواد والمنتجات الفلاحية الإستراتيجية وتقديم كل التسهيلات لإقامة وحدات تختص في الصناعات التحويلية الغذائية بالولاية، من أجل تكفل أفضل بتصريف الكميات الهائلة سنويا من منتوج المشمش.