في خطوة للحفاظ على نفسية المرأة وجمالها

تقنية جديدة في جراحة الثدي المصاب بالسرطان في قسنطينة

تقنية جديدة في جراحة الثدي المصاب بالسرطان في قسنطينة
  • 729
زبير. ز زبير. ز

يراهن الأطباء على الجانب النفسي، بشكل كبير، في علاج مرض السرطان، إذ يؤكدون أن نفسية المريض لها دور كبير في الاستجابة للأدوية والعلاج في المراحل الأولى من المرض، حيث تكون نسبة الشفاء عالية، مشيرين إلى صعوبة تقبل المريضات قضية بتر الثدي عند الإصابة بورم خبيث في هذا العضو، الذي يعد من الرموز الأنثوية. 

أكد العديد من أطباء النفس، صعوبة المأمورية في إخبار المرأة بإصاباتها بسرطان الثدي، وتزداد الصعوبة عند تفشي المرض في هذا العضو وحتمية بتره، وهنا تكون الصدمة مزدوجة عند المرأة المريضة، حيث تؤكد الطبيبة لقيقط فاني، من مستشفى "شريف عبد القادر" بالمدينة الجديدة علي منجلي في قسنطينة، أن الطبيب الجراح، غالبا ما يكون في مواجهة المريضة، ويخبرها بنتائج التحاليل واللجوء إلى عملية بتر العضو، من أجل منع تفشي المرض، من عدمه.

ومن أجل زرع الأمل في نفسية النساء المصابات بمرض سرطان الثدي، طور قسم الجراحة بمستشفى "شريف عبد القادر" في علي منجلي، تقنية جديدة، من شأنها الحفاظ على ثدي المرأة وعدم بتره، في خطوة لتعزيز الجانب النفسي، الذي يعد من أهم العوامل خلال فترة العلاج، حيث أحرزت هذه التقنية تقدما كبيرا في الطب بقسنطينة، بشكل خاص والجزائر بشكل عام.

أكدت الدكتورة الجراحة ناصري صونيا، في دردشة مع "المساء"، أن هذه التقنية جديدة وتعتمد على الحفاظ على جلدة الثدي، وكذا الحلمة، وفي المقابل، نزع الغدد داخل الثدي المصاب، بما فيها الأورام الخبيثة، وقالت إن هذه التقنية تفيد بشكل كبير النساء صغيرات السن، في خطوة لزرع الأمل عند هذه الفئة وجعلها تتقبل العلاج بشكل جيد، بعد التدخل الجراحي والتأكيد للمرأة، بأن هناك حياة ستستمر بشكل عادي بعد العملية.

كشفت محدثتنا، أن العملية تعتمد على حقن مواد دهنية داخل الثدي، بدلا من الغدد التي تم استئصالها، مضيفة أن عملية زرع الدهون كدعامة للثدي، كانت تطبق من قبل في قسم الجراحة بالمستشفى الذي تعمل فيه منذ سنوات، وقالت إن الجديد في العمليات الجراحية، هو تقنية "الحفاظ على الصفيحة".

أوضحت الطبيبة الجراحة ناصري صونيا، أن العملية في الأساس، تعتمد على نزع الغدد، مع الحفاظ على الجلد والحلمة، واللجوء بعدها إلى الحقن بالدهون، التي يتم توضيبها ومعالجتها داخل قاعة العمليات، من خلال استعمال أجهزة الطرد المركزي، وقالت بأن هذه العملية تجنب الطواقم الجراحية، اللجوء إلى عمليات أخرى، كزرع الحلمة وعمليات الوشم وغيرها.

من جهتها، كشفت الطبيبة الجراحة، لقيقط فاني، أن هذه التقنية، لا يتم تطبيقها على كل النساء المريضات، حيث يتم استعمالها بشروط، من أهمها، تضيف محدثة "المساء"؛ أن يكون الورم الخبيث صغيرا ويوجد على مسافة بعيدة عن الحلمة، وأن يكون ورم واحد، غير متعدد، حتى تكون نسبة النجاح كبيرة.

أكدت الطبيبة لقيقط فاني، في تصريح لـ"المساء"، أن المصلحة التي تعمل بها، أشرفت خلال شهر أكتوبر الفارط، المتزامن مع إحياء الشهر العالمي لمكافحة سرطان الثدي، على ثلاث عمليات على نساء كن يعانين من هذا المرض، مضيفة أن النتيجة كانت جيدة، وأن العمليات نجحت بشكل كبير.

وأوضحت الدكتورة لقيقط فاني، التي تعمل ضمن فريق يضم الطبيبة ناصري صونيا، أن هذا العدد ما هو إلا البداية، حيث تم تسطير برنامج في هذا المجال، ليشمل أكبر قدر من المصابات بسرطان الثدي، من أجل الاستفادة من هذه التقنية، التي سيكون لها أثر نفسي جيد على النساء المصابات بهذه النوع من السرطان.

وحسب الطبيبة ناصري صونيا، فإن المريضات، جئن من مختلف ولايات الوطن، على غرار تبسة وعنابة، بالإضافة إلى قسنطينة، مضيفة أن العمليات الثلاث التي تم إجراؤها، كانت على امرأتين من ولاية جيجل، وامرأة من أم البواقي، وأن نسبة النجاح في هذه العمليات التي توصف بالترقيعية أو التجميلية، كانت جد عالية ومرضية بشكل كبير.