تحت شعار "تضحيات الأجداد ومستقبل الأحفاد" نظمت مصالح أمن دائرة براقي بولاية الجزائر، ندوة تاريخية ومعرضا للصور بمناسبة الذكرى الـ 61 لاندلاع الثورة التحريرية، بالتنسيق مع مكتبي منظمة المجاهدين وأبناء الشهداء وجمعية "إحياء" الثقافية والكشافة الإسلامية الجزائرية، حضرها جمع من أبناء الأسرة الثورية وتلاميذ من متوسطة الشهيد محمد بن شطارة التي احتضنت فعاليات الاحتفال.

وذكر الملازم أول فاروق بوقاقة رئيس مكتب الاتصال بأمن دائرة براقي، أن هذا النشاط يدخل في إطار العمل الجواري الذي تقوم بتفعيله مديرية الأمن الوطني، ومنه التحسيس والتوعية والتقرب من المواطن، وتجسيد مبدأ التواصل بين جيل الثورة وجيل الاستقلال، وأنه بفضل التضحيات الجسام التي قدمها شهداء ومجاهدو أمس، استرجعت الجزئر استقلالها وسيادتها. وحيا الأسرة الثورية التي حضرت الندوة، ومنهم أبناء الشهيد البطل محمد بن شطارة الذي سميت المتوسطة باسمه، والذين أكدوا أن والدهم الشهيد حارب الاستعمار لمدة عشرين سنة، ولم يستسلم حتى سقط في ساحة الشرف دفاعا عن الوطن، وكانوا خلالها يعيشون حياة تشرد وخوف، وأنهم يحمدون الله اليوم على أنهم يحيون في كنف الحرية والاستقرار، وأن مثل هذه المبادرة تُعد عرفانا للشهداء الأبرار.

كما قدّم رئيس مكتب منظمة المجاهدين بدائرة براقي كلمة، أوصى من خلالها التلاميذ الحاضرين في الندوة بأن الدور اليوم عليهم، وأن الواجب هو الاستزادة من العلم والعمل وقراء تاريخ الجزائر الزاخر بالبطولات والتضحيات، إلى جانب ممثل أبناء الشهداء، الذي ثمّن النشاط الذي تقوم به مصالح الشرطة، والذي يدخل في إطار سياسة الانفتاح والتقارب، وأن الشرطة ليست وقاية وردعا فقط، بل صارت اليوم تقوم بعمل جمعوي هام. كما ذكر ممثل "جمعية إحياء الثقافية" ببراقي التي شاركت بالعديد من اللوحات التي تحمل معلومات عن مختلف المحطات التاريخية، أن الجزائريين قاوموا، منذ البداية، الاستعمار الفرنسي، وأن الواجب اليوم على أبناء الاستقلال المقاومة أيضا باحترام القوانين، والعمل على مقاومة الجهل والانتصار عليه.

وقد أوصى المتدخلون في الندوة التاريخية التي انعقدت بمدرّج المتوسطة المذكورة؛ من مجاهدين وأبناء الشهداء وإطارت الأمن والأسرة التربوية، جيل اليوم بالاهتمام بتاريخ الوطن، الذي تم تحريره بدماء قوافل الشهداء، والسعي لنهل العلم والانتصار على الجهل، مثلما انتصر أبطال الثروة على المستعمر بقوة السلاح. للإشارة، فقد نظمت مصالح أمن دائرة براقي على هامش الندوة، معرضا للشرطة، ومنه معدات الشرطة العلمية، وتلك المستعملة في مسرح الحدث أو الجريمة لرفع القرائن المادية.