رفع سكان منطقة سيدي بنور التابعة لبلدية المعالمة بولاية الجزائر، جملة من المطالب؛ على غرار توفير الغاز الطبيعي، والنقل، والمرافق الصحية، موضحين في حديثهم إلى "المساء"، أن الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي عبد الله والذي استجاب لندائهم، شدد على ضرورة تكفل مصالحه بمختلف النقائص التي تشهدها المنطقة. سيدي بنور ببلدية المعالمة الذي يُعد من بين الأحياء السكنية الأولى المشيّدة بنطاق المدينة الجديدة لسيدي عبد الله، سكانه بعد ترحيلهم من بلدية الجزائر الوسطى إلى سكنات اجتماعية لائقة واقعة بذات المنطقة، كانوا يحلمون بحياة جديدة راقية، إلا أنهم اصطدموا بواقع مرير، تنعدم فيه أبسط أولويات العيش الكريم.

الغاز غائب في عز البرد القارس

من أهم مطالب سكان منطقة سيدي بنور، التزويد بشبكة الغاز الطبيعي، التي لا بد من توفرها، خصوصا في هذه الأيام الباردة، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى؛ على غرار  شبكتي المياه والصرف الصحي، حيث أكد السكان لـ "المساء" أن أصحاب المشاريع يتعمدون تسليم مشاريعهم بدون إنهاء أدق النقاط التي تُعد هامة في حياة المواطن اليومية؛ كحال سكان منطقة سيدي بنور، الذين اشتكوا من غياب ربط سكناتهم بشبكة الغاز الطبيعي منذ التحاقهم بها منذ أزيد من 14 سنة. وعليه جدد هؤلاء مطلبهم القار بضرورة ربط سكناتهم بهذه المادة، مشيرين إلى معاناتهم مع هذه الظاهرة، التي تجبرهم على التنقل نحو محطات البنزين؛ من أجل ملء قارورات البوتان؛ حيث تتفاقم معاناتهم حسب تصريحاتهم، خاصة في موسم الشتاء؛ إذ تتحول منازلهم إلى ثلاجات يصعب العيش فيها.

الخدمات الصحية غائبة

تحدّث سكان المنطقة، أيضا، عن الأمور الضرورية التي لا بد من توفرها حتى في القرى الصغيرة بالأرياف، والتي تتمثل في دعم المنطقة بالمرافق الصحية، والتي لا تضاهي خدماتها أي خدمة أخرى، متأسفين لعدم إدراج هذه الهياكل ضمن المشاريع السكنية، وقالوا إن غيابها يدفع ثمنه السكان، الذين يجدون في كل مرة أنفسهم، أمام حتمية البحث عن مرفق يقدم أبسط الخدمات الصحية. وذكر سكان سيدي بنور الذين يضطرون للتنقل إلى غاية مستشفى زرالدة في الحالات الصحية الاستعجالية، أن المنطقة بها قاعة علاج صغيرة جدا، لا تلبي حاجيات أكثر من ألفي نسمة من قاطني الحي، مطالبين في نفس الوقت، بإقامة مرافق صحية أخرى، فضلا عن إنجاز قاعات علاج، من شأنها رفع مشقة التنقل نحو المستشفى.

النقل والعزلة

مشكل آخر وقفت عليه "المساء"، يتمثل في غياب خدمات النقل التي أرهقت سكان منطقة سيدي بنور؛ ما فاقم من معاناتهم، وأدخلهم في عزلة شبه تامة؛ حيث راسل هؤلاء مصالح البلدية في العديد من المرات، حسب ما صرح بذلك البعض، الذين أكدوا أنهم طالبوا كثيرا بتوفير النقل، الذي يكاد يكون منعدما؛ ما دفع بهم إلى الاستنجاد بخدمات سيارات الأجرة غير الشرعية "كلونديستان"، المعروفة باستغلال الفرص من أجل استنزاف جيوب المواطنين، وعليه يطالب سكان سيدي بنور بالتدخل السريع من طرف السلطات، لتوفير النقل، وانتشالهم من عزلتهم.

مقاطعة سيدي عبد الله تتحرك

بالمقابل، شددت الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لسيدي عبد الله، على ضرورة التكفل بشتى النقائص التي سجلتها منطقة سيدي بنور؛ حيث وجّهت جملة من التعليمات لإطارات مقاطعتها، تقضي بضرورة التكفل بمختلف النقائص؛ على غرار تزويد المنطقة بالغاز الطبيعي، وتهيئة المرافق الجوارية الصحية، وتهيئة المحيط الخارجي، على غرار شبكة الطرقات، والإنارة الخارجية، وحتى النقل، وتهيئة المساحات الخضراء، وكذا الفضاءات الجوارية الرياضية، والترفيهية والثقافية، فضلا عن الفضاءات التجارية الجوارية. وأُعطيت تعليمات للمدير المنتدب، تفيد بتزويد المنطقة بالغاز الطبيعي. كما تم تكليف المدير المنتدب للطاقة بالتنسيق مع مدير شركة توزيع الكهرباء والغاز، برفع التحفظات، مع تسهيل مهمة المقاولة المكلفة بالإنجاز. وفي ما يخص ترميم قاعة العلاج، أمر الوالي بالإسراع بالإجراءات الإدارية المتعلقة بترميم قاعة العلاج. كما واصلت بالنسبة لتهيئة الطريق، وإصلاح شبكة الإنارة. وتم تكليف مصالح هيئة المدينة الجديدة، ببعث المشروع من جهة، وتكليف المدير المنتدب للتسيير الحضري، بإعادة النظر في مشكلة الإنارة العمومية من جهة أخرى.

وبخصوص النقل وفك العزلة عن المنطقة، وُجهت مراسلة إلى مديرية النقل؛ قصد برمجة خطوط النقل الحضري، ودراسة إمكانية تهيئة الطريق المؤدي إلى محطة القطار بالتنسيق مع المديرية الفرعية للأشغال العمومية، وتهيئة المساحات الخضراء. وستبرمَج حملة واسعة النطاق بالتنسيق مع مصالح بلدية المعالمة والمؤسسة العمومية الولائية، لتهيئة المساحات. وبالنسبة للمرافق الجوارية الرياضية والترفيهية والثقافية، أُنجز ملعبان جواريان، مع إعادة تهيئة المنتزه. كما تم تكليف المدير المنتدب للشباب والرياضة، بتشخيص حالة المرافق الرياضية المتواجدة على مستوى المنطقة، ودراسة إمكانية إعادة بعثها من جديد. وعن الفضاءات التجارية، سيتم إفادة لجنة مختلطة للتنقل على مستوى السوق الجواري، والوقوف على الوضعية الحالية لهذا المرفق.