نتيجة غياب الصيانة والمتابعة الدورية لها

تعطل حاويات النفايات الأرضية بحسين داي

تعطل حاويات النفايات الأرضية بحسين داي
  • القراءات: 458
زهية. ش زهية. ش

عرفت تجربة حاويات النفايات الأرضية التي وضعتها السلطات المحلية، انطلاقا من حسين داي كبلدية نموذجية منذ أكثر من 5 سنوات، فشلا في العديد من الأحياء التي استفادت منها، نتيجة غياب الصيانة والمتابعة الدورية، التي جعلت تلك الحاويات هيكلا بدون روح، وتحولت إلى مصدر إزعاج، بالنظر إلى رمي النفايات عشوائيا بالقرب منها.

وقد شرعت السلطات المحلية في تنصيب حاويات مدفونة تحت الأرض سنة 2018، في بعض الأحياء ببلدية حسين داي، كتجربة نموذجية لمعرفة مدى فعالية هذا المشروع، قبل تعميمه على باقي بلديات العاصمة، غير أن العملية لم تسجل نجاحا ملحوظا، مثلما لوحظ في الميدان، حيث توقف العمل بالعديد من الحاويات المنصبة، التي بإمكانها جمع كمية كبيرة من القمامة وتنهي مشكل الرمي العشوائي وتشويه المحيط. وأوضحت بعض المصادر، على علاقة بملف جمع النفايات بالعاصمة لـ"المساء"، أن سبب توقيف العمل بتلك الحاويات، راجع إلى تعطلها وعدم صيانتها، بسبب انتهاء مدة العقد المبرم بين البلدية والمؤسسة المكلفة بالصيانة، حيث تبقى مهملة، رغم التكاليف الباهظة التي سخرت لتنصيبها في عدة أحياء.    

يعود هذا الوضع لعدة عوامل، منها سوء الاستعمال والتخريب، وتعرض أخرى للتحطيم، مما دفع بالمواطنين إلى العودة للرمي العشوائي للنفايات بالقرب من تلك الحاويات، في منظر تشمئز له الأنفس، ويطرح علامة استفهام لكل من يمر بالمنطقة، خاصة أن الهدف منها كان الحفاظ على نظافة المحيط وإعطاء صورة لائقة لأحياء العاصمة. ورغم أن تجربة الحاويات الأرضية، تعتبر من أفضل الطرق لرمي وحمل النفايات حفاظا على البيئة ونظافة المحيط، إلا أن السلطات المحلية لم تعط لها الاهتمام اللازم، من خلال التدخل السريع لصيانها، خاصة أنها أثبتت فعاليتها، حيث تحمل الأكياس ويتم وضعها مباشرة داخل تلك الحاوية بعد فتحها، على أن يسير الكيس باتجاه أرضي داخل حاوية بحجم كبير، ثم تقوم شاحنة النفايات التابعة لمؤسسة النظافة لولاية الجزائر "نات كوم" باسترجاع تلك النفايات الأرضية، وحملها باتجاه المفرغة العمومية، تجنبا للقمامة التي ترمى بمواقع الحاويات العادية، فضلا عن تجنب انتشار الحشرات الضارة، خاصة البعوض في فصل الحر.

وعبر بعض سكان حسين داي لـ"المساء"، عن خيبة أملهم من هذه التجربة التي لم تحظ بالمتابعة من السلطات المعنية، رغم أنها لقيت استحسان أغلبهم، حيث توقف العمل بهذه الحاويات نظرا للعطب الذي أصابها، فضلا عن تحطم البعض الآخر، ما أعاد صور النفايات المبعثرة من جديد، خاصة أن البعض يضع نفاياته قرب الحاويات ولا يكلف نفسه برميها داخلها، وكأن نظافة المحيط لا تعنيه. وحسب بعض المقيمين بحسين داي، فإن تعطل هذه الحاويات راجع إلى استغلالها بشكل خاطئ، وإدخال فيها أكياس بحجم كبير، لا يستوعبه حجم الحاوية، في حين ذكر اخرون أن الإهمال من طرف المصالح التقنية للبلدية أدى إلى تعطلها دون إعادة إصلاحها، كما أن المتابعة الدورية لمثل هذه التقنية تعد ضرورية للحفاظ عليها، للتخفيف من انتشار النفايات، خاصة على مستوى حسين داي التي تسجل تدهورا كبيرا في وضعها البيئي، رغم أنها كانت الأولى التي استفادت من الحاويات المدفونة بكل من أحياء عميروش، البحر والشمس، بروسات، وغيرها من الأحياء.