الدكتور عبد القادر بن بلقاسم لـ"المساء":

تطوير أصناف جديدة من الحبوب ذات المردود العالي

تطوير أصناف جديدة من الحبوب ذات المردود العالي
  • 33
زبير. ز زبير. ز

❊ مشروع لإنتاج الكسكسي انطلاقا من الأصناف الجديدة

يواصل المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي، تطوير أصناف جديدة من الحبوب؛ حتى تتماشى مع التغيّرات المناخية من جهة، وتقدّم مردودا عاليا من جهة أخرى؛ في خطوة لتحسين إنتاج الحبوب بالجزائر ضمن السياسة الشاملة التي تبنّتها الدولة؛ قصد الدفع بالفلاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وجعلها مصدرا من مصادر جلب العملة الصعبة.

أكّد الدكتور عبد القادر بن بلقاسم الباحث في المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي، لـ"المساء"، أنّ هناك العديد من البحوث التي تناولت تطوير الحبوب وعلى رأسها القمح بنوعيه الصلب واللين، والشعير والتريتيكال العلفي؛ حيث تم التوصل إلى أصناف جديدة تم تتبُّعها منذ حوالي 5 سنوات، والمصادقة عليها من قبل المركز الوطني لمراقبة الحبوب والشتائل، وتصديقها؛ من أجل استغلالها من طرف الفلاحين في زراعة الحبوب لتحسين الإنتاج.

وحسب الباحث، فإنّ المعهد طوّر 13 صنفا في الحبوب الأكثر استهلاكا، مضيفا أنّه طوّر في القمح 9 أصناف، منها 4 في القمح الصلب، تم العمل عليها من قبل المختصين والباحثين؛ حيث قدم أصناف مولات الدار، وأولاد مصطفى، وبني مستينة ونوميديا، في حين تم تطوير 5 أصناف في القمح اللين مصدر الفرينة. وقُدّمت أصناف على غرار الهاشمية، ونيف النسر.

وتحدّث الدكتور بن بلقاسم عن تطوير 4 أصناف من الشيقم أو ما يُعرف محليا بـ"التريتيكال"، الذي بات مطلوبا من عدد كبير من الفلاحين، خاصة بالجنوب؛ على غرار ولاية وادي سوف، مضيفا أنّ هذه الحبوب الناتجة عن تصالب بين القمح والشيلم، يتم زراعتها في جنوب الجزائر؛ من أجل توفير العلف للحيوانات، وبذلك معالجة مشكل نقص العلف.

وحسب الباحث، فإنّ النتائج كانت باهرة جدّا لهذه الأصناف الجديدة، خاصة أنّ هذه الأصناف تتأقلم مع المناخ المحلي، وربما هي أحسن من الأصناف القديمة بالنظر إلى المردودية. وتحدّث عن مردود يصل إلى 80 قنطارا في الهكتار إذا ما تم احترام المسار التقني، وكان الموسم جيدا من حيث تساقط الأمطار، مطالبا الفلاحين بالاعتماد على الطرق الحديثة، والتأقلم مع الجفاف ونقص الماء؛ من أجل توفير مردود جيّد.

كما كشف الدكتور بن بلقاسم عن مشروع طوّره المعهد، من خلال استغلال الأصناف الجديدة في القمح، لتقديم أحد أهم الأطباق في الجزائر إنتاج أحسن كسكسي، مضيفا أنّ كلّ نوع من الأنواع التي تم ذكرها سابقا، تم وضع الكسكسي الخاص به. وقال إنّ هناك نوعا من الكسكسي الجديد تم الخلط فيه بين القمح والشعير لإنتاج النوع المعروف في الأوساط المحلية، بـ«بومغلوت"، مع إنتاج، كذلك، كسكس من الشعير الصافي.

وتحمل هذه الأصناف خصوصيات ممتازة، خاصة في الجانب الصحي، والمحافظة على صحة الإنسان من أمراض السكري وأمراض القلب، في انتظار تعميمها على المطاحن لإنتاج الكسكسي. وقال إنّ هذه الأصناف غنية بالبروتينات. وعند طحنها تكون لديها قيمة غذائية كبيرة خاصة إذا تم الاحتفاظ بمادة "النخالة" ، الناتجة عن طحن قشرة الحبوب.

ويعمل المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي على التعريف بهذه الأصناف الجديدة عند الفلاحين؛ حتى تكثر زراعتها، وتوفيرها للجزائريين للحفاظ على الصحة، خاصة أن هذه الأصناف ناتجة عن تزاوج أصناف محلية في شكل البدي، والهدبة، والعجيني، والبليوني، والتي يتم المحافظة عليها بشكل كبير، خاصة أنها تُعد كنزا محليا، وجب صونه، وحفظه.