المستشفى العسكري الجهوي الجامعي بوهران

تطور كبير.. ومسار احترافي ومتميّز

تطور كبير.. ومسار احترافي ومتميّز
  • القراءات: 996
  رضوان. ق رضوان. ق

يشهد المستشفى العسكري الجهوي الجامعي بوهران، تطورا كبيرا في مجال التكفل الطبي، والعلاجي بالمرضى في مختلف التخصصات الطبية، باستخدام أحدث التقنيات العلمية والتكنولوجية المتطورة، ووضع برنامج تكفل طبي، يعتمد على نظرية الفرق الطبية متعددة التخصصات، التي تمكنت في ظرف وجيز، من الانتقال بالعلاج والتكفل الطبي، إلى مستويات راقية، وهي تجربة رائدة وناجحة ضمن مسار الاحترافي، والتميز في مجال الطب وإجراء عمليات جراحية نادرة ودقيقة، تُستخدم لأول مرة بالجزائر والعالم العربي، وشمال إفريقيا، بما يضمن تنفيذ برنامج التطور الذي تعرفه مؤسسة الجيش الوطني الشعبي نحو الاحترافية والتميزنظمت إدارة المستشفى العسكري الجهوي بوهران، نهاية الأسبوع المنصرم، زيارة إعلامية إلى المستشفى، قادت إعلاميين لمختلف مصالح هذا الهيكل الطبي، الذي يعرف تقدما هاما في التكفل الصحي، والتوجه نحو الاحترافية التي تبنتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي.

وكشف المدير العام للمستشفى العسكري الجهوي، العميد البروفيسور بلكحل صلاح الدين، في كلمة ألقاها بالمناسبة، كشف عن أهمية التواصل والتعريف بمهام المؤسسة، موضحا: "درجة الاحترافية والامتياز التي بلغها الجيش الوطني الشعبي، يفرض علينا كهيكل صحي وتكويني، التركيز على جانب التواصل مع المواطن، من خلال وسائل الإعلام، التي تلعب دورا رياديا في إيصال الصورة الحقيقية والموضوعية للمؤسسة العسكرية، تماشيا مع توجيهات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، وقناعتها بضرورة تعزيز رابطة "جيش-أمة". وأوضح المدير العام لهذه المؤسسة الاستشفائية، أن "التركيز على المجهودات المبذولة في الميدان، يقوم، أولا، على التكفل الطبي؛ من خلال تحسين ظروف استقبال المرضى، وتهيئة الظروف البسيكولوجية اللازمة للاستفادة من العلاج، وإيلاء أهمية قصوى النظافة الاستشفائية، ورفع مستوى التكفل الطبي الجراحي، وتقليص آجاله"، مشيرا في هذا السياق، إلى "إنشاء مجموعات عمل خاصة بالتكفل بعلاج معظم الأمراض، وتحديد مسار خاص ومضبوط، إلى جانب تفعيل النشاطات الاستشفائية الجامعية، والفحوصات الطبية، والتدخلات الجراحية".

6257 عملية جراحية و173 ألف فحص متخصّص سنويا

وبلغة الأرقام الهامة التي تجسد المجهودات المبذولة من قبل المؤسسة الاستشفائية وبالموازاة مع التكفل بالمصابين بوباء كورونا "كوفيد 19"، كشف العميد المدير العام للمؤسسة الاستشفائية عن تسجيل 6257 عملية جراحية، و28 ألف استشفاء، إلى جانب 173 ألف فخص متخصص، و907 ألف كشف وظيفيوأكد مسؤول هذه المؤسسة الصحية أنه تم التوجه كذلك، نحو تجديد وعصرنة تجهيزات المنشآت والمعدات الطبية الجراحية، لمواكبة ما يشهده المجال الطبي من تطورات وتقنيات حديثة، لتقديم خدمات نوعية، وضمان تكفل أنجع بالمرضى، وإنشاء أقطاب تميز في التخصصات الطبية. كما يقوم المستشفى بالتغطية الطبية المتخصصة على مستوى مختلف النواحي العسكرية، لاسيما المناطق الجنوبية المعزولة، مبرزا أن المستشفى يضم 377 سرير، حيث أصبح بالإمكان بفضل إطلاق برنامج التكفل السريع بالمرضى، التكفل بعدد كبير منهم، من خلال الوصول إلى 450 مريض يوميا. كما يضم هذا الهيكل الصحي 11 قاعة جراحة، و30 مصلحة طبية جراحية، إضافة إلى مركز مجاور للفحوصات المتخصصة.

مجموعات طبية متخصصة للتكفل السريع والدقيق بالمرضى

لجأت إدارة المستشفى، ضمن خطة عمل مضبوطة منذ سنة 2018، إلى استحداث نظام عمل يخص مجموعات طبية متعددة التخصصات، تتكفل بعدة أمراض خطيرة ومعقدة، وتقوم بعمليات جراحية، توفر سرعة التدخل، ودقة التشخيص، ضمن مسارات خاصة لمعظم الأمراض على غرار السكتة الدماغية، والجلطة القلبية، والسرطان، والسكري والرعاية التلطيفيةوبدورها، كشفت العقيد دحموش فازية المكلفة بالعلاجات التلطيفية بالمستشفى، أن مبادرة المجموعات الطبية أصبحت فعالة جدا في التشخيص والمرافقة الطبية، والتوجيه العيادي، حيث تضم المجموعة 11 عضوا بين أطباء أخصائيين في مختلف التخصصات الطبية، وأخصائيين نفسانيين، ومعالج فيزيائي، ومختص في التغذية. ويوفر تواجد كل هؤلاء المختصين ضمن المجموعة، الوقت، والتشخيص الحقيقي للمريض، خاصة بالنسبة للمرضى، الذين يتم استقبالهم من المجموعة، والذين يقدر عددهم بـ 80 مريضا.

كما تُعد مجموعة الجلطة الدموية، حسب العقيد دهيم فتحي المكلف بمجموعة تجلط الدم بالمستشفى العسكري بوهران، إحدى أهم المجموعات التي يمكن تدخّلها لإنقاذ الأرواح  وتفادي الإصابة بالتعقيدات والإعاقة، وربح الوقت، والتشخيص الدقيق ضمن برتوكول موحد، يبدأ منذ أول ساعة لوصول المريض إلى المستشفى. كما تكفلت مجموعة الجلطات الدماغية، حسب الطبيب بلموسات فريد، بما مجموعه 244 حالة في 3 سنوات، والذي أكد أنها ارتفعت بسبب الإصابة بوباء "كوفيد 19"، حيث إن أغلب المصابين بالجلطة الدماغية، أصيبوا بالوباء.

كما كانت لـ "المساء" خلال الجولة الاستطلاعية التي نُظمت بالمستشفى رفقة إطارات المؤسسة الاستشفائية، وقفة بجناح السكري، الذي يضم، هو الآخر، مجموعة الأطباء من مختلف التخصصات، إذ كشف البروفيسور شملي مراد عضو المجموعة، أن تطور مرض السكري، وارتفاع عدد حالات الإصابة، وتأخر التشخيص لدى بعض المرضى، يتسبب في داء الرجل السكرية، الذي تصاحبه تعقيدات صحية أخرى، تتطلب تدخّل أطباء من مختلف التخصصات لتقديم الاستشارة الطبية وتوجيه المريض، موضحا أن الهدف من إنشاء هذه المجموعة، هو السعي للحد من تطور المرض، وتفادي مرحلة بتر الرجل، حيث تمكن الفريق وبفضل طريقة العمل بالمسار المعتمد ـ حسب المتحدث ـ من تحقيق نتائج هامة في مجال التكفل والوقاية بالمصابين بهذا المرض المزمن.

كما تتجه مجموعة مرضى السرطان التي تضم عدة خبراء ضمن نفس المسعى - حسب البروفيسور عدنان دنيا - للتكفل الجيد والدقيق بالمصابين، والتحكم في عملية التشخيص والتوجيه، وضبط المواعيد الطبية ومواعيد الأشعة الكيماوية والعلاج الكيميائي، حيث أكدت أن بفضل عمل المجموعة المتناسق، سُجل تراجع مدة التكفل والتشخيص للمصابين من 5 أشهر إلى نحو أسبوعين، وهو توقيت قياسي في مجال التكفل بمرضى السرطان، إلى جانب إنشاء وحدة متخصصة في علاج ومتابعة سرطان الثدي، والتي قامت بمتابعة 201 حالة خلال العام الماضي.

الجراحة بالمنظار لـ "الفتقالأولى عربيّا

وقفت "المساء" خلال هذه الزيارة، على تقنية فريدة من نوعها تُعد الأولى على المستوى العربي وشمال إفريقيا، والخاصة بجراحة المنظار للفتق، وهي تقنية استُعملت لأول مرة شهر سبتمبر 2020، وخضع لها إلى غاية اليوم 5 أشخاص، بعد أن تلقّى المقدم زاتير سفيان "طبيب بالمستشفى العسكري"، تكوينا متخصصا في الولايات المتحدة الأمريكية، ليكون أول عربي يستفيد من تكوين في هذا النوع من الجراحة، أوضح أن هذه التقنية الجديدة تعتمد على جراحة دقيقة للأشخاص، الذين سبق لهم الخضوع لعمليات جراحية على مستوى البطن، غير أن تعقّد حالتهم الصحية يتطلب إجراء عملية حراجية أخرى بنفس المكانولتفادي إعادة فتح نفس المنطقة والتسبب في تشوهات، يتم اعتماد هذه الطريقة، التي تجنّب المريض فتح الجرح، كما تجنّبه البقاء في المستشفى لمدة أسبوع، إذ يمكنه المغادرة بعد يوم واحد من إجراء العملية، وهي توفر الكثير من الوقت خاصة للعسكريين الناشطين، من خلال ضمان عودتهم للعمل في ظرف قياسي، وبصحة جيدة.

كما تعرف مصلحة التشريح الباطني  تقدما كبيرا في مجال المساعدة التحليلية للخلايا لصالح مختلف المصالح الاستشفائية بالمستشفى، حيث أوضح العقيد مجامعية ميلود رئيس المصلحة، أن هذه الأخيرة استفادت من جهاز "ميكروسكوب" حديث خاص بتشريح الخزاعة الكلوية، وهي التقنية الوحيدة على مستوى غرب البلاد، التي تمكن من تحديد مختلف أنواع الأمراض التي تصيب الكلى بدقة كبيرة، وتفادي التوجه نحو غسل الكلى بفضل النتائج التي يقدمها الميكرسكوب، كما أن نتائجه تعد استباقية لتفادي تعقيدات الإصابة بسرطان الكلى.

107 عملية لزرع الكلى و41 عملية لزرع النخاع الشوكي

يُعد المخبر المركزي للمستشفى العسكري الجهوي بوهران، القلب النابض لمختلف المصالح الاستشفائية بالنظر إلى ما يقدمه من تحاليل دقيقة وفي ظرف قياسي، بفضل التجهيزات التي يتوفر عليها، خاصة مع ظهور وباء كورونا، حيث يقوم المخبر حاليا وعلى ضوء ارتفاع عدد الحالات المشبوهة، بنحو 150 تحليل لعينات "كوفيد 19" عن طريق تقنية "بي سي أر"، حسب العقيد بلمهدي لحسن رئيس المصلحة، الذي أكد توفر المخبر على جميع التجهيزات الحديثة في مجال التحاليل الطبية المختلفةكما تُعد مصلحة أمراض الكلى من المصالح الفعالة التي تقدم نتائج هامة في مجال التكفل الطبي بالمرضى.

وحسب العقيد ترقو السعيد، فإن المصلحة تمكنت منذ سنة 2010 إلى غاية سنة 2019، من إجراء 107 عملية لزرع الكلى، والتي تمت بفضل تبرعات بين الأقارب، فيما تم تجميد العمليات، حاليا، بسبب وباء كوروناوقد تم عرض حال شخصين استفادا من زرع الكلى بفضل تبرّع من أقاربهما، واللذين كانا يخضعان لعمليات تصفية الدم لسنوات. وبفضل عملية الزرع تمكنا من التوقف عن عملية غسل الكلى، والعيش بشكل طبيعي، مع مرافقتهما، ومتابعتهما دوريا من قبل أطباء المصلحةكما يتوفر المستشفى على مصلحة أمرض الدم، التي حققت، هي الأخرى، إنجازات هامة في مجال التكفل الطبي بالمرضى والنصابينوحسب المقدم بغداد سمير، فإن تقنية زرع الخلايا الجذعية مكنت من استعادة الكثير من المرضى عافيتهم بفضل العمليات الجراحية، حيت تم في هذا الإطار، إجراء 41 عملية لزرع الخلايا الجذعية بنجاح تام مند سنة 2014، وهي العملية التي سيتم الرفع منها، وتوسيعها مستقبلا.