الشروع في إنجاز أول مصنع للأدوية ببوتليليس (وهران)

تشجيع الاستثمار عوض الاستيراد

تشجيع الاستثمار عوض الاستيراد
  • القراءات: 733
 ج.الجيلالي ج.الجيلالي
 استفادت جمعية تضامن الصيادلة الخواص بولاية وهران في الآونة الأخيرة، من قطعة أرضية مساحتها 5 آلاف متر مربع على مستوى المنطقة الصناعية الجديدة ببلدية بوتليليس؛ من أجل إنجاز مصنع للأدوية، وذلك بمبادرة نقابة الصيادلة ومرافقة السلطات المحلية للولاية.
 تأتي هذه الخطوة للقضاء النسبي على ندرة العديد من الأدوية التي تسجلها الكثير من الصيدليات والتي يفتقدها الكثير من المرضى، خاصة المصابين بالأمراض المزمنة من كبار السن والأطفال على حد سواء.
 وحسب تصريح رئيسة جمعية تضامن الصيادلة السيدة معيزيز نور الهدى لـ "المساء"، فإن قرار منع استيراد الكثير من الأدوية أظهر أن السوق الجزائرية تفتقد إلى 380 دواء، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفتح المجال للكثير من الخواص والمهتمين بالاستثمار في مجال صناعة الأدوية، لخوض غمار هذه التجربة الإنسانية قبل أن تكون تجارية.
وفي هذا الشأن، ذكرت المتحدثة أن قرار منع استيراد عدد من الأدوية منذ 2009 تَسبب في ظهور أزمة ندرة الكثير من الأدوية، بسبب عدم مرافقة القرار بضرورة إنشاء مخابر ومصانع إنتاج، إلا أن القرار بدأ يؤتي ثماره من خلال الانطلاق الفعلي لـ14 مخبرا في إنتاج العقاقير، وكذا تمكن مخبر "الكندي" على سبيل المثال، من إنتاج ما لا يقل عن 101 نوع من الأدوية بعد أقل من عامين من شروعه في العمل، بينما تمكن مصنع "صانوفي" هو الآخر، من إنتاج 280 نوعا  من الأدوية، في الوقت الذي توفر مؤسسة "صيدال" 319 نوعا  من الأدوية، إلى جانب إنتاج 13 مخبرا آخر لما يعادل 700 نوع من الأدوية الجنيسة، وهو الأمر الذي يساهم، بشكل فعال، في التقليل من نسبة التبعية للمخابر الأجنبية في مجال استيراد الأدوية المكلفة للخزينة العمومية الكثير من الأموال بالعملة الصعبة، والتي من المفروض توجيهها إلى ميادين أخرى في مجالات البحث وغيرها.
وفي هذا المجال، تعترف السيدة معيزيز نور الهدى بأن الوزارة اتخذت قرارا شجاعا بمنعها من استيراد كافة أنواع الأدوية الممكن إنتاجها محليا، وهو ما فتح المجال واسعا أمام الاستثمار المحلي الذي بدأ يتحقق في الميدان؛ من خلال فتح قريبا مصنعين جديدين لمؤسسة "صيدال"، في الوقت الذي أودع 20 مستثمرا خاصا ملفاتهم على مستوى الوزارة الوصية؛ من أجل إنجاز مصانع إنتاج الأدوية، فيما يوجد 14 مخبرا فقط ناشطة في مجال صناعة الأدوية، تغطي ما نسبته 60 بالمائة من الاحتياجات الوطنية؛ الأمر الذي يفسر الندرة في بعض الأدوية، التي من الممكن التغلب عليها ومعالجتها بعد تجسيد مختلف المشاريع الإنتاجية، كما هي حال المصنع الجديد الذي سيتم إنجازه في المنطقة الصناعية ببوتليليس.
وفي هذا الإطار، تطالب السيدة نور الهدى معيزيز كافة المتعاملين في مجال الاستثمار في الأدوية، بتنويع الإنتاج من أجل حل أزمة الندرة وعدم الاكتفاء بإنتاج أنواع معيّنة دون الأخرى، مع أخذ في الاعتبار الاحتياجات الوطنية، وبالتالي العمل والسعي لربح معركة التنمية المحلية؛ من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي والتوجه إلى التصدير بدل الاستيراد.