السوق الجواري لبلدية بودواو (بومرداس)

تراجع كبير في أسعار الخضر، والسردين بـ200 دج

تراجع كبير في أسعار الخضر، والسردين بـ200 دج
  • القراءات: 1247
حنان.س حنان.س

إنهارت أسعار مختلف الخضر والفواكه واللحوم البيضاء بسوق بودواو بولاية بومرداس، لتصل إلى أدنى مستوياتها حتى أضحى معها المثل الشعبي القائل «الرخا يدّهش» حقيقة ملموسة. فالسردين الذي لامس عتبة الألف دينار قبيل أشهر كان بالأمس معروضا بـ200 دينار.

متوسط 15 دينارا إلى 40 دينارا هي أسعار مختلف أنواع الخضر الطازجة أمس، بالسوق الجواري لبلدية بودواو، بينما تراوحت أسعار الفواكه الموسمية ما بين 50 و90 دينارا لاسيما بالنسبة للمشمش والخوخ والبرقوق، ونزلت أسعار الدجاج إلى 250 دينار للكلغ، بعدما وصلت في أول يوم من رمضان إلى 300 دينار. كما تراجعت أيضا أسعار البيض لتصل حدود 250دج «للبلاطو»، بينما الانهيار القياسي كان من نصيب السردين الذي عرض بسعر 200 دينار. وهو الذي قفز إلى حدود الألف دينار خلال أسابيع قليلة قبل شهر الصيام، ما جعل المستهلكين يندهشون للسعر المعروض ويقبلون على شرائه ولسان حالهم يردد «اليوم ماشي كل يوم». ويرجع البائع هذا التراجع في سعر السردين لوفرة الصيد بفضل التحسن الكبير للطقس.

التجار ممن تحدثوا إلى «المساء» أمس، عزوا التراجع الكبير للأسعار إلى الوفرة الملحوظة لمختلف الخضر والفواكه الموسمية، بعد وفرة التساقط موسم الأمطار الأخير دون تسجيل كوارث طبيعية ومنه الثلوج أو الفيضانات أو حتى الجفاف، ما أثر إيجابا على وفرة مختلف الخضر والفواكه في موسمها وتزويد مختلف الأسواق بدون انقطاع.

استقرار الاستهلاك عامل ساهم هو الآخر إيجابا في تراجع الأسعار ما دون الخمسين دينارا لجل الخضر بعد انقضاء الأسبوع الأول من رمضان، ما يعني أن المستهلك أضحى يدرك حقيقة الأثر الإيجابي لسياسة ترشيد الاستهلاك، التي لطالما نادت بها جمعيات حماية المستهلك. ويرى آخرون أن استقدام سلع من ولايات الهضاب العليا والجنوب ومنه فاكهة الدلاع الذي جلب من المنيعة وعرض أمس بـ50 دج للكلغ، عامل آخر أثر على تراجع الأسعار واستقرارها بما لم تعرفه السوق الجزائرية طيلة سنوات. 

وشهد السوق الجواري لبودواو، توافدا كبيرا للمستهلكين ممن اقتنوا مستلزماتهم بأريحية كبيرة، حيث أكدت مواطنة كانت بصدد اقتناء مستلزمات مطبخها، بقولها إنها تشتري بأريحية غير مسبوقة دون الاضطرار للتضحية بشيء من أجل آخر، مفيدة بأن «رمضان الجاري يصح فيه حقيقة القول إنه رمضان الخير والبركة»، بينما لم يجد مواطن آخر إلا التعبير بقوله «الرخا يدهش»، وهو نفس ما أشار إليه مواطن آخر قال بالكلمة الواحدة «كول يا الزوالي»، ليضيف «بلادنا فيها الخير لو فقط ينسى بعض التجار السلوكات السلبية لاسيما المضاربة».

وبالمثل، شهدت أسواق الألبسة الجاهزة والأحذية المصنعة محليا، استقرارا في الأسعار هي الأخرى، حيث توافدت العائلات على المحلات الكثيرة لمدينة بودواو لشراء كسوة العيد لأبنائها. والملاحظ أن أطقما للبنات والبنين الأقل من ست سنوات عرضت بأقل من 2000 دج، بينما لاحظنا عرض فساتين للبنات في نفس الفئة العمرية بـ800 دينار وبنوعية جيدة، كما أن نفس الوفرة تقابلها كثرة الاختيار في الأحذية لكل الأعمار، سجلت أيضا ارتياحا لدى العائلات، ليصح بذلك القول عن الأسواق الشعبية لرمضان 1438 أنها مثال ملموس للرحمة والتضامن.