التجار يغتنمون لهفة المواطن ويغذون الإشاعات

تذبذب في توزيع المواد واسعة الاستهلاك بقسنطينة

تذبذب في توزيع المواد واسعة الاستهلاك بقسنطينة
  • القراءات: 655
زبير. ز زبير. ز

تعرف بعض المواد الغذائية الأساسية، نقصا فادحا في المحلات والأسواق بقسنطينة، وصل أحيانا إلى الندرة في بعض المناطق، مما جعل المواطن بعاصمة الشرق، يتساءل عن الجهات التي تقف وراء هذا الأمر، ويتخوف من هذه الندرة والتذبذب في التوزيع، على بعد أسابيع قليلة من حلول شهر رمضان المبارك.

شهدت مادة زيت المائدة، سواء الصفائح من حجم 5 لترات أو من أحجام أقل، على غرار 2 لتر و1 لتر، غيابا شبه تام في رفوف المحلات التجارية أو في المساحات التجارية الكبرى، رغم أنها كانت متوفرة بشكل كاف منذ أيام فقط، وهو ما أدخل الزبون في حالة "اللهفة"، حيث بات أي محل تجاري يعرض هذه المادة، يسجل إقبالا كبيرا بحثا عن هذه المادة الغذائية، مهما كانت كميتها.

أقلق هذا الأمر المواطن القسنطيني كثيرا، حيث شكل عائقا أمام محلات الأكل السريع، التي تستعمل الزيت بشكل يومي، لتلبية طلبات زبائنها، خاصة المحلات التي تعتمد على البطاطا المقلية في وجبتها أو تلك التي تصنع "البيتزا"، بمختلف أنواعها، حيث أكد عدد من أصحاب هذه المحلات لـ«المساء"، أنهم يعانون الأمرين من أجل الظفر بكمية قليلة من زيت المائدة، في ظل الارتفاع الكبير لسعر مادة السمن، التي كانت تعوض فيما سبق مادة الزيت.

من جهتهم، وجه عدد كبير من سكان الولاية، أصابع الاتهام في اختفاء مادة الزيت من رفوف المحلات التجارية، وحتى من عند أصحاب محلات البيع بالجملة، خلال الأيام الفارطة، إلى الإقبال الكبير على هذه المادة من بعض التجار، الذين يحضِّرون لصنع الحلويات التقليدية خلال شهر رمضان المقبل، وعلى رأسها " الزلابية"، التي تحتاج كميات كبيرة من الزيت من أجل قليها.

مادة أخرى عرفت نقصا كبيرا في السوق المحلية بولاية قسنطينة، ويتعلق الأمر بمادة السميد، من مختلف الأوزان، حتى أن هناك من التجار الجشعين، الذين اغتنموا هذا الأمر لرفع أسعار هذه المادة، بعدما حددوا ثمن الكيس بوزن 10 كلغ بـ650 دينار، رغم أنه كان لا يتعدى سابقا 400 دينار، والكيس من وزن 25 كلغ بسعر 1200 دينار، وهو المقنن بـ1000 دينار.

كما ساهم الإقبال الكبير على اقتناء مادة السميد، في المدة الأخيرة، وسط تسرب أخبار بقرب نفاذه من السوق، في إحداث حالة هستيرية بين بعض الزبائن، وهو الأمر الذي وقفت عليه "المساء"، بأحد نقاط البيع ببلدية حامة بوزيان، حيث ومع وصول شاحنة كبيرة ذات مقطورة، محملة بالسميد، كان التواجد كبيرا للزبائن، إذ تم تفريغ الشاحنة وبيع السميد على قارعة الطريق دون انتظار إدخال السلعة إلى المحل.

كما يشتكي المواطن بولاية قسنطينة، عبر مختلف البلديات، من النقص الكبير في مادة حليب الأكياس، المدعم من قبل الدولة، حيث بات اقتناء كيسين أو حتى كيس واحد من الحليب حلم العديد من أرباب العائلات، خاصة أن هذه المادة أصبحت تنفذ منذ الساعات الأولى من الصباح، ولم يجد لها الزبائن أي تفسير، مؤكدين أن أزمة الحليب، بدأت منذ أكثر من شهر وهم متخوفون من أن تستمر هذه الأزمة خلال شهر رمضان المقبل، حيث يكثر الطلب على هذه المادة، لتحضير مختلف الأطباق أو تناولها في السحور مع التمر والخبز.

من جهتها، أرجعت مديرية التجارة بولاية قسنطينة، التي تسخر العديد من فرق الرقابة للتجول يوميا في الأسواق، الندرة في المواد الأساسية، إلى بعض السلوكيات من قبل الزبائن، معتبرين أن الإشاعة ساهمت في نمو الطلب بشكل رهيب على حساب العرض، مما جعل هذه المواد تختفي في وقت قياسي، وطمأنت المديرية المواطنين بتوفر كميات كافية، سواء من الزيت أو السميد، خاصة أن الإنتاج لم ينقص خلال هذه المدة، وأن الحل هو في عقلنة الاستهلاك وعدم إدخار كميات كبيرة من السميد أو الزيت، وبذلك إحداث اضطراب في السوق.