وهران

تدابير ميدانية للوقاية من داء "الكوليرا"

تدابير ميدانية للوقاية من داء "الكوليرا"
  • القراءات: 1403

شرعت ولاية وهران، منذ بداية الأسبوع، في تنفيذ مخطّط خاص احتياطي لمحاربة تفشي وباء "الكوليرا"، وذلك بعد التعليمات التي أصدرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية الخاصة بالتجنّد الشامل لمنع انتشار الوباء.

أشرف والي وهران، مولود شريفي، على اجتماع تنسيقي حضره ممثلو مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات والهيئات التنفيذية المعنية وعلى رأسها مصالح مديرية الري والتجارة، حيث أكّد ممثل مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بوبكر جيلالي، أنّ كلّ الإجراءات الخاصة بعمليات التكفل في حالة اكتشاف حالات قد تم اتخاذها، منذ أسبوع، مباشرة بعد الإعلان عن أولى الحالات بالولايات التي عرفت انتشار المرض، وذلك من خلال مراسلة كامل المستشفيات والعيادات العمومية والخاصة، بشأن التدابير الخاصة بالتعامل مع الحالات المشكوك فيها والإبلاغ عنها، خلال نفس اليوم، مع توزيع مطويات ولقاحات على بعض العيادات الواقعة بالمناطق النائية التي تبقى عرضة لانتشار الداء أمام وجود بعض النقاط السوداء التي وجب القضاء عليها، كما أكد المتحدث أن ولاية وهران تبقى عرضة لظهور حالات مماثلة.

وكشف ممثل مديرية الصحة عن الشروع في تجهيز 110 أسرة لعزل المرضى في حال تسجيل حالات مؤكدة، فضلا عن وضع هيكل إضافي لاستقبال المرضى في حالة وجود حالات تتجاوز الـ100 شخص من خلال تحويل مستشفى "حي الصنوبر" الذي يتوفّر على 120 سريرا إلى مركز استقبال وعزل الحالات المرضية، مؤكّدا أنّ كل الظروف قد هيئت في انتظار تطبيق إجراءات أخرى ميدانية خاصة بالنظافة ومراقبة منابع المياه والآبار التي يتزود منها السكان لمنع أي طارئ إلى جانب محلات الأكل السريع والأسواق الشعبية.

من جانبه، أمر الوالي بضرورة تجنّد جميع الفاعلين وعلى كامل المستويات من خلال العمل على متابعة الملف من طرف لجنة تنسيقية وإخطار كل الجهات في حالة وجود حالات مشكوك فيها وعدم التكتم على المعلومات قصد التدخل السريع، مضيفا أنّ البلديات مطالبة بتنظيم حملات تنظيف واسعة النطاق وغلق كل الآبار غير المطابقة والمرخصة، وتوقيف نشاط بائعي مياه الصهاريج غير الحائزين على الشهادة الصحية مع إعادة النظر في التصريحات والشهادات الحالية الممنوحة، ومراقبة الصهاريج المنتشرة بالشوارع من خلال تفعيل نشاط المكاتب البلدية للنظافة.

وللعمل على المزيد من التدابير، أصدر الوالي قرارا سيطبق بدءا من اليوم، يفرض على كل عمال المطاعم ومحلات الأكل السريع لبس القفازات وهو القرار الذي ستتم متابعته بالتنسيق مع عدة هيئات مكلفة بمتابعة سير تطبيق جميع التدابير الوقائية.

من جانبه، طمأن مدير شركة توزيع المياه والتطهير "سيور" الحضور بشأن نظافة المياه الموزعة مؤكدا أنها تخضع للمراقبة الدورية والتحاليل المنصوص عليها والتي تجلب من عدة ينابيع، فضلا عن المضخات ومناطق التخزين وعبر القنوات وفق تدابير خاصة منصوص عليها وقد تم خلال العام الماضي رفع مليون عينة والتي أخضعت للتحاليل المخبرية والعملية تبقى متواصلة بشكل منظم، يضيف المتحدث.

بسبب قطع مياه الحنفيات ... سكان أرض شباط يقطعون الطريق

أقدم سكان منطقة أرض شباط بحي الصنوبر الشعبي بوهران على غلق الطريق الرئيسي احتجاجا على انقطاع مياه الشرب عن الحنفيات منذ أشهر، في وقت حذر فيه السكان من مشكل تسرب مياه الصرف الصحي من القناة الرئيسية وتجاور قنوات توزيع ماء الشرب.

حسب السكان المحتجين، فإنّ خروجهم للشارع جاء بعد محاولات طويلة واتصالات مع مسؤولي شركة توزيع المياه والتطهير "سيور"، حيث يعد المسؤولون السكان في كل مرة بالتدخل وحلّ مشكل انقطاع مياه الشرب عن الحنفيات، لكن الواقع يثبت عكس ذلك، وأضاف المواطنون، أنّ مشكل انقطاع المياه أثّر على حياتهم اليومية، حيث يلجأون لشراء صهاريج الماء غير المراقبة والتي تشكّل خطرا على صحتهم، كما أكّدوا أنّ مشكلا آخر يعاني منه المواطنون بالمنطقة متعلّق بتسرب مياه الصرف نحو شبكة مياه الشرب.

حيث يظهر بالعين المجردة وجود مياه ملوّثة تصبّ مباشرة بقنوات مياه الشرب، فضلا عن الروائح الكريهة التي تنتشر بالمنطقة وأكّد المواطنون أنّ نفس المشكل طرح على مسؤولي شركة "سيور" للتدخل غير أن المشكل بقي على حاله.

من جانبه، قام رئيس دائرة وهران، مراد رحموني، بزيارة موقع الاحتجاج ليلا ووقف على معاناة السكان بحضور ممثلي شركة "سيور" ومندوب منطقة سيدي الهواري ومدير المقاطعة، وأكّد رئيس الدائرة التكفّل بشكل نهائي بمشكل التزود بمياه الشرب من خلال مساعدة شركة "سيور" على إعادة ربط السكان بمورد مائي آخر، مطالبا السكان بفتح الطريق وعدم اللجوء لقطع الطريق للمطالبة بحقوق مشروعة.

في وقت أكد فيه ممثل شركة "سيور" أنّ المشكل المطروح على مستوى القناة هو وجود حالات قرصنة أدت إلى تقليص كميات المياه والضغط على الخزانات ومحطات الضخ التي تتعطل دوريا بسبب الضغط حيث تستهلك المنطقة لوحدها 12 ألف متر مكعب يوميا، في وقت تحتاج فيه المنطقة لـ3 آلاف متر مكعب فقط.

وأضاف المتحدث أنّ مشكلا آخر يطرح على الشركة، يتعلق بوجود قنوات تمّ تحطيمها خلال عمليات الهدم الأخيرة وهي القنوات التي برمجت إعادة إصلاحها ضمن برنامج استثماري للشركة، ما يتطلب غلافا ماليا كبيرا، وهو المشروع الذي سينجز لاحقا، كما وعد المتحدث بالتدخل وربط السكان بالقناة الموجودة والتي تمد منطقة "لاسيتي" بماء الشرب في انتظار حل المشكل نهائيا.