تعليمات ولاية الجزائر تجسد في الميدان

تدابير استباقية لحماية العاصمة من سيول الخريف

تدابير استباقية لحماية العاصمة من سيول الخريف
  • 225
استطلاع: نسيمة زيداني استطلاع: نسيمة زيداني

❊ ولاة منتدبون ورؤساء بلديات في الميدان  

❊ سرقة أغطية البالوعات تتواصل

❊  تعليمات لإزالة النقاط السوداء دون توقف  

❊ تكثيف عمليات تهيئة الوديان وتنظيفها

أمرت مصالح ولاية الجزائر، الولاة، باتخاذ التدابير الاستباقية، للوقاية والحد من مخاطر الفيضانات الناجمة عن التقلبات الجوية، بحلول فصل الخريف، بتفعيل الآليات الوقائية العملياتية، للتقليل من حدة هذه المخاطر على المستوى المحلي، من خلال الالتزام بأهم التعليمات، أهمها مضاعفة العمل القطاعي المشترك للوقاية من آثار الفيضانات، والتحيين المستمر لمخططات إزالة النقاط السوداء لشبكات صرف مياه الأمطار والمفارغ العشوائية، وتكثيف العمليات المتعلقة بتهيئة الوديان وتنظيفها، إلى جانب تسريع وتيرة إنجاز وتهيئة وصيانة منشآت حماية التجمعات السكانية، وتحليل وتقييم التقلبات الجوية، ووضع آليات للإنذار المبكر، مع وضع جرد شامل للوسائل المادية واللوجستية اللازمة، لتنفيذ عمليات التدخل، وفق نظام يقظة، لضمان تكفل فوري وفعال خلال التدخلات الاستعجالية.

من بين أهم الإجراءات، حسبما أكدته مصالح الولاية لـ«المساء"، التحيين المستمر للنقاط السوداء لشبكات صرف مياه الأمطار، التحيين المستمر كذلك لمواقع النقاط السوداء للمفارغ العشوائية للنفايات، ومضاعفة العمليات المتعلقة بتهيئة الوديان وتنظيفها، إلى جانب التسريع في وتيرة العمليات المتعلقة بإنجاز وتهيئة وصيانة منشآت حماية التجمعات السكانية والهياكل العمومية، من الفيضانات، لذا، يتعين تكليف مصالح البلديات والمصالح المختصة، لاسيما الأشغال العمومية، بالشروع في اتخاذ التدابير اللازمة.

كما دعت مصالح الولاية، إلى تحيين المخططات الولائية والبلدية، لتعزيز نظام اليقظة والمداومة على مستوى المصالح التقنية، لضمان التكفل الفوري والفعال بالتدخلات الاستعجالية، بالاضافة إلى مضاعفة الجهود وضمان أكبر مستوى من التنسيق، تعزيزا للعمل القطاعي المشترك، من أجل الوقاية من هذه المخاطر، والحد من آثارها السلبية.

بلديات شرعت في تنفيذ مخططاتها أواخر أوت

لاحظت "المساء"، خلال جولتها بمختلف بلديات العاصمة، أن السلطات المحلية انطلقت في تجسيد الإجراءات الاستباقية، تحسبا لأي تقلبات جوية محتملة، مع بداية الخريف، والمتميزة بتساقط مفاجئ وغزير للأمطار، يفوق المعدلات الموسمية، مما ينجم عنه سيول جارفة وفيضانات، جراء انسداد البالوعات وقنوات تصريف المياه.

وقد تلقى الولاة، تعليمات تقضي بضرورة القيام بعمليات تأطيرية على المستوى المحلي، تطبيقا للمحاور الكبرى للسياسة الوطنية للوقاية من الأخطار الكبرى، على غرار تحليل التقلبات الجوية على مستوى الإقليم المحلي خلال السنوات الأخيرة، ودراسة خصائصها وتأثيرها، بما يسمح بوضع آليات الإنذار المبكر، وكذا إحصاء دقيق للموارد البشرية المعنية بتسيير ومتابعة آثار التقلبات الجوية، وجرد الوسائل المادية الضرورية، بالإضافة إلى تموين المواطنين بالمواد الضرورية، علاوة على التحيين المستمر للمخططات الولائية والبلدية، لتنظيم الإسعافات.

كما لاحظت، عبر مختلف المقاطعات الإدارية، على غرار الحراش والجزائر الوسطى وبئر توتة، انطلاق العديد من البلديات في حملات تنظيف كبرى للمحيط، ورفع القمامة وتنظيف بالوعات المياه، عبر ضخ المياه فيها، لتسريح القنوات، ونزع الأتربة منها، ما يسمح بامتصاص وجريان مياه الأمطار المرتقبة فيها بشكل يسمح بتفادي تشكل البرك، كما جرت عمليات تنظيف الأرصفة والمجاري الإسمنتية على حافة الطرقات.

وخصصت البلديات عتادها بالكامل، لتنفيذ حملات تنظيف، سمحت برفع أطنان من القمامة، وتنظيف قنوات الصرف الصحي، والإستعداد الجيد لموسم الأمطار.

رؤساء البلديات في الميدان

اتخذت ولاية العاصمة، إجراءات استباقية، تحسبا لاستقبال فصل الخريف، حيث رافق هذه الحملة رؤساء الدوائر والمجالس الشعبية البلدية، بالتنسيق مع مديري الموارد المائية والأشغال العمومية والبيئة والمؤسسات الولائية والبلدية للنظافة، المتمثلة في ديوان التطهير و«الجزائرية للمياه"، والمساحات الخضراء، من خلال تسخـير كل الوسائل المادية والبشرية لإنجاح العملية، التي أشـركت فيها أيضا، فعاليات المجتمع المدني ومختلف الجمعيات.

وشدد والي العاصمة، محمد عبد النور رابحي، خلال اجتماع عقد مؤخرا، بمقر الولاية، خُصص لدراسة التحضيرات والترتيبات المختلفة، الموجهة للتحضير لموسم الخريف، والوقاية من التقلبات الجوية، على تطبيق تعليمة وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، الداعية إلى الشروع في تنفيذ مخططات العمل الاستباقي، لتفادي الآثار السلبية لأمطار الخريف.

وطالب، من خلال تعليمات أسداها للمعنيين، بمباشرة التدخل على مستوى كل النقاط السوداء المحصاة من طرف البلديات، بتنظيف البالوعات والمجمعات المائية وقنوات الربط الخاصة بها، وجهر الأودية والشعاب، وإجلاء المخلفات الناتجة عنها إلى الأماكن المخصصة لذلك، إلى جانب تنظيف ورفع المخلفات المرمية بصفة عشوائية، على مستوى الأحياء، وبالقرب من نقاط تصريف المياه، خصوصا النفايات الهامدة، مع تنقية وتنظيف حواف الطرق ونزع الحشائش وتقليم الأشجار المتواجدة على مستواها، ورفع كل المخلفات إلى الأماكن المخصصة لها، والتأكد من جاهزية الإمكانيات المادية والبشرية المخصصة للتدخل، في حال تسجيل حدوث فيضانات وإحصائها.

الأشغال على قدم وساق

لاحظت "المساء"، عملية تنظيف وتنقية البالوعات داخل نفق "أول ماي" ونفق "أديس أبابا" بقلب العاصمة، نفس الشيء ببلدية الرويبة، من خلال إطلاق عمليات صيانة وتطهير مختلف البالوعات، تجنبا لأي فيضانات قد تحدث، كما باشر أعوان النظافة والتطهير، التابعين لبلدية عين طاية، حملة تنظيف واسعة للبالوعات والمجاري المائية وقنوات الصرف، وقد مست هذه العملية، الطرق الرئيسية، في إطار التحضير لفصل الخريف.

أجمع مسؤولو البلديات عبر صفحات "الفايسبوك"، على أن مصالحه تتحرك دوما بشكل استباقي، وتسارع في مباشرة أشغال صيانة وتهيئة وتنظيف جميع البالوعات المتواجدة بالبلديات، مؤكدين أن تهيئة أحياء البلديات ورفع القمامات، خاصة من مجاري المياه، وفتح البالوعات، يجعلها آمنة ومستعدة لأي خطر محتمل، جراء التساقط الغزير لأمطار الخريف، والتي تكون مفاجئة غالبا، مشيرين إلى أن من أهم العراقيل التي تواجه عمال البلدية؛ سرقة أغطية البالوعات.

جمعيات المجتمع المدني تشارك

بدورها، أطلقت جمعيات المجتمع المدني، نداءات عديدة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، من أجل الاستعداد للتغيرات المناخية المرتقبة، حيث تشهد العديد من المناطق، تساقط أمطار غزيرة، معتبرة أن هذه الظاهرة أصبحت تتكرر كل سنة، لذلك يجب أخذ الحذر والمساهمة في عدم رمي القمامات داخل البالوعات.

سرقة البالوعات... إلى متى؟

في نفس السياق، تشتكي العديد من بلديات العاصمة، من مشكل انسداد البالوعات، الذي يساهم في حدوث الفيضانات، مع تساقط الأمطار، حيث يعمد بعض الأفراد بتصرفاتهم الخاطئة بشكل كبير، في وقوع حالات تجمع المياه بالعديد من النقاط، وتسربها على الطوابق الأرضية، كرمي مخلفات البناء، وهو ما يجعل مصالح البلديات تقوم، بالتعاون مع مؤسسة تطهير وصيانة الطرق "أسروت"، برفع درجة الحيطة والحذر قبيل فصل الشتاء، عن طريق تنقية بالوعات صرف مياه الأمطار.

وقد لاحظت "المساء"، في عدة بلديات بالعاصمة، استمرار هذه العملية، فيما انتهت العديد من البلديات منها، كبلدية باب الزوار التي ذكر سكانها، أنها انتهت من تنقية أزيد من 600 بالوعة، لمنع تجمع المياه، كما تشرف العملية على الانتهاء في بلدية الكاليتوس، حيث لاحظنا أعوان "أسروت" يقومون بتنقية البالوعات، مثلما وقفنا عليه بحي "500 مسكن".

من جهة أخرى، يطرح بعض السكان، مشكل سرقة الأغطية المعدنية للبالوعات، حيث أوضحوا أن هذه الظاهرة تؤثر كثيرا على عملية صرف مياه الأمطار، خاصة عندما تمتلئ بالردوم والأتربة، بالتالي تصعب عملية تنقيتها، وقد لاحظنا ببلدية بوروبة، مثلا، أن عددا هائلا من البالوعات المتواجدة بعدة محاور طرقية خالية من الأغطية، حيث تتواجد بوادي أوشايح، مثلا، بالوعات عميقة، مفتوحة على كل المخاطر.

ولا تقتصر ظاهرة سرقة أغطية البالوعات بالطرق البلدية فقط، بل تعدتها إلى الطرق السريعة، وفي هذا الصدد، أوضح بعض المواطنين، أن سارقي أغطية البالوعات، صاروا يتفننون في السطو على هذه الممتلكات العمومية، فمنهم من يستغل مركبات نفعية مغطاة، يتم إحداث فوهة كبيرة بحجم البالوعة في أسفل المركبة، التي يتم ركنها على مستواها، متظاهرين بإصلاحها، ليقوموا برفعها من الداخل، دون أن يتفطن لهم أحد، وللتخفيف من هذه الظاهرة، تقوم مديرية الأشغال العمومية على مستوى الطرق التابعة لها، بتلحيم الأغطية في مكانها، لمنع الاستيلاء عليها.

يبقى مشكل نقص التحسيس غياب الردع، من أكبر العوائق التي تحول دون تكوين مواطن يتحلى بالوعي الحضاري والحس المدني، ويشارك بصفة مباشرة، في تسيير المحيط والحفاظ على وجه المدن.

للإشارة، وجهت السلطات الولائية للجزائر العاصمة، تعليمة صارمة لرؤساء البلديات، من أجل الشروع في تجسيد مخطط تطهير البالوعات والأودية، وتفادي خطر الفيضانات، قبل حلول موسم الخريف القادم، حيث أمر والي العاصمة، محمد رابحي، بالحرص على اتخاذ التدابير الفورية والاستعجالية، للوقاية من أخطار التقلبات الجوية، (تنقية البالوعات والوديان لتسريح مجاري المياه) قبل حلول فصل الخريف القادم، علما أن بعض البلديات سارعت إلى اتخاذ إجراءات استباقية، لتفادي خطر التقلبات الجوية.

وقد أمر والي العاصمة، الولاة المنتدبين بمختلف المقاطعات الإدارية، باحترام التعليمة التي تتضمن الوقاية والحماية من أخطار الفيضانات، والعمل على برمجة عمليات استدراكية واستعجالية للنظافة، وتهيئة المحيط على مستوى بلديات المقاطعة الإدارية.