ندرة بعض المواد الاستهلاكية بعنابة

تخوف من عودة الغلق والإشاعة تلهب الأسعار

تخوف من عودة الغلق والإشاعة تلهب الأسعار
  • القراءات: 838
 سميرة عوام سميرة عوام

يعيش هذه الأيام، الشارع العنابي، حالة من القلق والحيرة، بعد أن أعلنت وزارة الصحة عن ظهور إصابات جديدة بالسلالة الثانية من وباء "كوفيد 19"، حيث أبدى الكثير من المواطنين الذين صادفناهم بساحة "الثورة"، أو على مستوى الكورنيش العنابي، تخوفا كبيرا من العودة إلى الحجر الصحي وغلق المساجد. وحسب هؤلاء، فقد تنفسوا بعد عودة الحياة الطبيعية من جديد في الولاية، ورفع الحجر الكلي عليها، والتخلص من الروتين الذي لازمهم العام الماضي، حيث حرموا من الخروج إلى الحدائق والمساحات الخضراء، وحتى قطع صلة الرحم بسبب هذا الوباء القاتل.

من جهة أخرى، لاحظنا تراخ من حيث تواصل احترام مسافة التباعد، إلى جانب تدافع الناس في الطوابير الطويلة، كما سجلنا عدم ارتداء الكمامة من طرف الكثير من المواطنين في الحافلات، أو عند الذهاب إلى فروع استخراج الوثائق، وحتى عند سحب الأموال من موزعات البريد والموصلات.

خوف وقلق.. بعد ظهور السلالة الجديدة

أجمع نصف سكان عنابة، على أن همهم في الوقت الراهن، هو إبقاء  كل شيء مفتوح أمام المواطن، وعدم العودة إلى الحجر الصحي الذي أثر على نفسية أبنائهم، وتسبب في تضييق حرية الناس. وحسب خالتي زبيدة، التي وجدناها في السوق المغطاة بمدينة عنابة، كانت تضع كمامة، وهي تقتني بعض المشتريات، فإن العودة إلى الحجر الصحي لا يعتبر حلا، خاصة بعد توقف المؤسسات عن العمل، وغلق أخرى، ناهيك عن التسريح العشوائي للعمال، بسبب هذه الجائحة التي كانت وراء زيادة نسبة الفقر والبطالة، لتضيف أن الحجر الصحي أثر على نفسيتها خلال الفترة الماضية، وقد دعت كل سكان عنابة إلى احترام إجراءات الحجر الصحي، وعدم التخلي عن الكمامة، لأنها ضرورية جدا، لاحتواء الوضع الوبائي. غيرنا الوجهة نحو عمي جمال الجزار، في العقد السادس، كان يبدو عليه الخوف من إعادة غلق المحلات، وتكبده لخسائر أخرى، مثل التي سبقتها، خاصة أن كراء محل وسط المدينة أمر صعب جدا، بسبب الغلاء، كل هذا ينعكس حسب نفس المتحدث، على جيوب ذوي الدخل الضعيف. وقد اعتبر الإشاعات في الشارع كالنار في الهشيم، زادت من خوف ورعب الكثير من الناس.

إشاعات عودة الحجر الصحي تتسبب في ندرة الزيت والسكر

تسببت مؤخرا، الإشاعات المنتشرة في ولاية عنابة وما جاورها، بالعودة إلى الحجر الصحي، بعد الإعلان عن ظهور سلالة ثانية، في ندرة حادة في مادة الزيت، حيث تسبب إقبال المواطنين على محلات بيع المواد الغذائية في اقتناء كميات هائلة من مواد الزيت، وحتى السكر، وهو ما أثر على كفتي الطلب والعرض. وخلال تنقلنا إلى العديد من المحلات، وجدناها فارغة من المواد الأساسية، خاصة الزيت والسكر والحليب. الندرة زادت في التهاب أسعار المواد، وقد بلغ سعر الزيت من حجم 5 لترات 1000 دينار جزائري بعنابة، فيما قفز السكر إلى 200 دينار، والأسعار ستلتهب، حسب الزبائن، مع اقتراب شهر رمضان، خاصة في المدن الكبرى، وعنابة واحدة منهم.

إقبال ضعيف على المراكز الصحية

لا يختلف اثنان في المقارنة بين إقبال عشرات المواطنين على المحلات للبحث عن الزيت، بالإقبال الضعيف للمواطن على العيادات أو حتى المراكز الصحية، من أجل تسجيل أسمائهم تحضيرا لاستكمال عملية التلقيح ضد الوباء، وهو ما لاحظناه خلال ترددنا على بعض العيادات وحتى قاعات العلاج، وحسب بعض ممثلي القطاع الصحي بعنابة، فإن الإقبال مازال ضعيفا، مقارنة بالحملات التحسيسية والخرجات الميدانية، لتحسيس كبار السن والمرضى بأهمية التلقيح ضد وباء كورونا، خاصة مع ظهور السلالة الثانية، وتستمر خرجات ممثلي الصحة، من أطباء وممرضين، إلى الشارع لإنجاح العملية. وعليه، يبقى على مديرية الصحة والإعلام، وحتى المساجد، التكاتف لتوسيع الحملات التحسيسية، واحتواء هذا الوباء.

الهلال الأحمر والجمعيات تواصل توزيع الكمامات

لا تزال حملة تحسيس المواطنين ضد خطورة الوضع الصحي مستمرة، حيث يقبل يوميا ممثلو الهلال الأحمر وجمعيات أخرى، على توزيع عدد من الكمامات على المواطن العنابي، خاصة على الواقفين في الطوابير الطويلة أمام مراكز البريد، في ظل استمرار نقص السيولة، إلى جانب تحسيس الناس بوجود الوباء، رغم رفع الحجر الصحي على ولاية عنابة. لكن خلال جولتنا داخل شوارع المدينة، وزيارتنا إلى بعض البلديات القريبة من مدينة عنابة، لاحظنا تراخ كبير، في حين أن ما يثير قلق المواطن؛ العودة إلى الحجر الصحي وغلق المقاهي والمساجد، خاصة مع اقتراب شهر رمضان الكريم.

فيما يخص ندرة المواد الأساسية، فقد أرجعها بعض ممثلي مديرية التجارة بعنابة، إلى لهفة المواطن وإقباله على شراء كميات هائلة من المواد الاستهلاكية، وهو ما يتسبب في خلل وتوازن بين العرض والطلب، وتزيد مثل هذه الأزمة مع اقتراب كل مناسبة، أو انتشار إشاعات تزيد من التهاب الأسعار من طرف المضاربين، فيما قررت في هذا الصدد، مديرية التجارة نشر فرق المراقبة وقمع الغش لمواجهة ندرة بعض المواد في السوق، رغم توفر كميات هائلة منها.

 


 

تحضيرات مسبقة لإنجاح موسم الاصطياف بعنابة البيئة والصيانة والأمن والإجراءات الوقائية أولوية

عقد مؤخرا، المجلس الشعبي البلدي بعنابة، جلسة خاصة ضمت اللجنة المختصة بتحضير موسم الاصطياف، مع وضع برنامج مدعم بالإجراءات والتدابير اللازمة لحماية المصطافين من فيروس "كوفيد 19" المستجد.

ضم اللقاء كل رؤساء القطاع الحضري بعنابة، حيث ناقشوا فيه مخطط العمل الخاص بموسم الاصطياف2021، كما تم تقديم عرض مفصل حول النقائص المسجلة في قطاع التهيئة وتجديد شبكات الصرف الصحي، مع توفير الماء في المراحيض، إلى جانب المرشات، ولم يغفل المشاركون في هذا اللقاء، الحديث عن التسربات المائية التي تكثر خلال فصل الصيف، وهو ما يزيد من انتشار الحشرات السامة، خاصة البعوض الذي يعد هاجسا طالما أرق المسؤولين في ولاية عنابة. فيما أكد رئيس بلدية عنابة، في هذا الشأن، على ضرورة متابعة ملف الإنارة العمومية على طول الشريط الساحلي، مع توفير تغطية كاملة لكل الأحياء، وكذا المساحات العمومية. حسب المنتخبين المشاركين في هذا الاجتماع، سيتم إعداد برامج مشتركة بين كل القطاعات الفاعلة، لتنشيط الفضاء الثقافي والترفيهي، مع تكثيف اللقاءات مع المختصين في قطاع السياحة، للتعريف بالمنتوج والتراث العنابي وتقديم صورة مميزة عن مدينة عنابة. بالنسبة لقطاع الصحة، سيتم حسب الحاضرين، التنسيق مع لجان الصحة وتطبيق البروتوكول الصحي الخاص بالحد من تفشي فيروس "كوفيد 19"، بالإضافة إلى تسطير برامج مراقبة دورية للمحلات التجارية ومراقبة مياه الشرب، مع تعزيز الأمن، لمواجهة كل مظاهر السرقات والاعتداءات، بالإضافة إلى تجهيز مراكز الحراسة الخاصة بالشرطة والحماية المدنية على مستوى الشواطئ. 

البيئة كانت حاضرة بقوة خلال اللقاء الذي جميع "المير" بمنتخبيه، حيث سيتم في هذا الشأن، وضع خطة عمل مشتركة مع مؤسسة "عنابة نظيفة" لتطهير وتنظيف كل الأحياء، والتجمعات السكنية والشواطئ، وحتى الحدائق العمومية والطرقات، للقضاء على الرمي العشوائي للقمامة والنفايات المنزلية، مع توزيع مطويات خاصة بالحفاظ على الشواطئ، كما سيتم تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية، لمواجهة السلالة الثانية من "كورونا"، مع ضرورة التكفل بكل النقائص ورفع كل التحفظات المسجلة في السنوات الماضية، وتقديم الحلول الناجعة. للإشارة، ستعقد لقاءات أخرى مع كل شركاء القطاع السياحي والبيئة، لإنجاح موسم الاصطياف القادم في عنابة.