احتضنت قاعة المحاضرات الكبرى بجامعة تلمسان، حفل تخرُّج الدفعة التـاسعة للمعهد الإفريقي لعلوم الطاقة والمياه، بما في ذلك التغيرات المناخية (PAUWES) برسم السنة الجامعية 2024- 2025.

وأشرف الوالي يوسف بشلاوي على مراسيم تخرّج الدفعة المتخرجة التي تتكون من 82 طالبا يمثلون 36 دولة إفريقية، زاولوا دراستهم لمدة سنتين، والتي تُوجت بشهادة ماستر في 4 تخصصات. وهي هندسة المياه وسياسة المياه، وهندسة الطاقة وسياسة الطاقة، الى جانب مدير جامعة تلمسان، البروفيسور مراد مغاشو، ومدير جامعة عموم إفريقيا، الأستاذ الدكتور جون كوليدياتي، إلى جانب سفـير دولة زيمبابوي، وعدد من ممثلي السفارات الإفريقية، ونائب رئيس الجامعة الإفريقية بولاني أكي لولو، وممثلة برنامج التعاون مع الجامعة الإفريقية منى أحمد، ومدير المعهد الإفريقي، والأسرة الجامعية، وعمداء الكليات، ومديري المعاهد والمدارس العليا، وكوكبة من الشخصيات الأكاديمية والعلمية.

وفي كلمته بالمناسبة، أعرب مدير جامعة تلمسان الأستاذ مراد مغاشو، عن سعادته البالغة بهذه المناسبة، مشددا على المكانة التي يحتلها معهد PAUWES ضمن المشهد الأكاديمي في الجامعة، والدور الريادي الذي يلعبه في تكوين نخبة إفريقية مؤهلة في مجالات استراتيجية، مثل إدارة الموارد المائية، والطاقات المتجددة، والتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن هذه التخصصات أضحت من أولويات التنمية الشاملة.

ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور جون كوليدياتي، رئيس جامعة عموم إفريقيا، في كلمته، أن حفل التخرج لا يمثل نهاية مسار، بل هو بداية جديدة لمسيرة علمية ومهنية واعـدة، مشددا على أن تجربة الطلبة في معهد PAUWES لم تكن، فقط، أكاديمية، بل إنسانية وثقافية بامتياز، حيث اختبروا قيم التعايش والتعاون والعمل الجماعي في بيئة متعددة الثقافات واللغات، منـوّها، في السياق، بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها السلطات العمومية في تقديم كل التسهيلات والدعم للطلبة الأفارقة، من أجل مزاولة دراستهم بالجزائر، فـضـلا عما تقـدّمه جامعة تلمسان من مرافقة لهم في إنجاز البحوث العلمية، والتربصات، والتكفل بهم على مستوى مختلف الإقامات الجامعية؛ باعتبار هؤلاء الطلبة سيشكلون دعامة معرفية لبلدانهم في مجال تطوير قدراتها المحلية ضمن الميادين التي تخصصوا فيها.

كما عـبّـر مدير المعهد البروفيسور عبد اللطيف زرقة، عن فخره بهذه الدفعة الجديدة، مشيرا إلى أن ما يميز طلبة المعهد ليس، فقط، مستواهم العلمي، بل التزامهم بقضايا القارة، ووعـيهم بالدور الذي ينتظرهم، مضيفا أن هؤلاء الطلبة أجروا بحوثا علمية لتحضير رسائل الماجستير، تناولت مواضيع هندسة وحوكمة المياه، والطاقات المتجددة، والتغيرات المناخية، فضلا عن إجرائهم تربصات في أزيد من 20 بلدا إفريقـيا طيلة مسار دراستهم، ما شجع طلبة آخرين على إيداع ملفاتهم للدراسة بهذا المرفق التعليمي خلال الموسم الجامعي المقبل، حيث يُرتقـب التحاق 60 طالبا جديدا بالمعهد خلال جوان المقبل، من بينهم طالب من الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

وحمل حـفـل التخرج، أيضا، بعـدا علميا وإنسانيا، تنوّعت فقـرات برنامجـه، حيث تم تقـديم عروض لأفضل مذكرة ماستر لسنة 2025 بإشراف الأستاذ البروفيسور بوجـنان توفيق، ليتبع ذلك بفيديو لأهم النشاطات الثقافية والرياضية لطلبة المعهد، ثم عرض فني، عبّر عن التعدد الثقافي الذي يحتضنه المعهد. تلاه إعلان نتائج مسابقة أفضل مذكرة، ثم فيديو يوثّق مشاركة الطلبة في فعاليات دولية وإفريقية.

للإشارة، يُعـد المعهد الإفريقي للمياه والطاقات المتجددة والتغيرات المناخية، أحد المعاهد الخمسة التي قرر الاتحاد الإفريقي إنشاءها على مستوى القارة، حيث تتوزع الأخرى على الكاميرون، ونيجيريا، وجنوب إفريقـيا، ومصر. وتخص مجالات العلوم الفضائية، وعمران المدينة، والتسيير، والطاقة. وشـهـد منذ افـتـتاحه سنة 2014 بجامعة "أبي بكر بلقايد" بتلمسان، تخرّج 655 طالب من 45 بلدا إفريقـيّا.