بسبب قلة معاصر الزيتون بولاية وهران

تحويل نصف منتوج هذا الموسم إلى زيتون المائدة

تحويل نصف منتوج هذا الموسم إلى زيتون المائدة
  • 751
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

وجد الكثير من المزارعين المتخصصين في شعبة زيت الزيتون في ولاية وهران، أنفسهم، مجبرين على تحويل منتوجهم عن وجهته الأصلية التي هي الزيت، إلى وجهة استهلاكية أخرى تتمثل في زيتون المائدة المطلوب بكثرة من طرف العديد من ربات البيوت الجزائرية، خوفا من فساد المنتوج بسبب قلة المعاصر المتخصصة في المنطقة.

في هذا الإطار، أكد عدد كبير من المستثمرين في مجال شعبة الزيتون، أنه لا توجد في ولاية وهران كلها إلا خمس معاصر لا تفي بالغرض المطلوب، الأمر الذي يفرض على المعنيين التفكير في العمل على إيجاد البدائل، في وقت يؤكد عدد منهم أنهم لا يملكون الإمكانيات الكافية للاستثمار في معاصر الزيتون، لأن ذلك يتطلب أموالا وعقارا. وهو الأمر الذي يصعب الحصول عليه كثيرا، لاسيما أن الأوعية الخاصة بالاستثمار الصناعي في هذا المجال قليلة جدا مقارنة بالاحتياجات الكثيرة المعبر عنها لدى المصالح المختصة بالولاية.

حسب الكثير من المختصين في الاستثمار في شعبة الزيتون، فبمجرد جني الزيتون وعدم عصره في وقت قصير، فإن لونه يتغير بشكل عادي، وهو ما أجبر الكثير من الفلاحين على اللجوء إلى تحويل المنتوج من  إنتاج الزيت إلى زيتون المائدة، تخفيفا للضرر المادي الذي قد يصيب الفلاح والمحصول على حد سواء.

في هذا السياق، يؤكد الكثير من المزارعين من بلدية مسرغين في ولاية وهران، أن المنتوج الوهراني الذي يعتبر من أحسن المنتوجات على مستوى الجهة الغربية، لاسيما فيما يتعلق بإنتاج الزيت، فإن الضرورة وحدها هي التي فرضت على الكثير من المزارعين تحويل منتوجهم إلى زيتون المائدة، خاصة أن أصحاب المعاصر يطالبونهم بتقسيم المحصول مناصفة من أجل عصره واستخراج زيته. وهو الأمر الذي رفضه الكثير من الفلاحين الذين فضلوا الحل الأقل خسارة، بدل الذهاب إلى أصحاب المعاصر الذين يفرضون منطقهم على جميع المزارعين من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الربح المالي والمادي، على حساب المزارع الفلاح الذي يكد ويجتهد طوال العام.

وعلى هذا الأساس، أكد الكثير من المزارعين أن السلطات العمومية، لاسيما مصالح الغرفة الفلاحية، أصبحت مجبرة الآن وقبل أي وقت مضى، على إيجاد الحلول المناسبة لكافة المزارعين المهتمين بالاستثمار في مجال زراعة الزيتون، خصوصا أن عدد المستثمرين في مجال المعاصر يعادل خمسة فقط، وهو قليل جدا مقارنة بعدد المستثمرين والمساحات الزراعية المخصصة لزراعة أشجار الزيتون، خاصة أن الإحصائيات الأولية غير النهائية تشير إلى جني ما لا يقل عن 110 آلاف قنطار من مجموع 161 ألف قنطار ينتظر جنيها قبل نهاية الموسم. كما أحصت المصالح المختصة جمع ما لا يقل عن 454 هكتولترا من الزيوت، مقابل 98 ألف قنطار من زيتون المائدة ستكون في غالبيتها موجهة إلى التصدير، بعد إبرام عدد من الاتفاقيات مع عدد من المهتمين باستيراد الزيوت الجزائرية نظرا لجودتها وقلة نسبة الحموضة الموجودة بها، مقارنة بتلك الزيوت المنتجة في إسبانيا أو فرنسا أو إيطاليا أو اليونان، وتعتبر من أقوى المنافسين للزيوت الجزائرية.  

ج.الجيلالي