المياه الملوثة تغرق حي الصنوبر بقسنطينة
تحذيرات من انتشار "التيفوئيد" و’’الكوليرا" هذا الصيف

- 641

حذر سكان حي الصنوبر ببلدية قسنطينة، من خطر حدوث كارثة صحية، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، في ظل انسداد إحدى البالوعات وتسرب مياه الصرف إلى السطح، واحتلالها مساحة كبيرة، مما أصبح يشكل خطرا على القطانين، خاصة الأطفال الذين يلعبون في محيط غير صحي وخطير، لأن المياه الملوثة تصب في محيط مساحة اللعب التي يقصدها الأطفال يوميا.
أكد سكان الحي، الذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية، أنهم أوصلوا انشغالاتهم وشكاويهم إلى مختلف الجهات، من بينها المندوبية الحضرية التوت، إلى بلدية قسنطينة، وحتى إلى والي قسنطينة، الذي وعد بزيارة الحي، للاطلاع على أهم المشاكل التي يعاني منها السكان، وإيجاد الحلول المناسبة، في ظل تقاعس المنتخبين الذين اختارهم الشعب لتمثليه في المجلس الشعبي البلدي أو الولائي. أبدى سكان حي الصنوبر، الذي لا يبعد عن وسط المدينة سوى بـ 2 كلم، والذي يضم أكثر من 1500 نسمة، تخوفهم من انتشار الأمراض التي تنتقل عبر المياه، خاصة أن المياه الملوثة المنتشرة على السطح باتت مصدرا للجراثيم والفيروسات الخطيرة، ويمكنها في أي لحظة أن تتسبب في انتشار أمراض خطيرة، مثل "التيفوئيد" أو حتى "الكوليرا"، في ظل توفر الظروف الملائمة لانتشار مثل هذه الأوبئة.
سكان الحي عبروا عن استغرابهم من عدم تحرك الجهات المسؤولة، رغم خطورة الوضع، كما استغربوا من اللامبالاة والتهميش الذي يعيشه حيهم مند سنوات عديدة، مؤكدين أن حملات القضاء على الحيوانات الضالة والأعشاب الضارة تم استثناء حيهم منها، لأسباب يجهلونها، وهو ما ساهم في تدهور الوضع وانتشار عدد كبير من الكلاب والفئران، التي وجدت في المساحات الكبيرة من الأحراش والأعشاب الضارة مرتعا لها. أكد سكان الحي أنهم باتوا يخافون على أبنائهم من خطر التعرض إلى إصابات أو عضات سامة من الحيوانات الخطيرة، خاصة بعد مشاهدة عدد من الثعابين المتجولة في محيط المنازل، والتي وصل طولها، حسب شهادة بعض الشباب الذين تحدثوا لـ"المساء"، إلى مترين وأكثر، مؤكدين أن الثعابين أصبحت تخرج من جحورها كلما ارتفعت درجات الحرارة، وأنها أصبحت تحرم عليهم حتى ولوج بعض الأماكن بالقرب من سكناتهم.
يشتكي سكان حي الصنوبر ببلدية قسنطينة، من انتشار الحشرات الضارة، وعلى رأسها البعوض الذي حول حياتهم إلى جحيم، خاصة في الفترات الليلة، معتبرين أن عدم تحرك الجهات المسؤولة بهدف برمجة حملات للقضاء على الحشرات الضارة، مثلما كان عليه الحال بأحياء أخرى، ساهم في ظهور البعوض والذباب بأعداد كبيرة، كما أن المفرغة العشوائية التي تم استحداثها من طرف بعض الأشخاص من خارج الحي، والذين لا يحترمون قانون رمي النفايات، أثرت سلبا على النظافة وعلى البيئة بشكل عام.
سكان حي الصنوبر طالبوا من الجهات المسؤولة النظر في وضعية حيهم، وناشدوا والي الولاية، برمجة بعض المشاريع في هذا الحي الذي وصفه قاطنوه بمنطقة ظل داخل وسط مدينة قسنطينة، معتبرين أن حالة الطرقات يرثى لها، وأن شباب وأطفال الحي محرومون من مساحات اللعب وأماكن التسلية، يضاف إليها مشكل المدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة بالحي، والتي باتت مهددة بالانهيار في أي لحظة.