الحشرة غزت 22 بلدية بالعاصمة

تجنّد 16 فرقة لمكافحة بعوضة النمر

تجنّد 16 فرقة لمكافحة بعوضة النمر
  • القراءات: 1529
رشيد كعبوب رشيد كعبوب

أصبحت بعوضة النمر تشكل خطرا كبيرا على مواطني العاصمة، خاصة بعدما تأكد انتشارها في 22 بلدية بسبب التغيرات المناخية هذه السنة؛ حيث الحرارة المرتفعة والأمطار المتهاطلة، مما خلق الجو المناسب لتكاثر هذه الحشرة التي تُعد لسعاتها أخطر من البعوض العادي. ولمكافحة هذه الظاهرة خصصت مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر، 16 فرقة لمعاينة المناطق التي غزتها الحشرة، والعمل على القضاء عليها.

قال مدير مؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة لولاية الجزائر مصطفى حميمي، لـ "المساء"، إن هذه الحشرة الخطيرة لاتزال تزرع الرعب في العديد من بلديات العاصمة، وتشكل خطرا على صحة المواطنين، مشيرا إلى أنها انتشرت قبل سنوات في 14 بلدية، ليرتفع العدد إلى 17، ثم 22 بلدية منذ العام الماضي، معلنا أن مؤسسة النظافة الحضرية جندت لمكافحة هذه الحشرة، 16 فرقة، تتنقل إلى المناطق التي طالتها حشرة بعوضة النمر بعد تلقي شكاوى من طرف المواطنين أو السلطات المحلية، حيث تزور الأماكن الموجودة بها، وتقوم بعمليات تقنية، تمكّنها من جميع المعلومات عن طبيعة نموها؛ بوضع فخاخ خاص. وقال محدثنا إن هذه الحشرة التي تتنقل فقط خلال ساعات النهار من الواحدة زوالا إلى السابعة مساء، تتميز بكونها تقفز ولا تطير بشكل كبير، وتعيش على المياه النقية عكس البعوض العادي الذي يطير ويعيش في المياه العفنة، وأنها تتنقل عبر الأغراض المادية. كما أكد السيد حميمي أن مؤسسته التي تدعم كل صائفة، الطاقم البشري بتوظيف عمال موسميين ضمن الفرق المذكورة، مستعدة إذا استدعى الأمر وتوسعت دائرة انتشار الحشرة، لترفع عدد الفرق المتدخلة لمكافحة الظاهرة.

وتقوم المؤسسة المذكورة بالموازاة مع ذلك، حسب مسؤولها، بحملة تحسيسية عن طريق إطاراتها وأعوانها، الذين يطرقون أبواب السكنات، ويوزعون عليهم مطويات بها معلومات عن الحشرة، ويشرحون للمواطنين كيفية التعامل معها إذا ظهرت، وكيفية التبليغ، كي يسهل التدخل في الوقت المناسب.

والملاحَظ، يقول محدثنا، أن هذه الحشرة التي تعيش في المياه النقية، تكثر بالسكنات الفردية؛ حيث الحدائق ومصادر المياه كالآبار، وتعشش بكثرة في الأواني الموضوعة بمحيط المنزل، والتي حينما تمتلئ بمياه الأمطار، تسمح لهذه الحشرة بوضع بيضها.


مؤكدة انتشارها الكبير بالعاصمة: مديرية الصحة تدعو إلى تجفيف منابع بعوضة النمر

أكد الدكتور بوجمعة آيت أوراس أن هناك انتشارا كبيرا لبعوضة النمر هذه الأيام ببلديات العاصمة، وهي الظاهرة التي باتت تتزايد من سنة إلى أخرى، مما يستوجب على المواطنين الالتزام بالنصائح التي تقدمها مصالح الصحة ومؤسسة النظافة الحضرية وحماية البيئة بولاية الجزائر، التي تتكفل بالجانب التحسيسي التوعوي، وبالتطهير والقضاء على هذه الحشرة الضارة. 

قال مدير الوقاية إنه يجب على المواطنين أخذ كل الاحتياطات عن طريق إزالة مسببات تكاثر هذه الحشرة، وعدم توفير المناخ الملائم لوضع بيوضها، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحشرات يحتاج إلى شيئين أساسيين، هما الماء النقي والرطوبة لوضع البيوض، والحصول على دم الإنسان عن طريق اللسع للتغذي.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول بتفادي ترك أوعية المياه مكشوفة في محيط المنزل خاصة بالحدائق، وبتجفيف المياه الراكدة والمستنقعات في ساحات المنزل وحول الأشجار وأحواض الزهور لمنع تكاثرها، خاصة أن هذه البعوضة بإمكانها وضع بيوضها في أصغر بقعة ماء تصل إلى واحد سنتيمتر مكعب، وأن يرقات الحشرة تعيش لمدة سبعة أيام داخل الماء، وتمر بأربع مراحل تطور، تكون في شكل بيضة، ثم يرقة، بعدها شرنقة، وأخيرا حشرة بالغة، حيث تضع الأنثى البيض على سطح الماء الراكد، والذي يفقس بعد يومين. وتخرج يرقات صغيرة تعيش وتتغذى داخل الماء. وبعد أربعة أيام تتحول اليرقات إلى شرنقة. وبدورها تتحول إلى بعوضة. ومن أهم أعراض اللدغ الإصابة بحكة شديدة واحمرار في الجلد وانتفاخ وتورم صلب. وتنتشر هذه البعوضة في ساعات الصباح الباكر إلى غاية ساعات الغروب، عكس البعوض العادي الذي يعيش في المياه الملوثة وأماكن العفن، الذي ينتشر بالخصوص في الظلام.

الدكتور آيت أوراس ينصح المصابين بحساسية لسعات بعوض النمر، باستعمال مرهم خاص، أو بالاستعانة بالخل أو الليمون فورا لتفادي الألم وتفادي حك مكان التورم كي لا يزداد اتساعا.

محدثنا الذي دعا إلى التجند من أجل الحفاظ على المحيط، يرى أن تلوث المحيط بات أخطر من بعوضة النمر، التي قد لا تنتشر في أي مكان، مثلما هي الحال بالنسبة للنفايات وأماكن العفن، خاصة الأقبية الملوثة التي تُعد بالآلاف في العاصمة. 

وللإشارة، كانت مصالح الصحة بولاية الجزائر أحصت خلال الصائفة الماضية، أكثر من 21 ألف إصابة بسلعات هذه الحشرة الضارة؛ حيث إن المصابين تعرضوا لحكة شديدة واحمرار في الجلد وانتفاخ وتورم صلب، وتلقوا فحوصات وعلاجات على مستوى المصحات، التي أعطيت لها أوامر بضرورة التكفل التام بالمرضى.