"المساء" تابعت مجريات العملية بمقاطعة الحراش
تجاوب كبير مع حملة النظافة بالعاصمة

- 153

❊ العملية مستمرة طيلة موسم الاصطياف
❊ المبادرة تندرج في إطار برنامج الحملة الوطنية في طبعتها السادسة
❊ مؤسسات النظافة في الموعد
لقيت العملية الواسعة لتنظيف أحياء وشوارع بلديات المقاطعة الإدارية للحراش، بالجزائر العاصمة، استجابة واسعة من قبل السلطات المحلية والمجتمع المدني، حيث تندرج هذه المبادرة، في إطار برنامج "حملة النظافة الوطنية"، التي أطلقتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية في طبعتها "السادسة"، بهدف توفير بيئة سليمة ونظيفة للمواطنين، خاصة في موسم الاصطياف.
تندرج عملية التنظيف، التي أشرف عليها الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية الحراش، ضمن العملية ذات البعد الوطني لتنظيف البيئة والمحيط، التي باشرتها وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، مؤخرا، وشملت أحياء الشوارع الكبرى والساحات العمومية والمساحات الخضراء، على مستوى العديد من أحياء المقاطعة، التي تقع بكل من بلديات الحراش وبوروبة وباش جراح ووادي السمار، حسب ما لاحظته "المساء" في خرجتها الميدانية.
بلديات مقاطعة الحراش تستعيد بريقها
لا يفوت الزائر للبلديات التابعة لمقاطعة الحراش، أن يلاحظ حركة غير عادية، من خلال تنظيف وتنقية حواف الطرقات من النفايات وتقليم الأشجار، حيث استفادت أحياء بلديات كل من باش جراح وبوروبة والحراش من العملية الواسعة، كما تم جمع النفايات المنزلية والقارورات الزجاجية والبلاستيكية والأوراق والخبز ومختلف النفايات، التي تفسد منظر الأحياء والشواطئ والغابات، لتسترجع نظافتها وجمالها الطبيعي، باعتبارها فضاء للعيش الجماعي.
قال أعوان مختلف البلديات لنا، على غرار بلدية بوروبة، إن حملة التنظيف التطوعية، نظمت بالتنسيق مع المؤسسات العمومية الولائية، على غرار مؤسسة "أسروت"، ومؤسسة إعادة تهيئة المساحات الخضراء "أويديفال"، ومديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، علاوة على مشاركة العديد من المواطنين، وكذا الجمعيات الناشطة في المجال البيئي، حيث تم تسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية لرفع النفايات.
وأوضح بعض أعضاء المجتمع المدني المشاركين في الحملة، أن العملية ساهمت فيها مؤسسات النظافة "نات كوم"، و"إكسترانات"، وتميزت بتسخير شاحنات من الحجم الكبير بسعة 40 طنا، و4 شاحنات غسل آلية ومكانس ورافعات ضخمة، موضحين أن هذه العملية، ستتواصل طيلة الفترة الصيفية عبر البلديات، التي تقع ضمن اختصاصها، في سياق الجهود الولائية الرامية إلى القضاء على النقاط السوداء والمفرغات العشوائية.
اعتبر هؤلاء، أن النظافة "مهمة ومسؤولية الجميع"، وأنه على كل مواطن احترام البيئة، من خلال التحلي بالمواطنة الفاعلة، وأن عدم احترام قواعد النظافة يمكن أن يؤدي إلى ظهور الأوبئة، وانتشار الأمراض التي تعرض صحة المواطنين للخطر.
حملات تحسيسية ولافتات وملصقات إشهارية
تزامنت عملية النظافة المذكورة، مع إطلاق حملة تحسيسية لتوعية المواطنين، حسب ما لاحظناه ببلدية باش جراح، حيث شاركت الجمعيات المحلية بقوة في عمليات التوعية التطوعية، التي ترمي إلى المحافظة على البيئة والمحيط، وإضفاء منظر جمالي على المدينة، حيث تم توزيع مطويات وأكياس بلاستيكية على المواطنين، وحثهم على ضرورة الفرز الانتقائي، واحترام مواعيد رمي النفايات، وضرورة وضعها داخل الحاويات المخصصة، ونصائح أخرى تتعلق بمحاربة تبذير الخبز، بغية غرس ثقافة الحفاظ على نظافة البيئة والمحيط.
كما تحث الحملات التحسيسية، التي تمت مباشرتها في الميدان، على أهمية تعميم عملية الفرز الانتقائي للنفايات، لاستغلالها في مجال الرسكلة، بحكم أنها مصدر حيوي وهام في تحقيق التنمية الاقتصادية، وخلق مناصب شغل لفائدة الشباب.
وأكدت مصالح بلدية باش جراح لـ"المساء"، أنها تجندت لإنجاح العملية، بمشاركة قوية للمواطنين ومختلف فواعل المجتمع المدني والمؤسسات الولائية للنظافة، كما عبر سكان مختلف الأحياء ببلديات المقاطعات المعنية، عن ارتياحهم لهذه الحملة، التي سمحت برفع كمية هامة من النفايات والردوم، والتخلص من اللوازم التي لا يحتاجونها، للحفاظ على نظافة المحيط.
للإشارة، شارك سكان البلديات الثلاث، (باش جراح، بوروبة والحراش)، في حملة النظافة، بما فيهم الأطفال، بهدف زرع ثقافة نظافة المحيط والحفاظ عليه، حيث تجند الجميع منذ الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء المنصرم، تلبية للدعوة التي وجهتها مصالح البلديات للمواطنين.
وتحت شعار "نتعاونو معا"، تم توجيه دعوة للمواطنين من أجل المشاركة في حملة التنظيف الاستدراكية، التي تستمر طيلة موسم الصيف، وتثمين العمليات السابقة، للعيش في محيط نظيف، حيث عرفت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين، والمجتمع المدني والجمعيات، بمرافقة مصالح الولاية بمختلف مديرياتها ومؤسساتها. وقد شارك عدد معتبر في حملة النظافة واسعة النطاق، بالمقاطعة الإدارية للحراش، والتي انطلقت من أمام مقر البلدية بساحة الحراش، بحضور إطارات المقاطعة الإدارية، وممثلي البيئة للبلديات وجمعيات الأفواج.
توعوية الأطفال والحد من الحرائق
من أجل تعميم النصائح والإرشادات الوقائية، من الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف، لغرس ثقافة وقائية لدى المواطنين، أطلقت مقاطعة الحراش، حملات توعوية، بإشراك الأولياء حول كيفية التعامل مع هذه الأخطار، لتجنبها أو التقليل من حدتها. جاءت هذه الحملات، بعد تعليمات من والي العاصمة، محمد عبد النور رابحي، المسداة لمدراء القطاع، من أجل تكثيف الحملات التحسيسية الوقائية الجوارية، الرامية إلى حماية الأطفال من مخاطر السباحة العشوائية، بالإضافة إلى توعية مستغلي المساحات الفلاحية بمخاطر الحرائق، مع وضع وسائل التدخل، خاصة الأرتال المتنقلة، كتدابير وقائية احترازية لمرافقتهم، إلى غاية نهاية موسم الحصاد. وسيتم في هذا الخصوص، وضع جهاز تحسيسي لفائدة الفلاحين، خاصة في بداية موسم الحصاد، مع تنشيط حصص إذاعية محلية وتلفزية، حول دور الوقاية والتحسيس من الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف، وحول الإسعاف الجماعي، الذي يعتبر المساهمة الأولى للمواطن في التكفل بالضحايا، في حالة وقوع الحوادث.
سيتم، لنفس الغرض، إنشاء وتصميم ومضات ومطويات تحسيسية، تشرح مختلف الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف، مع تنظيم حملات توعوية جوارية على مستوى المساجد. ويتضمن برنامج الحملة التحسيسية، مسابقات تتناول موضوع الأخطار المتعلقة بموسم الاصطياف والاستجمام، على مستوى المخيمات الصيفية.