أسعار الدواجن والبيض تستقر نهاية نوفمبر
تجار اللحوم الحمراء يطالبون بسوق جملة بالعاصمة
			
			                          
            			
				 
	          	                  
                  				
				- 262
 
			   				    			         نسيمة زيداني			         			    
			    			    
			    			توقّع أهل الاختصاص والخبرة في اللحوم الحمراء، الوفرة، وغياب الندرة في كلّ أنواع اللحوم؛ إذ يتمكن المستهلك من اقتناء حاجياته على مدار السنة دون مشاكل، لا سيما بعد عمليات استيراد هذه المادة الغذائية الأكثر طلبا من الخارج، مطالبين في نفس الوقت، بإنجاز سوق للجملة بالعاصمة بمقاييس دولية لدعم سوق "الحراش" الصغير، فيما يتوقع تجار اللحوم البيضاء، تراجعا في أسعار الدواجن والبيض خلال الأيام القليلة المقبلة.
أوضح بعض تجّار اللحوم الحمراء، أنّ المواطن أصبح يقتني اللحوم الحمراء في أريحية تامة وغياب الطوابير، بفضل الوفرة، وتسقيف الأسعار، ليبقى المشكل الوحيد الذي يعاني منه السوق، هو ارتفاع أسعار اللحوم المحلية، مشيرين إلى أنّه رغم استيراد كميات كبيرة من اللحوم وطرحها بأسعار معقولة، إلاّ أنّ أسعار اللحوم المحلية لاتزال مرتفعة جدّا؛ بسبب النقص الكبير في عدد المواشي، حسبهم.
وشدد هؤلاء التجار على تكثيف عمليات استيراد المواشي الموجّهة للذبح، من أجل خلق منافس حقيقي، وملء الأسواق الأسبوعية لضمان الوفرة على مدار العام؛ لذا لا بدّ من استيراد الأغنام الحية، حسب تأكيداتهم. ومن شأن هذه العملية توفير مناصب شغل لليد العاملة، وإحداث ديناميكية في السوق، والاستفادة من الجلود وأحشاء الذبائح. كما طالب محدّثو "المساء" بإنجاز سوق جملة خاصة باللحوم الحمراء، لكون هذه المشاريع استثمارا حقيقيا يدعم الخزينة العمومية لدعم سوق الحراش الذي ينشط منذ 2016. ويُعدّ، حسبهم، أكبر استثمار لما يحقّقه من مداخيل؛ لذا "نطالب بسوق جديدة"، يقول أحدهم.
اللحوم الحمراء في متناول الجميع
زيارة “المساء” بعض القصابات بالعاصمة جعلتنا نلاحظ أنّ شراء اللحوم الحمراء أصبح عاديا، وفي متناول الجميع، حيث تحدّثنا مع المواطنين الذين أعربوا عن ارتياحهم الكبير للوفرة الكبيرة لمختلف أنواع اللحوم في الأسواق؛ على غرار حسين داي، حيث لاتزال محلات بيع اللحوم المستوردة، تستقطب فئة كبيرة من المواطنين، نظرا لما تقدّمه من خدمات بأسعار معقولة.
وكانت الانطلاقة من القصابات بحي "المقرية" بحسين داي. هذه المحلات التي تبيع اللحم المستورَد، أصبحت تُعرف بمحلات "الزوالية". ويصطف أمامها رجال ونساء يقتنون اللحوم، بعضها خاص بـ"الشربة”، واللحم المفروم، وأنواع أخرى من اللحوم. وقالت إحدى الزبونات المتعوّدات على شراء اللحم المفروم من هذا المحل، بأنّها جيّدة، لتضيف أنّها تضمن حصولها على كمية كبيرة تكفي عائلتها، بـ 500 دينار من اللحم المفروم المستورد، وهي أكثر بكثير من الكمية التي تشتريها من القصابة التي تبيع اللحم المحلي. وأكّد أحد الباعة بباش جراح أنّ جميع لحوم الأبقار الموجودة في السوق الوطنية، مستوردة، لأنّنا لا نملك أبقارا، حيث يتم استيرادها من الخارج، سواء حية لتربَّى وتُذبح، أو على شكل لحوم.
توقُّع تراجع أسعار الدواجن والبيض
ونحن نتجوّل ببعض محلات بيع اللحوم البيضاء، لاحظنا عودة ارتفاع الأسعار؛ حيث أصبح بعض المواطنين يجدون صعوبة في اقتنائها، وتناولها؛ إذ تراوحت أسعار الكلغ الواحد من لحم الدجاج بين 360 دينار و390 دينار. أما أسعار أفخاذ الدجاج فتراوحت بين 200 و250 دينار للكيلوغرام الواحد. وأسعار أجنحة الدجاج التي كانت لا تتعدى غالبا 100 دينار، قفزت إلى 150 دينار للكيلوغرام. أما سعر "شوارما" الدجاج فقد بلغ 550 دينار للكيلوغرام.
وأكّد مواطنون وبعض التجّار، أنّ الأسعار في بعض البلديات خلال الأيام القليلة الماضية، وصلت حتى 400 دينار للكلغ، وهو ما جعل بعضهم يدخل في رحلة بحث عن المحلات الخاصة ببيع الدجاج الحي، الذي يُعدّ سعره منخفضا، خاصة بالنسبة لأصحاب الأعراس والمناسبات العائلية. أما سعر البيض فـ “حدّث ولا حرج” ؛ إذ بلغ سعر الصفيحة الواحدة المكونة من 30 بيضة، 600 دينار. والبعض يبيعها بـ680، في وقت لم يكن يتجاوز سعرها 350 و400 دينار في محلات التجزئة والأسواق الشعبية.
وبرّر صاحب محلّ للتجزئة أسباب ارتفاع سعر البيض، بنقص الدجاج البيوض بالدرجة الأولى، مع هجرة المربين للمهنة، إضافة إلى الخسائر التي يتكبّدها الفلاحون. وتوقَّع المتحدّث انخفاض أسعار اللحوم البيضاء وحتى البيض انطلاقا من أواخر الشهر الجاري، لأنّ هذه الفترة تتزامن مع اكتمال نمو الدجاج البيوض الذي يحتاج على الأقل، إلى 6 أشهر كاملة؛ إذ من المرتقب أن تدخل كميات إضافية السوق خلال هذه الفترة.
ونفس الوضع ينطبق على أسعار الدجاج. ويُنتظر أن تعرف تراجعا كبيرا بداية الشهر المقبل، إذ ستتراجع الأسعار إلى ما دون 300 دينار للكلغ الواحد. وخلال هذه الفترة سيتخطى العرض عتبة الطلب، وهو ما سيؤدي إلى تراجع كبير في أسعار اللحوم البيضاء في أسواق الجملة. وقد يلجأ المربون إلى بيع منتجاتهم بالخسارة بعدما بلغت الأسعار مستويات قياسية خلال الأيام الحالية، بسبب قلة العرض في الأسواق، يقول أحدهم.