"المساء" ترافق عناصر الأمن ليلا وسط مدينة بومرداس

تأمين السهرات الرمضانية واهتمام بحماية الفئات الهشة

تأمين السهرات الرمضانية واهتمام بحماية الفئات الهشة
  • القراءات: 947
 حنان. س  حنان. س

نظّم الأمن الولائي لبومرداس ليلة الاثنين إلى الثلاثاء خرجة تحسيسية استهدفت الأماكن العمومية والساحات ودور العبادة وسط مدينة بومرداس، لاسيما تلك التي تعرف توافدا كبيرا للمواطنين والعائلات على غرار حديقة النصر والواجهة البحرية، ضمانا لأمن الفرد والممتلكات خلال السهرات الرمضانية، إلى جانب التحسيس بمخاطر الآفات الاجتماعية ومنها هروب الأبناء بعد صدور النتائج الدراسية من خلال عمل توعوي لفرقة حماية الفئات الهشة، لاسيما ونحن على بعد أيام من انتهاء الامتحانات وصدور النتائج..

رافقت "المساء" ليلة أمس، الأوّل فرقة البحث والتدخل "BRI" لأمن بومرداس رفقة فرقة حماية الفئات الهشة وعناصر خلية الاتصال لأمن ولاية بومرداس، في خرجة للتوعية حول أهم الإجراءات الأمنية المتخذة خلال رمضان من أجل تأمين الأفراد والممتلكات لاسيما في الفترات الليلية.

الخرجة انطلقت في حدود العاشرة ليلا من مقر الأمن الولائي باتجاه مفترق الطرق للمدخل الرئيسي لمدينة بومرداس على (ط.و/ 05/أ)، حيث انتشرت عناصر فرقة البحث والتدخل وشرعت في عملها الميداني بتوقيف أيّ سيارة مشبوهة، مع بحث دقيق تحسّبا لصدّ أيّ محاولة لترويج مؤثرات أو مخدرات، ومن خلال فرض حواجز فجائية على أساس مهام استباقية، يتم إيقاف سائقين مع تفتيش دقيق لمركباتهم وكذا تفتيش أشخاص مسبوقين عن طريق تنقيطهم بوسائل تقنية محيّنة تمسّ الأشخاص والسيارات.

اهتمام بتأمين دور العبادة والأماكن العمومية

هذه العمليات الشرطية تكون موزّعة على كلّ النقاط التي تشهد توافدا كبيرا خاصة الساحات والحدائق والأماكن العمومية، حيث تنتشر وحدات الفرق الراجلة للسهر على حماية المواطن وممتلكاته، حسب برنامج يحوي عمليات شرطية تضم مجموعات من الأعوان لإعداد مداهمات تمس الأماكن المشبوهة بإقليم الاختصاص، حسبما أوضحه لـ«المساء" على هامش الخرجة، الملازم أول للشرطة عبد اللطيف مخازني من فرقة البحث والتدخل، مضيفا أنّ 15 يوما الأولى لرمضان قد سجلت تحويل أشخاص مشبوهين، وآخرين محل أوامر بالقبض، إضافة إلى حجز كميات متفاوتة من المخدرات مع إيقاف المتورطين، وكذا إحباط محاولة سرقة بالقرب من ساحة النصر بحي 800 مسكن ببلدية بومرداس، دون إغفال الجانب الأمني بالسهر على فرض السكينة والأمن على السهرات الرمضانية حيث يمتد عمل الفرقة إلى ساعات الصباح الأولى يوميا.

إحدى المواطنات تحدّثت إلينا بالقرب من مسجد "ابن خلدون" بحي 1200 مسكن مؤكّدة أمر سيرها بكل أريحية وأمن بفضل التواجد الأمني، بينما أكدت أخرى أنّها لا تجد حرجا في الخروج ليلا بمفردها قاصدة المسجد لتأدية صلاة التراويح بفضل عناصر الأمن المنتشرة على طول الطريق بين منزلها والمسجد، وهو نفس ما أكدته كلّ من سارة وأسماء طالبتان تقيمان بالإقامة الجامعية "زياني الوناس" بالقرب من محطة القطار وتقصدان كلّ ليلة الواجهة البحرية من أجل الترفيه، إذ تؤكدان أنهما تمشيان على طول المسافة بكل أمن وطمأنينة بفضل تواجد الشرطة، بينما أكد شاب آخر أنّ التواجد الأمني يشجّعه على إطالة سهراته الرمضانية إلى وقت السحور يوميا، سواء بالواجهة البحرية أو بباقي الأماكن العمومية بمدينة بومرداس وأشهرها الحدائق وساحة "المادور" وغيرها..

وبالواجهة البحرية، حدّثنا الملازم أول للشرطة عمر قرباب من خلية الاتصال، يقول إنّ الأمن الولائي سطّر مخطّطا يتضمّن جملة من التدابير الأمنية الخاصة خلال رمضان من أجل تأمين المناطق الحضرية بالولاية، وكذا شبكة الطرق بإقليم الاختصاص من خلال تجنيد كافة الإمكانيات البشرية والمادية المدعمة بالوسائل التقنية واللوجستية، ومنه تجنيد مصلحة الشرطة القضائية مع إقحام فرقة البحث والتدخل لمحاربة كافة أشكال الجريمة وعلى رأسها جرائم القانون العام، إضافة إلى وضع تشكيل ثابت وآخر متحرّك لدوريات راكبة وأخرى راجلة خصوصا بالقرب من دور العبادة ومساحات الترفيه والتسلية والفضاءات التجارية، بهدف محاربة الجريمة الحضرية وضمان السيولة المرورية بما يمكّن المواطنين التنقل والترفيه في أريحية تامة.

تدخل خاص لفرقة حماية الفئات الهشة

عرفت نفس الخرجة الليلية التوعوية، مشاركة خاصة من فرقة حماية الفئات الهشة ممثلة في الملازم أوّل للشرطة إيمان فرحاوي، بهدف التحسيس والتوعية حول مخاطر مختلف الآفات الاجتماعية. الفرقة وإن كانت تهتم في المقام الأوّل بحماية الأحداث من كلّ المخاطر المعنوية والمادية، إلاّ أنّها في خرجتها الليلية رفقة الإعلام، ركّزت على  توعية العائلات وتحديدا حول ظاهرة أصبحت تتفاقم لاسيما مع كل نهاية فصل دراسي، حيث تؤكّد فرحاوي متحدثة لـ«المساء" بحديقة النصر بحي 800 مسكن، أنّ ظاهرة هروب القصر بعد صدور النتائج الدراسية، أصبحت تمثّل "وجع رأس حقيقي" للفرقة، التي أضحت تتجنّد لمحاولة التصدي لهذه الظاهرة خاصة ونحن في نهاية العام الدراسي، كما أنّ العمل الأكبر سيكون بعد صدور نتائج الامتحانات الرسمية كذلك. وتعتبر المتحدثة تفاقم الظاهرة لغياب الوعي لدى الأسر بكيفية التواصل الجيد والمثمر مع أبنائها، ما جعل الفرقة تسير وفق برنامج عمل يضمن توعية الأسر والأحداث على السواء.

في هذا الصدد، باشرت فرقة حماية الأحداث بالحديقة التي تعتبر من أهم الحدائق العمومية التي تسجل توافدا هائلا للعائلات خلال السهرات الرمضانية، توعية القصر بأهمية عدم التجوال بمفردهم من جهة، وكذا الانتباه إلى عدم الخوض في حديث مع غرباء قد يورطونهم في قضايا ترويج مهلوسات أو مخدرات، داعية القصر إلى الاتصال بالخطوط الخضراء للشرطة المتواجدة في أي مكان من أجل حمايتهم وتأمينهم من كلّ الأخطار وأشكال الاعتداء، وهذا مثلما تظهره إحصائيات الفرقة خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الجاري، ومنه تسجيل حالة اغتصاب واحدة لشاب على قاصر لم تتجاوز 16 سنة، معالجة 10 قضايا تخصّ الفعل المخل بالحياء، 9 قضايا عنف عمدي ضد أحداث، والتي تؤكّد بشأنها المتحدثة أنّ من بينها حالات ربط قصر وتعنيفهم من طرف الأولياء، إلى جانب الحرق.

كما عولجت خلال نفس الفترة 6 حالات للضرب والجرح العمدي ضد قصر وحالتان لسوء المعاملة، كما تم معالجة 34 قضية لأحداث في حالة خطر ومنها حالات هروب من المنزل خوفا من العقاب بسبب النتائج المدرسية، وهو ما جعل إيمان فرحاوي رفقة عناصر خلية الاتصال يكثفون من توعية العائلات بحديقة "النصر" خلال الخرجة، حول أهمية اعتماد التواصل الجيد مع الأبناء خوفا عليهم من الهروب والوقوع فيما لا يحمد عقباه.

وهو نفس الأمر الخاص بتوعية قصر شكّلوا جماعات بنفس الحديقة واستفيد من حديثهم بأنهم يقطنون بالجوار قصدوا الحديقة للترفيه، معتبرين تواجد عناصر الأمن محفّزا على إطالة سهراتهم، رغم ذلك لم تتوان الفرقة في توجيه نصائح لهم موضّحة أنّه من الأحسن لهم تواجد أحد البالغين معهم، ومن الأحسن أن يكون من أفراد العائلة وإلاّ فإنّهم يعتبرون في حالة خطر، من دون أن يتم إغفال توعيتهم من أخطار الآفات الاجتماعية كالمخدرات والمهلوسات.

نشير إلى أنّ حالات تواجد أحداث في خطر يشمل كذلك تواجد هؤلاء بمفردهم خلال الليالي الصيفية تائهين بعد أن تخلّفوا مساء بعد انقضاء يومهم في الاستجمام عن الالتحاق بالحافلات التي جاءت بهم من أحيائهم إلى شواطئ مدينة بومرداس، حسبما تشير إليه إيمان فرحاوي قائلة إنّها ظاهرة أخرى تسجّل بكثرة طوال الموسم الصيفي، الذي يشهد هو الآخر برنامج عمل خاص لتأمين الأشخاص، ومنه عمل آخر لفرقة حماية الفئات الهشة في سبيل حماية القصر والنساء والمسنين وأي فرد يكون في وضعية خطيرة قد تمسّ بسلامته وأمنه..