شلل تام في قطاع الموارد المائية بخنشلة

تأخّر مشاريع التحويلات يضاعف أزمة ماء الشرب

تأخّر مشاريع التحويلات يضاعف أزمة ماء الشرب
  • القراءات: 468
ع.ز ع.ز

يشهد قطاع الموارد المائية بخنشلة شللا تاما في مختلف المشاريع الخاصة بتزويد المواطنين بماء الشرب، خاصة تلك التي تراجعت مواردها المائية بشكل كبير، إضافة إلى نضوب العديد من الآبار وملوحة بعضها الآخر، في الوقت الذي تناقصت المياه الجوفية، الأمر الذي جعل البلديات تعاني من أزمة حادة في ماه الشرب، على غرار سكان ششار، الولجة، خيران، جلال وبلدية بابار، ويصل الأمر في الكثير من الأحيان إلى العطش الشديد، حيث تصبح البلديات غير قادرة على ضمان تزويد سكانها بالماء الصالح للشرب.

يقول بعض السكان بأنّ العائلات تعاني كثيرا للحصول على ما يكفيها من مياه نظرا للحاجيات الأساسية وتقتصد في استخدامه، مما يحتّم يوميا التنقّل إلى البلديات المجاورة لجلب ماء الشرب، مما يشكّل عبئا ماديا كبيرا على المواطنين الذين هم في الأصل ضمن المناطق الأكثر فقرا في الجزائر، حيث تعتبر المنطقة الجنوبية لخنشلة أكثر فقرا في مصادر المياه السطحية والجوفية، باستثناء وادي لعرب الذي سجل تراجعا كبيرا في منسوب المياه، خاصة بعد عجز الدولة عن استثمار حقيقي لثرواتها المائية والفلاحية.

ندرة المياه كانت وراء تذمر سكان معظم البلديات بخنشلة، بسبب تماطل الإدارة الوصية في وضع حد لأزمة المياه الصالحة للشرب التي تفاقمت بشكل ملفت منذ هذه الصائفة، في الوقت الذي لم يجد معظم السكان غير كراء الصهاريج بأثمان باهظة أو اللجوء إلى مناطق بعيدة توجد بها منابع ومياه جوفية. وما يزيد الأمور تعقيدا؛ استمرار الغموض في مصير مشاريع كل من سد الولجة بأقصى جنوب الولاية، الذي يسع حسب الدراسة التقنية النظرية، لـ57 مليون متر مكعب سنويا، وسد الراخوش بمنطقة ششار بطاقة 10 ملايين متر مكعب سنويا، المجمد منذ اقتراحه وتسجيله وإجراء الدراسات اللازمة لإنجازه منذ أزيد من 40 سنة، وهذا ما جعل جل البلديات تعيش أخطر موجة عطش منذ عقود، بسبب نقص المياه وانعدامها في بعض الأحياء، وعجز الجهات الإدارية والمحلية طوال السنوات الماضية عن احتواء الأزمة التي أصبحت تهدد حياة السكان، لتتزايد مظاهر أزمة العطش بشكل كبير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة.

كما عرفت الولاية تأخر دخول مشروعين هامين لتحويل المياه من سدي بابار وتاغريست ببلدية يابوس، فبالنسبة لسد بابار ستوجه مياهه المعالجة للبلديات التي تعاني شحا في ماه الشرب بجنوب ولاية خنشلة،  على غرار بابار، طامزة، ششار، خيران، الولجة، جلال وحتى المحمل، وتتوقّع مصالح مديرية الموارد المائية أنّ حوالي 80 ألف ساكن معني بهذا التحويل الضخم، والأوّل من نوعه على مستوى الولاية بالنظر إلى انتهاء الأشغال، فيما يخص إنجاز 4 محطات ضخ كبرى، 6 خزانات وإنجاز 103 كلم من قنوات التحويل، فضلا عن تواصل أشغال تركيب مختلف التجهيزات اللازمة لبدء عمليات الضخ والتمويل.

في المقابل، تعوّل المصالح على سد تاغريست ببلدية يابوس المستلم مؤخرا والمتواجد حاليا في مرحلة الملأ، والذي تم إنجاز حوالي 65 كلم من قنوات التحويل الخاصة به من أصل 80 كلم من شبكة القنوات، فيما تتواصل الأشغال بوتيرة بطيئة على مستوى محطة معالجة مياهه، ناهيك عن 4 محطات ضخ كبيرة و6 خزانات تجري بها الأشغال، ويأمل سكان ولاية خنشلة من الوالي الجديد كمال نويصر العمل على دعم قطاع الموارد المائية لتزويد السكان بماء الشرب والقضاء على أزمة العطش في ولاية خنشلة.