حسب تقارير أعدها المجلس الشعبي الولائي

تأخر كبير في تهيئة المشاريع السكنية بتيزي وزو

تأخر كبير في تهيئة المشاريع السكنية بتيزي وزو
  • القراءات: 2213
❊س. زميحي ❊س. زميحي

تجري في ولاية تيزي وزو، أشغال إنجاز عدة برامج سكنية في مختلف الصيغ، حقق بعضها تقدما في وتيرة الإنجاز، وبعضها منتهية، لكن بدون تهيئة خارجية، وأخرى تسجل تأخرا جراء المعارضة، وغيرها من المشاكل التي جعلت هذه السكنات لم تسلم في آجالها المحددة، وينتظرها المستفيدون منذ سنوات، لكن لا تزال معلقة، رغم المجهودات المبذولة في سبيل دفع أشغالها، وتوزيعها.

أكد رئيس لجنة البناء والعمران بالمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، فارسي سعيد، لـ«المساء"، أن الولاية استفادت من برامج سكنية كثيرة، منها ما أنجز ومنها ما هو قيد الإنجاز، أو في طور الانطلاق. وعدد المتحدث عدة مشاكل تعترض البرامج السكنية، منها غياب التهيئة الخارجية، وغياب عقار يحتضنها، إلى جانب تباطؤ وعجز المؤسسة المنجزة وغيرها، مؤكدا أن اللجنة تعمل باستمرار على متابعة ملف السكن بالولاية عبر تنظيم سلسلة من الخرجات الميدانية، حيث يتم تقييم الأوضاع وإعداد تقارير تحول للجهات المعنية من أجل التدخل واتخاذ إجراءات للإسراع في إنهاء الأشغال، خاصة أن المستفيدين ينتظرون سكناتهم منذ سنوات.

أضاف المصدر أن العراقيل التي تواجه السكنات مست كل البرامج، منها برنامج السكن التساهمي الإيجاري الذي يواجه عدة مشاكل، كمشروع 1000 مسكن بكل من قطب تامدة ومدينة ذراع بن خدة، حيث لم تنته الأشغال المتعلقة بالشبكات المختلفة، الكهرباء وغيرها، وكذا 1000 مسكن بأعزازقة التي تشرف على الانتهاء، لم يتبق منها إلا تهيئة المسالك وإنجاز الشبكات التحتية، مشيرا إلى أن نفس المشكل  مطروح ببرنامج 1000 مسكن تساهمي، و1000 مسكن "عدل" بمدينة ذراع الميزان، وكذا مشروع 1000 "عدل" بقطب الامتياز، حيث انطلقت أشغال التهيئة الخارجية، لكن لا تزال أشغال الربط بالشبكات لم تنجز بعد، كلها عراقيل حالت دون استلام السكنات في وقتها.

وحسب السيد فارسي، من بين برامج السكن التساهمي المعطلة عبر بلديات تيزي وزو؛ مشروع 160 مسكنا بتيزي غنيف التي توقفت أشغالها ولم تستأنف بعد، 70 مسكنا موجهة للقضاء على القصدير على مستوى بوغني، والتي يجري تنفيذ أشغال شبكاتها التحتية، موضحا أن هذه المشاريع "المعزولة" تتوزع عبر إقليم الولاية، وهي بحاجة إلى دفع قوي لضمان استلامها، كما تواجه سكنات "عدل" عدة عراقيل، على غرار 500 مسكن ببلدية أغريب التي يضاف إليها مشروع 402 مسكن لم تنته أشغال إنجاز مختلف الشبكات بها، و مشروع إنجاز 400 مسكن بمنطقة وادي عيسي التي تواجه عجزا في وتيرة الأشغال.

تضاف إلى هذه المشاريع، برامج سكنية تساهمية لم تنطلق بعد أشغال إنجازها، منها 442 مسكنا بأبي يوسف، تم تحويل جزء منها، ومشروع 800 مسكن بفريحة بسبب المعارضة، مضيفا أن اللجنة حررت مع نهاية سنة 2018، تقريرا يتضمن كل المشاكل والعراقيل التي تواجه البرامج السكنية في الولاية، وأنه سيتم الاستمرار في متابعة هذه المشاريع بمشاركة كل القطاعات المعنية، ليتم اتخاذ قرارات تخص دفع وتيرة هذه المشاريع.

ذكر المتحدث أن اللجنة تعمل على متابعة مدى تجسيد القرارات المتخذة خلال جلسات ولقاءات مع القطاعات المعنية، منها مشروع 2300 سكن "عدل" ببلدية أعزازقة، وقد تم تحويل هذا البرنامج نحو منطقة بوزقان، التي اختيرت بها الأرضية لاحتضان المشروع والمؤسسة المنجزة، لكن واجه المشروع معارضة ملاك الأراضي، حيث ينتظر برمجة زيارة رفقة المديريات المعنية ورؤساء الدائرة والبلدية، لتقييم الوضع والاطلاع عليه عن قرب، بهدف تجاوز المعارضة والسماح للمشروع برؤية النور.

أفاد المتحدث أن اللجنة، خلال تنظيمها زيارات للمشاريع السكنية، تعمل دائما على حل مشاكل المعارضة، مؤكدا أنه خلال هذه الخرجات، تبين أن غياب الحوار، التشاور والتنسيق، يعتبر المشكل الأول الذي يعرقل إنجاز المشاريع السكنية، وقد بُرمجت زيارة مشروع إنجاز 100 مسكن الخاص بالصحفيين على مستوى مدينة ذراع بن خدة، بهدف دراسة المشاكل المطروحة التي تقف وراء تأخر استلام السكنات.

تيميزار ... متوسطة مهددة بالانهيار

يشتكي أولياء تلاميذ متوسطة "الشهيد نايت مالك محمد آكلي" الواقعة بقرية بربر، في بلدية تيميزار، ولاية تيزي وزو، حالة التدهور التي آلت إليها المؤسسة المشيدة بالبناء الجاهز، التي لم تعد صالحة لاستقبال التلاميذ، بعدما طالتها تشققات وتآكلت جدرانها بسبب قدمها، حيث أضحت مهددة بالسقوط بين لحظة وأخرى، مما أثار مخاوف وقلق الأولياء الذين يناشدون مديرية التربية التدخل.

توجد متوسطة قرية بربر في وضعية غير مريحة، حيث أضحت تشكل خطرا على التلاميذ، بعدما تدهور هيكلها، لاسيما أنها أنجزت سنة  1994، وشيدت بالبناء الجاهز الذي فقد صلاحيته وصلابته مع مرور السنين، بفعل العوامل الطبيعية، وأصبح آيلا للسقوط.

اعتبر الأولياء أن هذه الوضعية تشكل خطرا على سلامة التلاميذ، مما استدعى تدخلهم واتخاذ قرار منع أبنائهم من دخول أقسام هذه المتوسطة الآيلة للسقوط بين لحظة وأخرى، نتيجة التدهور الذي طالها في السنوات الأخيرة، حيث تضررت جراء الرياح القوية وتسرب مياه الأمطار التي تحول الأقسام إلى مسابح، وبقاء جدرانها صامدة إلى حد الآن يعود إلى التعبئة الشعبية التي تولت عملية إزالة الثلوج عند سقوطها، والقيام ببعض الأشغال للحد من مشكلة التسربات التي لم تعد تنفع، أمام تدهور المنشأة والحاجة إلى مؤسسية جديدة.

قام الأولياء بمراسلة الجهات المعنية من أجل تدخلها، لكن لم تحظ بأي رد، حيث يستعجلون تدخل مديرية التربية للولاية بهدف برمجة أشغال إزالة هذه المؤسسة، وإدراج إنجاز أخرى جديدة، وفي انتظار ذلك، اقترحوا على المديرية تحويل التلاميذ إلى مؤسسة أخرى، حفاظا على سلامتهم، حيث يعيش الأولياء يوميا حالة قلق وخوف من حدوث ما لا يحمد عقباه، خاصة بعد تفقدهم للمؤسسة التي أضحت في وضعية هشة.

للإشارة، سعت "المساء" إلى الاتصال بمدير التربية للولاية، لمعرفة رده على انشغالات أولياء تلاميذ متوسطة قرية بربر، إلا أنه لم يكلف نفسه الرد على المكالمة، وعلى الرسالة القصيرة، التي أوضحنا من خلالها هدفنا من الاتصال.