مديرية التجهيز أعذرت المقاولات بسبب عدم احترام دفتر الشروط

تأخر كبير في ترميم أقدم ثلاث ثانويات بالعاصمة

تأخر كبير في ترميم أقدم ثلاث ثانويات بالعاصمة
  • 2391
كريم. ب كريم. ب
تم تسجيل تأخر كبير في تسليم ثلاث ثانويات ضمن المجموعة العشرة، المصنفة ضمن أقدم المؤسسات التربوية المتواجدة بالعاصمة، بسبب عدم احترام المقاولات الفائزة بالمشروع لدفتر الشروط المتفق عليه مع المصالح الولائية ومديرية التجهيز، حيث كانت المصالح المختصة قد قدّمت إعذارات لهذه المقاولات بغية تسريع أشغال الترميم وإعادة التهيئة في أقرب وقت.
وكشفت مصادر مطلعة لـ"المساء"، أن نسبة الأشغال الجارية لم تتجاوز الـ 70 بالمائة بالنسبة للثانويات الثلاث التي خضعت لعملية ترميم وإعادة تهيئة بسبب عدم تسريع وتيرة الأشغال المتفق على إنهائها في الآجال المحددة، حيث تحججت المقاولات الفائزة بصفقات إعادة التهيئة والترميم بوجود تصاميم معمارية قديمة بنيت على ضوئها هذه الثانويات، والتي يجب احترامها، لاسيما أن الوالي السابق والحالي قدما توصيات مشددة تخص ضرورة احترام الطابع العمراني القديم للمؤسسات التربوية بولاية الجزائر.
وتابعت مصادرنا موضحة أن المؤسسات التربوية القديمة التي انتهت بها الأشغال يقدر عددها بسبع ثانويات، وهي (ثانوية "عقبة"، "الأمير عبد القادر"، ثانوية "عمر راسم"، "عمارة رشيد"، بالإضافة إلى ثانوية "ابن الهيثم" و"الشيخ بوعمامة" وأخيرا "وريدة مداد"، في حين لم تستلم بعد ثلاث ثانويات لا تزال في طور الترميم من بينها "الإخوة بارباروس".
وفي السياق ذاته، سارعت مديرية التجهيز لحث المقاولات على ضرورة الانتهاء من عمليات إعادة الترميم، مع الحفاظ على النمط العمراني القديم الذي كانت عليه المؤسسات التربوية الخاضعة لهذه العملية، مهددة بتطبيق إجراءات ردعية ضد كل مقاولة لم تحترم دفتر الشروط والبنود المتفق عليها.
وانطلق برنامج ترميم أقدم عشر ثانويات بالعاصمة خلال سنة 2010، لكن تأخّر بشكل كبير بسبب عدم وجود مؤسسات متخصصة في ترميم المنشآت والهياكل القديمة، مع الحفاظ على تصاميمها العمرانية، حيث خصّصت للعملية أزيد من 5 ملايير دينار لإعادة التهيئة، وترميم جل الثانويات العشر التي تعد من بين أقدم الهياكل التربوية بالعاصمة، حيث تعود كلها للفترة الاستعمارية.
وأفاد مدير التجهيز بولاية الجزائر، أن برنامج إعادة تهيئة وترميم عشر ثانويات الأقدم بالعاصمة جاء بأمر من والي العاصمة السابق خلال السنوات الماضية، إلا أن الأشغال قد تم استئنافها لاسترجاع الحالة الطبيعية لهذه الهياكل التربوية، حيث يتعلق الأمر بكل من ثانوية "الأمير عبد القادر"، و"عقبة" بباب الوادي، و"بوعمامة" ببلدية محمد ببلوزداد، والإخوة "عروج برباروس"، و"عمر راسم"، و"وريدة مداد"، و"عمارة رشيد"، و"ابن الهيثم"، و"حسيبة بن بوعلي".
ويعتبر برنامج إعادة التهيئة الذي تشرف عليه ولاية الجزائر وعلى عاتق ميزانيتها، من بين البرامج الخاصة التي تستدعي ميزانية ضخمة ومختصين للقيام بمثل هذه الأنواع من الترميمات، حيث يندرج في إطار مساعي استرجاع أكبر قدر ممكن من هذه الهياكل التعليمية القديمة التي تعود للفترة الاستعمارية، وتمتاز بطابع عمراني خاص جدا.
وتجدر الإشارة إلى أن الوالي السابق محمد الكبير عدو، قام خلال عهدته، بفسخ العقد مع أزيد من 10 مؤسسات متخصصة في عمليات ترميم البنايات القدمية، بعد أن اتضح عدم قيام هذه المقاولات باحترام التصاميم المعمارية القديمة للبنايات، وبعض المنشآت الفنية القديمة التي تعد إرثا معماريا في حاجة إلى الصون والحماية.