البيض

بوسمغون تحتضن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية

بوسمغون تحتضن الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية
  • القراءات: 931

احتضنت بلدية بوسمغون (أقصى جنوب ولاية البيض)، يوم الأحد الفارط، الاحتفالات الرسمية المحلية برأس السنة الأمازيغية 2970، بتسطير برنامج ثقافي ثري وحضور مميز للمواطنين.

عرف هذا الحدث الذي تم تنظميه بالقصر العتيق لبوسمغون، والمعروف بالقصر الأسعد، تنظيم عدد من المعارض للتعريف بالتراث الأمازيغي العريق في هذه المنطقة وأصالتها. وقد تم في هذا الصدد، عرض للأكلات الشعبية التي تشتهر بها هذه المدينة، على غرار طبق أتوشوا زوار أو الكسكسي، والمخلع، و«الشرشم، كما تم تخصيص فضاء لعرض الألبسة التقليدية ومنتوجات محلية تستعمل في الحياة اليومية للسكان، والمصنوعة من الحلفاء والطين، والتي تشتهر بها هذه المنطقة السياحية التي تستقطب سنويا أعداد هامة من الزوار من داخل وخارج الوطن، لزيارة قصر بوسمغون وخلوة الولي الصالح سيدي أحمد التيجاني، مؤسس الطريقة التيجانية.

كما شهدت هذه الاحتفالات أيضا، تقديم عروض مسرحية وأغان من التراث المحلي، وإلقاء قصائد شعرية وأناشيد باللغة الأمازيغية، إضافة إلى تقديم عروض فلكلورية لفرقة محلية، في إطار الحفاظ على هذا الموروث الثقافي لهذه المنطقة التي تبعد عن مدينة البيض بـ160 كلم جنوبا، والتي يرجع أصل سكانها إلى أمازيغ زناتة.

من جانبها، سطرت دار الثقافة محمد بلخير بمدينة البيض، برنامجا لإحياء هذه المناسبة، من خلال تنظيم ورشات للفنون التشكيلية لفائدة الأطفال، تحت شعار يناير بعيون أطفالنا، وتقديم عروض للحكواتي تتضمن إلقاء قصص  من التراث الأمازيغي للأطفال. كما نظمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية،  معرضا للكتاب الأمازيغي، إضافة إلى معارض للباس التقليدي والأكلات الشعبية الخاصة بهذه المناسبة.

تلقين اللغة الأمازيغية للصغار

في هذا السياق، أكد الباحث في تاريخ القصور واللغة الأمازيغية، غريسي بلحاجي، أن تلقين وتعليم اللغة الأمازيغية للأطفال ببوسمغون، ضرورية للحفاظ على الموروث اللغوي الأمازيغي لهذه المنطقة ونقله للأجيال القادمة. وأشار المتحدث الذي يعد أحد سكان المنطقة، بمناسبة عيد يناير 2970، إلى أن اللغة الأمازيغية تعد من رموز الهوية، ومصدر فخر واعتزاز لدى سكان بوسمغون، فهم يسعون إلى الحفاظ على لغة الأجداد من خلال تلقينها لأبنائهم، بحرصهم على التواصل بهذه اللغة في حياتهم اليومية داخل المنزل وخارجه، وفي مختلف اللقاءات وفي معاملاتهم.

ذكر نفس الباحث، أن سكان بوسمغون الذين ينتمون إلى الأمازيغ (زناتة)، لا زالوا محافظين على لغة أجدادهم منذ قرون، ويحرصون على تقلينها لأبنائهم منذ الصغر. كما أبرز غريسي أن الأمازيغية لدى سكان هذه المنطقة، التي تشتهر بقصر بوسمغون العتيق والمعروف بالقصر الأسعد، والذي توجد به خلوة الولي الصالح سيدي أحمد التجاني، ومنطقة القصور بصفة عامة (الجنوب الغربي للوطن)، تعد لغة قحة وأصيلة.

من جانبه، يحرص الفنان بشير بلحاج الذي تجاوز العقد السادس، ويشرف على الديوان المحلي للسياحة ببوسمغون، على الحفاظ على الموروث اللغوي الأمازيغي، من خلال الغناء وإلقاء القصائد الشعرية باللغة الأمازيغية، للتعريف والحفاظ على لغة الأجداد وأصالة المنطقة وتاريخها.

يتغنى هذا الفنان الذي انطلقت مسيرته الفنية منذ سن 15 بمواضيع اجتماعية، على غرار أغنية أبوسمغون أبوسمغون، التي يتناول من خلالها ماضي وأمجاد هذه المنطقة السياحية وعادات قاطني القصر القديم ويومياتهم. كما يحوز بشير بلحاج عدة أغان حول تاريخ المنطقة، وغيرها من المواضيع الأخرى.

تلقى أغاني هذا الفنان رواجا لدى سكان المنطقة، خاصة في مختلف المناسبات كالأفراح، وكذا التظاهرات الثقافية المحلية، كما كانت له مشاركات في تظاهرات ثقافية داخل وخارج الوطن، في إطار التعريف بمنطقة بوسمغون وتراث أهلها.