تتوفر على إمكانات زراعية وأثرية هامة

بني حميدان من أفقر بلديات قسنطينة

بني حميدان من أفقر بلديات قسنطينة
  • القراءات: 850
 شبيلة. ح شبيلة. ح

لا تزال بلدية بني حميدان بولاية قسنطينة، تشهد نقصا في العديد من القطاعات، على غرار المنشآت والمرافق، لاسيما ما تعلق منها بقطاع التربية والسكن والنقل، الشباب والرياضة وغيرها من النقائص، في ظل ارتفاع عدد السكان والتوسع العمراني الذي تشهده المنطقة.

تعاني بلدية بني حميدان، التي تضم أكثر من 14 ألف نسمة، وتزخر بإمكانيات فلاحية وطاقات شبانيه هائلة، كون جل أراضيها زراعية ومعظم سكانها فلاحون، العديد من المشاكل في شتى القطاعات، الأمر الذي أرهق سكانها وأثار تذمرهم، لعدم توفر أبسط ضروريات الحياة، كالنقل والمرافق الرياضية ومياه الشرب والمؤسسات الصحية والبطالة وغيرها، حيث أكد السكان أن وضعيتهم لم تتغير منذ سنوات، رغم تعاقب العديد من المجالس البلدية، التي كانت تعدهم بإخراجهم وانتشالهم من الوضعية المزرية التي يعيشونها ببلدية صنفت من أفقر بلديات الولاية، رغم توفرها على إمكانات كبيرة خاصة من الناحية الزراعية، وحيازتها لموقع جغرافي وأثري هام، وهو منطقة "تيديس" للآثار الرومانية، التي تعد واحدة من أهم المناطق الأثرية والسياحية بعاصمة الشرق.

أثار المشتكون في حديثهم مع "المساء"، مشكل نقص المؤسسات التربوية بالبلدية ومشاتيها، حيث أكدوا أن بلديتهم لا تضم سوى 10 مدارس ابتدائية، ينتقل الناجحون بها في شهادة التعليم الابتدائي إلى متوسطة "رابح لحنشن" الوحيدة بالبلدية، والتي شيدت سنة 1988، حيث تعرف المؤسسة التي تصل طاقة استيعابها 600 تلميذ، اكتظاظا كبيرا في كل سنة دراسية، مما أثار استياء الأولياء، وحتى الأساتذة، خاصة في الموسم الدراسي الحالي، حيث ضمت المؤسسة أكثر من 900 تلميذ بمعدل 45 إلى 50 تلميذا في القسم، ورغم التدريس بالأفواج في أزمة "كورونا"، إلا أنها لاتزال وإلى حد الساعة، تعرف اكتظاظا فادحا، مما أثر على مردودية الأساتذة وصعوبة الاستيعاب لدى التلاميذ، وتسبب في انخفاض نسبة النجاح بها، مع تسجيل كبير للتسرب المدرسي المبكر، فضلا عن نقص التأطير من حيث المراقبين التربويين.

تحدث المشتكون عن مشكل آخر، لطالما كان محل العديد من المراسلات والشكاوى، وهو السكن، حيث تعاني البلدية ـ حسب سكانها ـ إجحافا كبيرا من حيث الاستفادة من حصص سكنية بكل الصيغ، تلبي طالبي السكن، والتي تفوت 1400 طلب سكن، مؤكدين أن آخر استفادة من مشروع 50 سكنا عموميا إيجاريا كان سنة 2016، ومشروع 100 سكن في 2019، إضافة إلى مشروع 50 سكنا ترقويا مدعما سنة 2011، والذي لم تكتمل به الأشغال، وهو الحال بالنسبة للسكن الريفي، الذي جُمد منذ سنوات، ولم تمنح الاستفادة لمستحقيه. 

أما مشكل غياب النقل، فبات روتينا يوميا يطبع البلدية، فهو لا يختلف عن باقي القطاعات، حيث ينعدم بالبلدية وجود خط بري لنقل المسافرين من بلدية بني حميدان إلى وسط مدينة قسنطينة، مما يجبر المواطنين على التنقل إلى بلدية حامة بوزيان أو ديدوش مراد، ومن ثمة إلى وسط مدينة قسنطينة، وهو الأمر الذي جعل المواطنين يعانون بسبب اعتمادهم في تنقلاتهم على سيارات "الفرود" التي أثقلت كاهلهم، مطالبين النظر في خلق خط مباشر من البلدية إلى وسط المدينة.

طالب المشتكون، خلال حديثهم عن معاناتهم اليومية مع القائمين على قطاع البريد والمواصلات، النظر في مطلبهم المتمثل في دعم مكتب البريد المتواجد على مستوى البلدية الأم، والذي يحتوي شباكا بريديا واحدا فقط، بتخصيص شباك آخر لتخفيف الضغط على العامل والمواطنين، وتوفير موزع آلي لتقديم خدمات أحسن للمواطنين، حيث قالوا إن المكتب الوحيد تتم فيه كل التعاملات، من تسديد فواتير وأجور العمال وتسليم الطرود وبيع الطوابع البريدية، مع غياب الموزع الآلي، مما يجعل المواطنين في تذمر كبير، ويتنقلون إلى مكاتب أخرى ليلا عند الضرورة.

من جهة أخرى، اشتكى شباب البلدية من غياب المرافق الرياضية، حيث قالوا بأن بلديتهم تظم ملعبا بلديا صغيرا، لا يلائم النشاط الرياضي، فالملعب لا يمكنه استقبال الفريق الخصم خلال الدورات الرياضية، بسبب حالته المزرية، رغم أنه استفاد من مشروع إعادة التهيئة، إلا أن الأشغال لم تكن في المستوى، فالملعب لم يوسع، كما أن أرضيته غير مناسبة للعب بكل أريحية، مما يضطر فريق بني حميدان البلدي إلى استقبال الفرق الرياضية خارج البلدية، مطالبين بإعادة الاعتبار لهذا المكسب الرياضي، والعمل على تشييد قاعات رياضية وترفيهية لاستقطاب مختلف المواهب، بعيدا عن كل الآفات الاجتماعية، في ظل غياب الهياكل الرياضية.