حي عوينة الفول العتيق بقسنطينة

بنايات توشك على الانهيار في أيّ لحظة

بنايات توشك على الانهيار في أيّ لحظة
  • القراءات: 554
شبيلة. ح شبيلة. ح

ناشد سكان حي 20 أوت 1955 المعروف بعوينة الفول العتيق وسط مدينة قسنطينة، الوالي التدخل العاجل، من أجل ترحيلهم صوب سكنات اجتماعية، تحميهم من مآلات لا يمكن توقعها، بعد أن باتت سكناتهم تشكل خطرا على أرواحهم، مؤكدين أنها آيلة للسقوط في أي لحظة.

استغرب المشتكون لا مبالاة السلطات المحلية بقسنطينة في إيجاد حل لهم رغم عشرات الشكاوى والاحتجاجات؛ إذ تساءلوا عن سبب عدم ترحيلهم بصفة استعجالية، كما حدث مع سكان عمارات حي بن بوالعيد، الذين رُحلوا إلى سكنات اجتماعية جديدة بالمقاطعة الإدارية للمدينة الجديدة علي منجلي الأسبوع الفارط؛ في عملية استعجالية بسبب التخوف من انهيار مساكنهم وحدوث كارثة.

وأضاف المشتكون في تصريحهم لـ "المساء"، أنهم كثيرا ما اشتكوا، وآخرها نداء الاستغاثة الذي وجّهوه للمسؤول الأول عن الولاية، من خلال رسالة خَطّتها جمعة الحي "نداء"، والتي تحوز "المساء" على نسخة منها، يعبّرون فيها عن غضبهم، ويناشدون المسؤول الأول عن الولاية، التدخل قبل أن تضطر السلطات المختصة لانتشال جثثهم من تحت الأنقاض؛ حيث سجل أعضاء الجمعية خلال معاينتهم منازل سكان المنطقة، تصدعات خطيرة، وصلت حد تشقق أرضيات الغرف وكذا الشرفات والسلالم، وهي التصدعات التي تلتها انهيارات جزئية بعد الهزات الأرضية الأخيرة التي زادت من حدتها.

وحسب رئيس جمعية الحي السيد سياري ندير في حديثه مع "المساء"، فإن الوضع أصبح خطيرا على السكان، خاصة منهم الأطفال والعجائز. وما زاد الطين بلة التسربات المائية جراء الأمطار المتساقطة، التي جعلت السكان يقضون ليالي بيضاء تحسبا لأي طارئ، ويدخلون في حالة من الغضب والهستيريا. وقال المشتكون كانت لهم وقفات احتجاجية سلمية فقط، للمطالبة بحق دستوري مشروع، هو السكن، وأنهم في كل مرة يقفون أمام ديوان الوالي رافعين شعارات تنديدية، أهمها: "أين هو حقنا؟ أين هي الوعود؟"، غير أنهم إلى حد الساعة لم يستفيدوا من أي وحدة سكنية رغم آلاف السكنات الاجتماعية التي وُزعت. وأضافت العائلات المشتكية أن سكناتها بالمنطقة والمصنفة في الخانة الحمراء المعروفة بانزلاقاتها، مهددة بالانهيار، وهو ما أكدته تقارير مصالح الحماية المدنية، التي كانت تخرج إلى المنطقة مع كل اضطراب جوي مخافة أي كوارث، خاصة بعدما سجلت ذات المصالح العديد من الحوادث، كان آخرها السنة الفارطة؛ إذ تسبب انهيار سقف منزل في إصابة فتاة إصابات متفاوتة الخطورة. كما تعرضت امرأة في 70 من عمرها، للموت بذات الحي بسبب انهيار سقف منزلها عليها.

وتحدّث المشتكون عن وعود رئيس الدائرة السابق وكذا وعود الوالي السابق، اللذين لم يردّا على شكاواهم، ولم يقابلاهم رغم وقفاتهم التي بلغت 14 وقفة احتجاجية، ليستقبلهم في الأخير ويعدهم بوعود تسويفية، على حد تعبيرهم، والتي لم يروا منها شيئا إلى حد الساعة رغم ما تناقلته الصحف عن مشاكلهم.

ودعا المشتكون الله أن يستجيب دعواتهم، ويحقق أحلامهم في الحصول على حياة كريمة داخل سكن يجنبهم العيش في خوف دائم من الانهيارات، التي قد تتعرض لها منازلهم في أي لحظة. كل هذه الظروف الاجتماعية القاهرة وتفاقم رقعة التصدعات بهذه المنازل الهشة، جعلت سكان عوينة الفول يناشدون المسؤولين على كل المستويات، التدخل والحفاظ على أرواحهم وأرواح عائلاتهم، خصوصا أنه تقرر خلال الأشهر الفارطة، التكفل بترحيل سكان المناطق الحمراء في إطار مساعي القضاء على السكنات الهشة والمهددة بخطر الانهيار لحماية المواطنين على مستوى المناطق المعنية، على غرار سكنات بن بوالعيد ببلدية قسنطينة، التي تعاني من خطر الانهيار، ويتعلق الأمر بـالعمارات الأربع المتضررة (12 و9 و8 و7)، التي أثبتت الدراسة التقنية أنها تشكل خطرا على قاطنيها، الذين تم ترحيلهم الأسبوع الفارط، كما هي حال سكان موقع 25 سكنا عموميا إيجاريا ببلدية زيغود يوسف، الذين تعرف عماراتهم تصدعات خطيرة؛ وُعد بالتكفل بهم قريبا.