بعضها شرعت في الأشغال وأخرى لم تنطلق بعد

بلديات العاصمة ملزمة بتهيئة المدارس قبل الدخول المدرسي

بلديات العاصمة ملزمة بتهيئة المدارس قبل الدخول المدرسي
  • القراءات: 1398
زهية. ش زهية. ش
شرعت عدة بلديات في العاصمة مؤخرا، في عملية إعادة تهيئة المدارس وترميمها، تحضيرا للدخول المدرسي المقبل واستقبال التلاميذ في ظروف مناسبة، لتفادي ما حدث في الموسم الماضي،  حيث تواصلت الأشغال ببعض المدارس، رغم التحاق التلاميذ بمؤسساتهم، ما جعل ولاية الجزائر تراسل مؤخرا مختلف المجالس البلدية، لإعلامها بضرورة مباشرة أشغال التهيئة واستكمالها في نهاية جويلية الجاري، حتى لا تتكرر أخطاء المواسم السابقة خاصة ببعض المدارس، بسبب تقاعس المنتخبين المحليين وعدم قيامهم بعملية التهيئة والترميم في الوقت المناسب، فهل تنتهي أشغال إعادة التهيئة قبل الدخول المدرسي هذا العام؟ وهل يكون الأميار عند حسن ظن الوصاية التي ستتخذ إجراءات عقابية ضد المتهاونين في تطبيق تعليماتها؟
فإذا كانت بعض بلديات العاصمة تقوم بتهيئة المؤسسات التربوية التابعة لها بشكل دوري ومتواصل لضمان الراحة للتلاميذ، من خلال القيام بمختلف الأشغال كلما حلت العطل، فان بلديات أخرى لا تعير أي اهتمام لهذا الجانب رغم تأثيره على الدخول المدرسي، الأمر الذي جعل ولاية الجزائر توجه تعليمة لرؤساء البلديات مباشرة بعد خروج التلاميذ في عطلة، لاستدراك الأخطاء السابقة ومطالبتهم بإنهاء أشغال التهيئة في نهاية جويلية الجاري، مما جعل المجالس البلدية للعاصمة تدخل في سباق مع الزمن لمباشرة الأشغال وتهيئة المدارس التي يحتاج بعضها إلى عملية شاملة.
مدارس القبة، حيدرة والمرادية جاهزة من الآن
وفي هذا الصدد، أكد نائب رئيس البلدية المكلف بالتربية والتكوين السيد سيد علي مصطفاوي لـ"المساء"، أن المدارس الـ 28 المتواجدة على مستوى القبة، خضعت لتهيئة شاملة قبل صدور تعليمة ولاية الجزائر، حيث تمثلت العملية في الترميم، تغيير البلاط، تهيئة الأسقف وغيرها، مشيرا إلى أن العملية كلفت من300 إلى 800 مليون سنتيم للمدرسة الواحدة، وأن كل المؤسسات التربوية المتواجدة على تراب البلدية جاهزة لاستقبال التلاميذ في سبتمبر المقبل.
من جهته، أكد رئيس بلدية المرادية، السيد مراد سامر لـ"المساء"، أن تهيئة المدارس تمت منذ السنة الماضية، ومست مختلف الأشغال الكبرى، مع تجهيز مختلف المدارس البالغ عددها ثمانة بالتدفئة المركزية، بينما تبقى بعض الأشغال الخفيفة المتمثلة في إصلاح زجاج بعض النوافذ التي تعرضت للكسر، حيث لم تنتظر بلدية المرادية تعليمة والي ولاية الجزائر لمباشرة العملية، مثلها مثل بلدية حيدرة التي أكد أمينها العام، السيد عسول عبد الله لـ"المساء"، أن المدارس التسعة مهيأة بشكل تام في إطار العمل اليومي الذي تقوم به السلطات المحلية، حيث تزور الفرق المكلفة بالترميم المدارس بشكل يومي لاكتشاف النقائص الموجودة وإصلاح ما يجب إصلاحه، بينما سيتم إعادة بناء مدرسة جاهزة واحدة وتعويضها بأخرى لفائدة تلاميذ البلدية.
بدوره، باشرت بلدية بوزريعة، حسبما ذكر رئيسها محمد قيطوني لـ"المساء"، ترميم المدارس وتهيئتها منذ عام 2013، مما جعلها جاهزة لاستقبال التلاميذ الموزعين على 26 مدرسة، مضيفا أن المجلس سيقوم بترميمات خفيفة هذه الصائفة تمس خاصة مساحات بعض المدارس غير المهيأة، بينما توجد جل المدارس في وضعية مشرفة، حسب المسؤول الأول على بلدية بوزريعة.
العملية ستنطلق بباب الزوار والرايس حميدو تنتظر الدعم
وعلى عكس ذلك، فإن عملية تهيئة وترميم المدارس لم تنطلق بعد  ببلديات أخرى، على غرار بلدية باب الزوار التي أوضح رئيسها العمري كرمية لـ"المساء"، أن العملية ستنطلق خلال الأيام القليلة المقبلة، حيث ستمس 23 مدرسة من مجموع 28 مدرسة، منها ستة مدارس ستخضع للتهيئة الشاملة من ميزانية البلدية التي خصصت حوالي 15 مليار سنتيم للعملية التي يأمل المسؤول الأول على البلدية أن تنتهي قبل الدخول المدرسي لتجنب الفوضى عند بداية تلقي التلاميذ لدروسهم في سبتمبر المقبل.
من جهتها، تأخرت بلدية الرايس حميدو في مباشرة أشغال الترميم بسبب ميزانيتها الضعيفة، مثلما أكده رئيسها السيد جمال بلمو لـ"المساء"، مشيرا إلى أنه تم وضع بطاقة تقنية لمختلف المدارس وتسليمها للولاية، من أجل الحصول على الدعم المالي الذي يسمح بترميم ثمانية مدارس بحوالي 10 ملايير سنتيم، حيث ستمس العملية -حسب المتحدث- مختلف الجوانب، منها تغيير النوافذ والأبواب الخشبية وتعويضها بأخرى أكثر جودة "بي-في-سي".
بدوره، أشار رئيس بلدية سيدي موسى، السيد بوثلجة علال لـ"المساء"، أن العملية ستمس 13 مدرسة من أصل 14، حيث استفادت البلدية من إعانة من الولاية قيمتها 36 مليون دينار، وتخص تهيئة المراحيض، الساحات، الجدران الخارجية وغيرها من الأشغال التي انطلقت بالنسبة لتسعة مدارس، في انتظار انطلاقها بالنسبة للتسعة الباقية، من قبل المؤسسات التي تم اختيارها، تحضيرا للموسم الدراسي 2015 / 2016، إذ أكدت تعليمة ولاية الجزائر على ضرورة تسليم الأشغال قبل الدخول القادم، خاصة أنه سبق لجمعيات أولياء التلاميذ أن استنكرت  تأخر الدخول المدرسي بسبب الأشغال التي تأخرت ببعض البلديات، خاصة تلك التي تحوز نسيجا عمرانيا هشا ولا يمكن فصله عن الهياكل التربوية المتواجدة على مستواها، حيث يعرف عدد من المدارس حالة متقدمة من التصدع.
متابعة صارمة من الولاية ولجنة التربية
كانت لجنة التربية بالمجلس الشعبي لولاية الجزائر، قد اكتشفت خلال الموسم الماضي مدارس في وضعية جد متدهورة، في زيارة ميدانية قادتها إلى أكثـر من 350 مؤسسة تربوية متواجدة بـ57 بلدية بالعاصمة، تمحورت أغلبها حول نقص في التجهيز، انعدام الأمن، احتلال الأقسام والمطاعم من طرف عائلات وضياع أجهزة وعتاد حديث صرفت عليه السلطات المعنية أموالا ضخمة، حيث رفع المجلس الشعبي الولائي تقريرا بهذا الشأن لوالي العاصمة السيد عبد القادر زوخ، أعدته لجنة التربية والتعليم العالي والتكوين المهني، مدعما بصور فوتوغرافية التقطت بالمؤسسات التربوية، تبين الأوضاع المتدنية داخلها، لاسيما ما تعلق منها بالأجهزة الطبية وعتاد المطاعم الحديث الذي وجد مهملا وغير مستغل بسبب الإهمال واللامبالاة من طرف المسؤولين، بالإضافة إلى تدهور ساحات اللعب داخل المدارس وعدم استغلال قاعات الرياضة الجديدة، لعدم ربطها بالغاز والكهرباء، مع نقص في الكراسي والطاولات وعدم صلاحية السبورات، فضلا عن غش وتلاعب مقاولين كلفوا بأشغال الترميمات، إلى جانب انعدام الأمن داخل بعض المؤسسات التربوية، وظاهرة احتلال بعض الأقسام والمطاعم المدرسية من طرف مواطنين اتخذوها مساكنا لهم منذ سنوات طويلة، مثلما اكتشفته لجنة التربية بمدرسة 1 نوفمبر 1954 في بلدية الحمامات.