مع تزايد الاهتمام بمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر
بسكرة.. شمس الجنوب تصنع وقود المستقبل

- 248

تتحوّل ولاية بسكرة تدريجياً إلى نموذج في استغلال الطاقات النظيفة مع تزايد الاهتمام أكثر بمشاريع إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُعد وقود المستقبل في العالم، بفضل إشعاعها الشمسي القويّ، وموقعها الاستراتيجي؛ حيث تبرز بسكرة اليوم، كأحد أهم المواقع المرشّحة لإقامة محطات لإنتاج الهيدروجين الصديق للبيئة.
تُعدّ بسكرة من أكثر مناطق الجزائر إشعاعا للشمس؛ حيث تتجاوز ساعات الإشعاع السنوية 3500 ساعة؛ ما يجعلها مثالية لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية التي تُستخدم في عملية التحليل الكهربائي للماء لاستخراج الهيدروجين والأوكسجين دون انبعاثات كربونية. وتتوفر الولاية على مساحات واسعة يمكن استغلالها لإقامة مزارع شمسية ومحطات تخزين، إضافة إلى قربها من شبكات الطرق الوطنية والسكة الحديدية، التي تسهّل نقل الطاقة أو مشتقاتها إلى الشمال والموانئ الساحلية. وتسعى الجزائر من خلال استراتيجياتها الوطنية للهيدروجين (2023 –2035)، إلى إطلاق مشاريع تجريبية في الجنوب الشرقي. وتُعدّ بسكرة من أبرز الولايات المرشّحة بفضل مناخها المثالي، وموقعها بين الصحراء والسهوب.
فوائد اقتصادية وتنموية
من المنتظر أن تستحدث مشاريع الهيدروجين الأخضر، مئات فرص العمل الجديدة في مجالات التكنولوجيا والطاقة والصيانة، إضافة إلى دعم الفلاحة الذكية عبر تشغيل المضخات، وتحلية المياه بالطاقة النظيفة. كما ستُساهم في تنويع اقتصاد الولاية، وتعزيز مكانتها كعاصمة للطاقات المتجدّدة في الجنوب الجزائري.
تجدر الإشارة إلى أنّ من المشاريع الكبرى التي تحتضنها ولاية بسكرة، مشروع إنجاز محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج 220 ميغاواط بمنطقة الرحايات ببلدية لغروس المسندة إلى مجمع مقاولات الإنجاز ( power chaina,/ sinohydro)، ومحطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تتربع على مساحة 400 هكتار، التي وُضع حجر أساسها في أفريل 2024. وتهدف إلى تعزيز الشبكة الكهربائية المحلية ضمن البرنامج الوطني للطاقة الشمسية بالجزائر. وتسمح بتوفير الطاقة النظيفة، وربط الكهرباء المنتجة بالشبكة الوطنية. كما تمكّن من تعزيز الشبكة الكهربائية في المنطقة، وتوفير فرص العمل.
وتمتلك ولاية بسكرة كلّ المقومات اللازمة لتكون نقطة محورية في خريطة الهيدروجين الأخضر بالجزائر، بتكامل جهود الدولة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، حيث يمكن تحويل تلك الإمكانيات إلى مشاريع فعلية تساهم في بناء اقتصاد مستديم ومتحرّر من الكربون. ولطالما كانت هذه المنطقة من الوطن بوابة الصحراء وواحة النخيل، تسير اليوم بخطى ثابتة نحو مستقبل أخضر، فبين كثبانها الذهبية وشمسها الساطعة، تُصنع ملامح عصر جديد من الطاقة النظيفة، حيث تمتزج الطبيعة بالتكنولوجيا الحديثة لتكتب قصة تحوّل بيئي واقتصادي ناجح بامتياز.
إشادة بالقافلة الطبية التطوّعية
تتواصل فعاليات القافلة الطبية التطوعية بولاية بسكرة، بإجراء عمليات جراحية دقيقة في تخصّص النساء والتوليد بقيادة البروفيسور نسيمة قاسي، رئيسة مصلحة طب وجراحة النساء والتوليد بمستشفى القبة بالعاصمة، إلى جانب فريقها المرافق من الأطباء والجراحين المتطوعين.
ولعبت المؤسّسة الاستشفائية المتخصصة في طب النساء والتوليد ببسكرة، دورا محوريا في إنجاح هذه المبادرة؛ حيث عملت الطواقم الإدارية والطبية وشبه الطبية للمؤسسة بجهد كبير، على ضمان سلاسة العمليات، وتوفير كل الدعم اللوجستي والتقني. وتجلى دورها في المرافقة، والتنسيق المباشر، وتسهيل استقبال وتوجيه المتطوعين والمرضى، وتوفير البنية التحتية المتمثلة في تجهيز قاعات العمليات والمصالح الاستشفائية اللازمة للتدخلات الجراحية، والدعم المستمر من خلال المساهمة الفعالة في رعاية المرضى قبل وبعد العمليات الجراحية.
وتجسّد تلك الجهود المشتركة بين الأطباء المتطوعين وإطارات الصحة ببسكرة، أعلى معاني التعاون لتقديم خدمات صحية متخصصة للمواطنين في المنطقة. وكانت محل إشادة مديرية الصحة، التي نوهت بمجهودات إطارات المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في طب النساء والتوليد، وطب الأطفال ببسكرة نظير التنسيق المثمر بينها، والدعم المتواصل لتوفير رعاية صحية مثالية.