التربية بمعسكر تتدعم بمشاريع جديدة

برنامج تنموي طموح لتحسين التمدرس

برنامج تنموي طموح لتحسين التمدرس
  • 207
ع. ياسين ع. ياسين

يشهد قطاع التربية بولاية معسكر، تجسيد برامج تنموية واسعة، تهدف إلى تحسين ظروف التمدرس وضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية، وقد شملت هذه البرامج، إنجاز هياكل جديدة للتخفيف من الضغط، خاصة في الطورين الابتدائي والمتوسط، وتوفير مؤسسات بالأحياء السكنية الجديدة، لتفادي تنقلات التلاميذ، إلى جانب إطلاق عمليات تهيئة لعدد من المؤسسات التربوية، مع إعطاء الأولوية للأشغال الضرورية، مثل العزل ودورات المياه، كما توسعت دائرة الاستفادة من الإطعام المدرسي، بإنجاز مطاعم جديدة عبر الطور الابتدائي

وفي الجانب البيداغوجي، كشفت مصادر مسؤولة، من مديرية التربية بمعسكر، أن توزيع التلاميذ على المؤسسات التعليمية، يتم وفق معايير بيداغوجية دقيقة، تراعي مبدأ التوازن وتجنب كثرة التنقلات، بالاعتماد على الخريطة المدرسية والأرضية الرقمية، التي تضمن احترام المقاطعة الجغرافية لإقامة الأولياء. 

وتشير الأرقام المسجلة، إلى تسجيل معدل 28 تلميذا في القسم بالطور الابتدائي، و37 في الطور المتوسط، و26 في الطور الثانوي، وهو ما يعكس احترام الضوابط البيداغوجية في حدود الطاقة الاستيعابية للمؤسسات. ورغم ذلك، سُجل ضغط في بعض المتوسطات، ما استدعى اللجوء إلى حل استثنائي مؤقت، باستغلال 6 هياكل ابتدائية كملحقات لهذه المتوسطات، لتخفيف الاكتظاظ وتوفير ظروف تعليمية أفضل. وقد استلمت الولاية، إلى غاية الدخول المدرسي لهذا العام، 19 مجمعا مدرسيا، و8 مطاعم، و21 قاعة توسعة، إضافة إلى ثانويتين، منها واحدة تعويضية. كما تتواصل أشغال إنجاز 9 مجمعات مدرسية جديدة، و95 قاعة توسعة بالطور الابتدائي، و51 مطعما، و6 متوسطات، ونصف داخلية، و4 ثانويات، فضلا عن عدة عمليات تهيئة، وإعادة تأهيل المؤسسات القائمة. 

وفي إطار الدخول المدرسي 2025-2026، اتخذت السلطات الولائية، جملة من الإجراءات العملية، لضمان انطلاقة جيدة للتلاميذ والطاقم الإداري والتربوي. ففي مجال الإطعام، تضم الولاية 497 مدرسة ابتدائية موزعة على 47 بلدية، منها 348 مؤسسة مجهزة بمطاعم مدرسية، فيما يجري استكمال 51 مطعما جديدا، سيدخل الخدمة قريبا، ليستفيد في المجموع 143050 تلميذ من الوجبات، مع تعليمات صارمة لوالي الولاية، فؤاد عايسي، بهدف توفير وجبات ساخنة منذ اليوم الأول من الدخول المدرسي. 

أما النقل المدرسي، فتستغل الولاية حاليا 631 حافلة، منها 272 حافلة تابعة للبلديات، و359 مؤجرة، تغطي 476 خط عبر مختلف البلديات. وتقدر الاحتياجات الإضافية بـ15 حافلة جديدة. وقد استفادت الولاية، في إطار برنامج الخدمة العمومية للسنة المالية 2025، من إعانة مالية قدرها 159 مليون دينار، خصص منها أزيد من 4,6 ملايين دينار لصيانة الحافلات، و11,4 مليون دينار لتأجيرها. وبخصوص التدفئة، فهي تغطي كامل المدارس الابتدائية، وعددها 497 مؤسسة، حيث جهزت 286 مدرسة بالغاز الطبيعي، و76 بالتدفئة المركزية، و135 بغاز البروبان، مع توجيه تعليمات للشروع في الصيانة منذ بداية السنة الدراسية، لضمان الجاهزية مع حلول فصل الشتاء. 

وفي ما يتعلق بالمحفظة المدرسية، تم توزيع 40267 حقيبة، ساهمت فيها ميزانية الولاية بـ12320 حقيبة، والبلديات بـ23267 حقيبة، ومديرية النشاط الاجتماعي بـ2680 حقيبة، إضافة إلى الهلال الأحمر الجزائري الذي وفر 2000 حقيبة. أما المنحة المدرسية المقدرة بـ5000 دينار، فقد استفاد منها 86028 تلميذ من أصل 107618 ملف مودع، بعد المصادقة على القوائم، نهاية شهر جويلية الماضي. كما سجل 5254 طعن، قبل منها 4139 إلى غاية 9 سبتمبر، فيما تجري دراسة البقية، للفصل فيها خلال الأيام المقبلة. 

ولا يقتصر اهتمام قطاع التربية على إنجاز الهياكل فقط، بل يشمل أيضا تأطير الموارد البشرية وتحسين الأداء التربوي، انسجاما مع أحكام القانون التوجيهي للتربية الوطنية. وفي هذا السياق، جرى إدماج 2236 أستاذ متعاقدا عبر الأطوار الثلاثة، منهم 480 في الابتدائي، و577 في المتوسط، و1179 في الثانوي. كما أُعدت مخططات تكوين خاصة بهذه الفئة للسنة الدراسية 2025-2026، إلى جانب برامج موجهة لأساتذة اللغة الإنجليزية في السنة الأولى متوسط، وفق المناهج الجديدة، ومرافقة أساتذة السنة الثالثة ابتدائي، لتطبيق المواقيت المعدلة. 

ولتعزيز الكفاءات، نظمت دورات تكوينية لفائدة الإداريين والتربويين على مستوى المقاطعات والمؤسسات، شملت المستجدات البيداغوجية والمالية التي يعرفها القطاع. كما تم التكفل بالمسجلين عبر الأرضية الرقمية للتوظيف بالتعاقد الاستثنائي ضمن المناصب الشاغرة، ووفق معايير الاستحقاق، إضافة إلى تنفيذ الحركة التنقلية للأساتذة والمديرين عبر المنصة الرقمية، بما سمح بتسهيل التسيير وتحسين الخدمة العمومية، في انسجام مع الاستراتيجية الوطنية للتحول الرقمي.